بعد توسع الجماعات الإرهابية في ليبيا.. هل ينجح التحالف العربي- الأوروبي في إنقاذ البلاد؟

الأربعاء 18/مارس/2015 - 02:30 م
طباعة بعد توسع الجماعات
 
ما زالت الأزمة الليبية قيد المباحثات، لم تر طريق الاستقرار حتى الآن، رغم أن المناقشات بين أطراف عدة مستمرة، فمن حوار إلى نظيره ومن دولة إلى أخرى، والأمر معقد للغاية.
الصراعات الليبية قد تستمر طويلا؛ نظرًا لاختلاف التوجهات بين المتنازعين، ومحاولة كل طرف فرض رأيه على حساب مصلحة البلاد، فكل الأطراف المتنازعة لا تجيد لغة الحوار الناجح، ورغم أن المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، يسعى جاهدًا للم شمل المتنازعين على طاولة واحدة، فإن كل محاولاته تبوء بالفشل.

تفاقم الأزمة

تفاقم الأزمة
رغم أن الحوار الأخير الذي شهدته المغرب وكذلك الجزائر شهد بعض الليونة بين الأطراف، إلا أن الحال كما هو، لا حلول للأزمة الراهنة.
تمسك كل طرف بوجهة نظر معينة واقتناعه بصوابه، جعل الأزمة تتفاقم يوما عن الآخر، والغريب أن محاولة كل طرف فرض سيطرته على الآخر دون وضع مصلحة البلاد في الحسابات- قد يكون نتيجته استمرار حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا.
من جانبه يسعى المبعوث الأممي للعمل على نجاح الحوار، محاولًا الوصول إلى نتيجة ترضي جميع الأطراف، وتطبق على أرض الواقع، دون العودة إلى نقطة البداية.
رغم أن الحوارات مستمرة إلا أن معظم الدول التي تبنت الاجتماعات، فشلت في احتواء الأزمة؛ الأمر الذي أدى إلى السعي لتوافق إقليمي على الحل في ليبيا، وقررت العاصمة الإيطالية "روما" اليوم الأربعاء 18 مارس 2015، استضافة وفدين، أحدهما مصري والآخر جزائري في اجتماع قد تنضم إليه فرنسا بحسب متابعين.
من جانبه يشارك سامح شكري وزير الخارجية المصري في الاجتماع الوزاري الثلاثي "مصر، الجزائر، إيطاليا"، ويأتي انعقاد الاجتماع الثلاثي في إطار التشاور بين الأطراف المعنية بحل الأزمة الليبية والبحث عن حل شامل لهذه الأزمة، وسبل استعادة الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، الذي بات يهدد سلامة واستقرار دول الجوار الليبي.

تباين بين آراء مصر والجزائر

 تباين بين آراء مصر
كانت مصادر ذكرت بأن اجتماع ممثلي القبائل الليبية برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا سيجري عقده في العاصمة المصرية "القاهرة" الأسبوع الجاري.
ويشمل الحوار الليبي أربعة مسارات هي: المسار السياسي ومسار المجالس البلدية والمحلية المنتخبة، ومسار ممثلي القبائل الليبية ومسار المجموعات المسلحة.
من جانبها تقوم بعثة الدعم الدولية التي يرأسها برناردينو ليون بالإشراف على المفاوضات بين الأطراف الليبية، بينما أشادت الأمم المتحدة ما وصفته بـ"التقدم"، بعد لقاء هو الأول جرى في المغرب بين ممثلي البرلمانين أحدهما معترف به دوليا في مدينة طبرق، والثاني في العاصمة طرابلس، وآخر كان في الجزائر.
وتتباين الآراء بشأن حل الأزمة بين مصر والجزائر، وترى مصر أنه لا حل وسط مع المتطرفين، وأنه لا بد من وضع جميع التنظيمات التي تمارس العنف تحت شعارات دينية في سلة واحدة وعدم التمييز بين الإخوان وداعش، فكلاهما وجهان لعملة واحدة. 
وترفض القاهرة الحل الذي يقوم على تنازلاتٍ لهذه الجماعات؛ لأنه في رأيها لن يؤدي في نهاية المطاف إلى أي استقرار. وتفضل في ليبيا الحسم بالاعتماد على الجيش الوطني بقيادة الفريق خليفة حفتر لحسم المعركة سياسيا وعسكريا .
تخالفها الجزائر في الرأي حيث ترى بأنه لا حل عسكريا للتعامل مع الإرهابيين، ذلك بالاستناد إلى تجربتها في تسعينيات القرن الماضي، وأنه لا بد من التحالف مع ميليشيا فجر ليبيا والحوار مع جماعة الإخوان ووقوف جميع الأطراف الليبية، بما فيها الدينية المعتدلة لضرب داعش وأنصار الشريعة. بيد أن محللين يرون أن التجربة الجزائرية حالفها الحظ بعد حظر الجماعات الدينية من ممارسة السياسة، وعلى رأسها جبهة الإنقاذ التي تمثل جماعة الإخوان في الجزائر.
وفيما تقترب وجهة النظر الجزائرية من الموقف الأمريكي والبريطاني تدخل إيطاليا على الخط لتجمع المصريين والجزائريين، وبمشاركة ربما من الفرنسيين للتوافق على رؤية موحدة لحل الأزمة الليبية.

