(أبو عزرائيل).. مقاتل الميليشيا الشيعية بين محاربة "داعش" وقتل السُّنَّة؟

الإثنين 16/مارس/2015 - 12:53 م
طباعة  (أبو عزرائيل)..
 
مع جولات المعارك في الغالب تستدعي الشعوب أبطالا لها من التاريخ، أو عبر حكايات تصوغها، تمجيدا لبطولاتها، وفي هذه المرة استدعت الذاكرة العراقية أبو عزرائيل، مجاهدا ضد الإرهاب.
وكان من هذه الشخصيات "أبو عزرائيل" أو "رامبو العراق"، أحد قادة كتائب الإمام علي وهي ميليشيا شيعية مشاركة ضمن قوات الحشد الشعبي التي تواجه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فيما يعتبره البعض أنه أحد سفاكي الدماء ويمثل الوجه الآخر لتنظيم "داعش" ويقتل على الهوية.

سيرته

سيرته
تقول سيرة أبو عزرائيل، كما يتداولها أنصاره، بأن اسمه أيوب الزيرجاوي، حاصل على شهادة الماجستير في التربية الرياضية، مدرب رياضي في لعبة التايكوندو، ويبلغ من العمر 40 عاماً، كان أحد مقاتلي جيش المهدي إبان الاحتلال الأمريكي.. انشق عنه بعد تجميد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للجيش آنذاك.
انتمى بعدها إلى ميليشيا كتائب الإمام علي، التي تقاتل في صفوف الحشد الشعبي إلى جانب القوات الأمنية.
يوصف (أبو عزرائيل) بأنه "بطل" معركة استعادة مدينة تكريت من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يُعتقد أنه بطل تايكوندو ومحاضر سابق في العقد الخامس من عمره.
يعد "أبو عزرائيل" واحداً من أبرز قادة "كتائب الإمام علي" التي تقاتل في صلاح الدين شمال العراق ضد تنظيم الدولة؛ عرف بحمله الفأس على كتفيه أثناء القتال، موجود في الخطوط الأمامية في الحشد الشعبي العراقي في تكريت ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويصفه بعض أنصاره أحياناً برامبو المقاومة الإسلامية العراقية، وله العشرات من الصفحات على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تمجد شخصيته وبطولاته وتعتبره بطلا خارقا.

بطل الحشد الشعبي

بطل الحشد الشعبي
يظهر "أبو عزرائيل" على أنه بطل في مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهذا ما تصوره شبكات التواصل الاجتماعي وعدد من الصحف والمواقع العراقية التي تبحث عن بطل شعبي بعيدا عن صور وجولات الجنرال قاسم سليماني، الذي تصدر المشهد خلال الأشهر الماضية في واجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقاتل أبو عزرائيل وهو دائما ما يربط على جبهته شارة مكتوب عليها نداء "يا زهراء"، نداء إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتنسب اليه الصحف العراقية تصريحاته التي تشير إلى أنه لا يحمل بعدا طائفيا على عكس ما يروجه بعض الصحف ووسائل الإعلام، والتي يقول فيها إن السنة إخوته، وهو يدافع عنهم كما يدافع عن الشيعة، وأنه سيبطش بقيادات القاعدة وعصابات داعش الإرهابية.
لكن مخاوف من ممارسات رجال أبي عزرائيل ضد المدنيين لا تبدو واضحة في الثناء عليه والإعجاب بقدراته في قتال تنظيم داعش.
ويقول مراقبون: "المدنيون في تكريت ضحية يتم التناوب عليها من قبل وحشين كلاهما لا يؤمن بمقدراتها".

القتل على الهوية

القتل على الهوية
تتحدث التقارير عن أن "أبو عزرائيل" لا يختلف عن تنظيم "داعش" في القتل على الهوية، فأبو عزرائيل يعد من أهم المقاتلين الشيعة الذين يوصفون بالشراسة في القتال، وكان من ضمن مقاتلي جيش المهدي خلال الفترة التي شهدت حربا طائفية وتهجيرا وقتلا للمكون السني في العراق خلال الفترة (2006- 2008).
كما كشفت تصريحاته عن حقد طائفي، حيث إنه دائماً ما يظهر بتسجيلات مصورة يتوعد أهالي المناطق السنية بالوعيد والعقاب، وكان آخرها ظهوره بمقطع مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يهدد أهالي تكريت والبوعجيل بطحنهم طحناً وأخذ الثأر منهم لقتلة ضحايا (سبايكر).
واتهم مواطنون من سكان مدينة يثرب في محافظة صلاح الدين، كتائب الإمام علي بقيادة المدعو أبو عزرائيل، بارتكاب عمليات تدمير للمنازل وتجريف للبساتين وسرقة للمواشي والأغنام، فضلاً عن قيامهم بعمليات تصفية جسدية، بالإضافة إلى منعهم من العودة إلى ديارهم.
غبار معارك تكريت لم ينكشف بعد، ومع ذلك ظهرت العشرات من صور الانتقام العشوائي التي مارستها ميليشيات شيعية، وصفها زعيم التيار الصدري الشيعي، مقتدى الصدر، بأنها ميليشيات وقحة، داعياً إلى قطع يدها.
ويرسم أبوعزرائيل في ذهن العراقيين صورة مشابهة لأبي درع، الشخصية الشيعية الطائفية الشهيرة التي ارتكبت في 2006 جرائم عدة ضد المدنيين في المناطق السُّنِّية انتقاما من الزرقاوي.

أبو عزرائيل

أبو عزرائيل
يبدو أن قصص البطل الشعبي والبطل الخارق لم تنته من الروايات والمشهد العربي، في ظل الحرب الدائرة ضد الإرهاب، واليوم يلجأ العراقيون إلى قصة البطل الشعبي والبطل الخارق؛ من أجل البحث عن الدعم المعنوي في ظل الصراع الدائر والموت المحيط بالعراقيين من كل جهة، وأبو عزرائيل لا يعد كونه مقاتلا عاديا ترك عمله وعلمه في التدريب الرياضي ليشارك في قتال "داعش" كغيره من العراقيين الذين وجدوا أنفسهم في أتون حرب وصراع طائفي ومذهبي لا ينتهي منذ سنوات طويلة وليس وليدة اليوم، ما بين تمجيده كبطل خارق واعتباره سفاك دماء لدى أطراف أخرى يبقى الإرث الشعبي سيد الموقف في صناعة بطل خارق لصناعة بطولات وأمجاد تكون مهربا لهم من الواقع الأليم.

شارك