عبد المجيد مناصرة.. من حركة "حمس" إلى رئاسة "الدعوة والتغيير" بالجزائر
الإثنين 18/مارس/2024 - 08:20 ص
طباعة
لم يطل به المقام خارج حركة مجتمع السلم "حمس"، المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين بالجزائر، حتى أعلن عبد المجيد مناصرة قيام "حركة الدعوة والتغيير"، مغلقا بذلك الأبواب أمام أي احتمال للعمل تحت راية واحدة تجمعه بأبي جرة سلطاني زعيم الحركة، متهما قيادة "حمس" بالانحراف عن نهج الشيخ المؤسس محفوظ نحناح، وبينما أعلن المرشد العام للإخوان المسلمين - في ظل التنازع بين مناصرة وسلطاني- وقوف الإخوان على الحياد، أكد نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير ثقته في الحصول على دعم الجماعة.
مناصرة وهو وزير سابق تولى عضوية المكتب التنفيذي لـ "حمس" منذ تأسيسها إلى أن أصبح نائبا لرئيسها، كما كان مديرا لصحيفة "النبأ" لسان حال الحركة، وبرز كمعارض شرس لـ "أبو جرة سلطاني" خلال المؤتمر الرابع للحركة، وقد عبر عن ذلك صراحة بالانسحاب من مجريات المؤتمر، احتجاجا على ما وصفه بالتطاول والمساس بالقانون الداخلي، ثم أخرج مواقفه المعارضة للعلن بعد ظهور "جماعة التغيير"، التي انضم إليها أكثر من 20 نائبا من نواب الحركة في البرلمان.
مولده ونشأته:
إضافة إلى مزاولته للعمل الدعوي ضمن الحقل الإسلامي منذ سنوات الثمانينيات، يعتبر عبد المجيد مناصرة سياسي جزائري بارز داخل الوطن وخارجه، له إسهامات كبيرة في عدد من القضايا الوطنية والدولية.
ولد عبد المجيد مناصرة يوم 18 مارس 1964 بولاية باتنة بالجزائر حيث زاول دراسته الابتدائية والثانوية قبل أن ينتقل إلى بومرداس حيث تحصل على شهادة مهندس دولة في الصناعات الميكانيكية عام 1987.
المناصب التي تولَاها:
ولقد عمل كأستاذ في مادة الميكانيكا من 1987 إلى غاية 1990 حيث كلف بإدارة جريدة النبأ لسان حال حركة المجتمع الإسلامي (حمس). كان عضوا بالمجلس الوطني الانتقالي حيث تولىّ منصب نائب الرئيس من سنة 1994 إلى غاية 1997.
إضافة إلى ذلك تولى منصب وزير الصناعة وإعادة الهيكلة من يونيه 1997 إلى يونيه 2002، وهو الآن عضو بالمجلس الشعبي الوطني (البرلمان الجزائري) منذ 2002 عن ولاية باتنة.
امتد نشاطه إلى خارج الجزائر حيث يُعتبر عضوا في لجنة المتابعة بالمؤتمر القومي الإسلامي وعضو الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية مكلف برئاسة مكتب الأحزاب المغاربية.
وهو الآن رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين الذي تأسس في 21 يونيه 2007 بالعاصمة الإندونيسية جاكارتا.
كان صاحب الدور الأساسي في تأسيس وقيادة العمل الطلابي بالجامعة الجزائرية في نهاية الثمانينيات.
كما كان عضوًا بالمكتب التنفيذي الوطني لحركة مجتمع السلم منذ تأسيسها، حيث تولى أمانة السياسة ثم أمانة الإعلام.
تولى بتكليف من الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله مهمة الناطق الرسمي باسم الشيخ كمرشح في رئاسيات 1995، كما أسند له الشيخ في فترة مرضه مهمة الناطق الرسمي للحركة خلال الفترة من سنة 2002 إلى 2003.
شارك في جولات الحوار الوطني كما قاد مع ثلة من قيادات الحركة عملية إنشاء التحالف.
وهو الآن نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير التي أسسها مع مجموعة من قيادات الحركة الإسلامية ومؤسسيها.