إيطاليا ومصر والجزائر

إيطاليا ومصر والجزائر
من جانبها كشفت الحكومة الليبية المؤقتة عن اجتماع ثلاثي يضم كلًا من الجزائر، ومصر وإيطاليا، يرتقب انعقاده اليوم الأربعاء في روما، لبحث الأزمة الليبية ونتائج تقدم جولات الحوار المنعقدة في الجزائر والمغرب.
وأكد وزير الخارجية الإيطالية، باولو جينتيلوني في روما، أن قضية الحوار الليبي هي الحل الوحيد للأزمة التي تمر بها ليبيا في الوقت الراهن، معربًا عن تفهم الجانب الإيطالي إعطاء الوقت الكافي لكل الأطراف؛ من أجل بحث كل الخيارات والوصول إلى حلٍّ يخرج ليبيا من أزمتها.
جاء ذلك خلال لقاء جينتيلوني وزير الإعلام الليبي في الحكومة المؤقتة محمد الدايري، مؤكدًا أن الحوار الوطني الليبي الذي تقوده الأمم المتحدة يعد من أبرز الملفات التي تمّت مناقشتها خلال الاجتماع.
غير أن الجانب الليبي أكد- خلال الاجتماع- أهمية التركيز على وضع برنامج لحكومة الوفاق الوطني بدلاً من التركيز على تشكيل حكومة قبل نهاية مارس الجاري.
وأبدى الدايري ارتياحه للاهتمام المتزايد الذي توليه بعض الدول الأوروبية والغربية، بشأن الدور الذي تؤديه ليبيا في حربها ضد التطرف، مشددًا على أهمية الاجتماع الثلاثي المزمع عقده في إيطاليا في 18 مارس الجاري، الذي يجمع كلا من إيطاليا ومصر والجزائر.

توافق مصري إيطالي

توافق مصري إيطالي
كما كشف الوزير المكلف بالشئون المغربية والإفريقية، عبدالقادر مساهل، عقب لقائه المبعوث الخاص الإيطالي إلى ليبيا، غريمادلي بوتشينو، أنه سيتم عقد اجتماعات ثنائية أخرى مع الشريك الإيطالي، وأيضًا اجتماع مع دول الجوار.
من جانبه أكد سفير مصر في إيطاليا عمرو حلمي، على وجود توافق مصري إيطالي بشأن كيفية حل الأزمة في ليبيا، ينطلق من الحفاظ على وحدة وتماسك الدولة الليبية، ووقف الاقتتال الداخلي، ومن المقرر أن يناقش الجانب الجزائري والمصري والإيطالي، تفاصيل تقدم مسارات الحوار الليبي.
في ظل توسع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، وسيطرته على سرت وضواحيها الشرقية قبل أيام بعد أن اختطفت الميليشيا 4 عناصر من "داعش".
حيث أكدت مصادر محلية من بلدة هوارة مقتل ما لا يقل عن 10 مسلحين من ميليشيا فجر ليبيا في هجوم نفذه تنظيم "داعش" على تمركز للميليشيا شرقي منطقة النوفلية.
وأعلن "داعش" عبر مواقع موالية له مسئوليته عن الهجوم على "قواعد المرتدين" شرقي النوفلية، وقال التنظيم إنه دمر عددا من الآليات وقتل عددا من أفراد الميليشيات.

تحالف عربي أوروبي

تحالف عربي أوروبي
انتشار الجماعات المسلحة في البلاد أصبح يهدد استقرار وأمن حدود الدول المجاورة؛ ما أدى إلى تدخل إيطاليا مع الجزائر ومصر وكذلك فرنسا لبحث كيفية تشكيل تحالف عربي- أوروبي، فهل ينجح في إنقاذ البلاد من حالة الفوضى التي تشهدها.
وكان تعهد قائد القوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دولياً خليفة بلقاسم حفتر بالسيطرة خلال فترة شهر على مدينة بنغازي في شرق البلاد، التي تشهد منذ أشهر مواجهات مع جماعات مسلحة بينها تنظيمات إسلامية متطرفة.
وقال حفتر: "سننتهي في فترة بسيطة من قضية تواجد هذا العدو في هذه المنطقة بأكملها، وسقوط هؤلاء الإرهابيين قريب".
وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في موضوع تحت عنوان.. "الحوار.. الحل الأمثل للأزمة الليبية"، يرى مراقبون أنه لا بديل عن الحوار، وفيما غير ذلك فسيكون مصير ليبيا الفوضى المستمرة وعدم الاستقرار.

شارك