المناصرة والوضع الحالي في الجزائر:
محفوظ نحناح
يرى رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، أن تعدد المبادرات السياسية في الساحة الوطنية، علامة صحية وليست مؤشر انقسام أو تصادم، وقال "نحن بحاجة إلى التعدد وعدم احتكار الحقيقة وليس مطلوب توحد المعارضة"، مبرزا في هذا الصدد بأن الحل الحقيقي هو "جمع المبادرات"، في إشارة منه إلى مبادرتي الانتقال الديمقراطي والإجماع الوطني. وذكر مناصرة بشأن تعامل النظام مع المعارضة بالقول إن “النظام ما يزال أحادي وخلق مظاهر التعددية في الشارع فقط”. وبالنسبة إليه، فإن حالة النظام هي أقرب إلى المثل “من أنكر داءه قتله”، في إشارة إلى أن النظام ينكر وجود أزمة في البلاد، وضمن هذا السياق قال مناصرة إن تراجع أسعار النفط كشف بأن هذه الأزمة كانت قائمة وعرّتها فقط وليست وليدة لها مثلما يروّج الخطاب الرسمي.
مناصرة وتوحيد المعارضة:
لا يعتقد عبد المجيد مناصرة رئيس “جبهة التغيير”، أن ما يسمى “حزبا السلطة” يتحفظان بشكل نهائي على المشاركة في ندوة الإجماع الوطني التي يريد الأفافاس عقدها، ورفض الحديث عن "فشل" المبادرة رغم رفضها من طرف قطاع واسع من المعارضة، ورغم الشروط الكثيرة التي وضعها أمين عام الأفالان مقابل الانخراط فيها.
حيث قال مناصرة، مفسّرا التحفظات التي أبداها الأفالان على المبادرة، إن "طبيعة أحزاب السلطة مبنية على التحفظ، فهي مكبّلة بقيود وليست مستقلّة في قرارها وطبيعة تفاعلها مع الأحداث والقضايا والمقترحات المطروحة بطيئة يطبعها الحذر". وذكر بأن السلطة "لو كان لديها موقف سلبي من المبادرة، حينها سيكون قرار أحزابها نهائيا ومعبّرا عن هذا الموقف"
ورغم ردود الفعل غير المرحّبة تجاه ندوة الإجماع، إلا أنه يمكن، حسب مناصرة، أن تحقق جزء من التوافق "فعدم قبول فلان وفلان حضورها لا يعني أنها لن تعقد أو سوف تكون فاشلة". ويفضّل قيادي حركة مجتمع السلم سابقا، التوجه نحو "التوافق" بدل "الإجماع"، ويشرح هذه النظرة كما يلي: "لا يمكن تحقيق الإجماع في بلادنا، لأن ذلك يشترط أن يكون الجميع على رأي واحد، في حين أن التوافق يعني أن الأغلبية اتفقت على رأي معيّن، دون أن يكون بالضرورة رأي الجميع، وقد بلّغنا نظرتنا هذه إلى قيادة الأفافاس"
وانتقد مناصرة ضمنيا تنسيقية الانتقال الديمقراطي، بسبب تمسكها بمبادرتها ورفضها مسعى الأفافاس، الذي اعتبرته "تشويشا" على التنسيقية، فقال: “ناضلنا من أجل الخروج من احتكار السلطة للمبادرات، وغير مقبول أن ينتقل هذا الاحتكار إلى جهة أخرى، فالساحة تتسع لكل المبادرات ونحن في جبهة التغيير نرحّب بها، وأي طرف يرى نفسه أنه يملك الحقيقة أو هو من ينبغي أن يقود المبادرات، فهو مخطئ، كما أننا نرفض أن تتصارع المبادرات، والحل الحقيقي يأتي عندما تجتمع كلها”.
وأفاد مناصرة أن حزبه “يتمنى لو أن مبادرة التوافق جاءت من السلطة، وبما أنها جاءت من الأفافاس فهي حبل إنقاذ لها يفترض أن تمسك به، لأن الظروف صعبة والبدائل المطروحة قد لا تكون مناسبة، والمستقبل مجهول بشكل يبعث على الخوف"
مؤلفاته:
- نشر عددا كبيرا من المقالات في جريدة (النبأ) ومجلة (المختار) وفي عدد من الجرائد الجزائرية تم جمعها في أربعة كتب هي:
دروس في العمل السياسي الإسلامي.
مستقبل الحركة: معالم التغيير ومسالك التطوير.
مقالات في الأزمة.
الإصلاح السياسي: أولوية غير قابلة للتأجيل.