بابا الفاتيكان يحذر من سيطرة روح الثأر على مسيحيي نيجيريا لتكرار اعتدءات "بوكو حرام"

الأربعاء 18/مارس/2015 - 06:17 م
طباعة بابا الفاتيكان يحذر
 
بابا الفاتيكان يحذر
المسيحيون حذروا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس من تغلب روح الثأر على المسيحيين المتألمين؛ بسبب الجرائم البشعة التي تقوم بها "بوكو حرام" في نيجيريا، والممتدة منذ عام 2002 وراح ضحيتها عدد كبير من المواطنين النجيريين، كما تم هدم عدد كبير من الكنائس والمساجد.. وعبر فرنسيس عن دعمه التام لأساقفة نيجيريا الذين طلب منهم ألا يحيدوا عن "طريق السلام"، وأن يرسوا "جسور الحوار" مع إخوانهم المسلمين لمواجهة مجموعة "بوكو حرام" المسلحة.
بابا الفاتيكان يحذر
وفي رسالةٍ نَشَرَها الفاتيكان اليوم شَكَر البابا للكنيسة الكاثوليكية صمودها، على رغم "المحن والآلام الكثيرة"، وفي تلميح إلى المجموعة المتطرفة التي لم يسمها شدد البابا على أن المؤمنين "المسيحيين والمسلمين" في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 160 مليون نسمة، تعرضوا لمصير مأساوي سَبَّبَهُ لهم الذين يدعون أنهم رجال دين، لكنهم ينتهكون الدين. وقال البابا: "يجعلون منه أيديولوجية لتلبية مصالحهم الخاصة". وأضاف أن "عدداً كبيراً من النيجيريين قتلوا.. أصيبوا وتعرضوا للتشويه.. خطفوا وحرموا من كل شيء.. من ذويهم، من أراضيهم ومن وسائل البقاء، وكرامتهم وحقوقهم". ودعا البابا الأساقفة النيجيريين إلى "بناء ثقافة اللقاء والاستمرار في الحوار الإسلامي المسيحي وإلى السير في طريق السلام بثبات ومن دون تراجع. وقد اتخذ الأساقفة النيجيريون مواقف واضحة تدعو إلى نبذ العنف وتشجيع السلام الأهلي، لكن الرغبة في الثأر تسيطر أحياناً على المؤمنين حيال تزايد الاعتداءات، وهو ما حذر منه البابا من الانسياق خلفه، كما أكد شكره الخالص لكنيسة نيجيريا التي تقدم باستمرار الدليل على الرحمة والعفو، مشيراً إلى "الكهنة ورجال الدين والراهبات والمرسلين والمبشرين الذين لم يتخلوا عن المؤمنين على رغم التضحيات الكبيرة".
وتأتي هذه الرسالة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والنيابية في نيجيريا التي أُرجئت ستة أسابيع؛ بسبب تمرد المجموعة المسلحة. عندئذ شنت نيجيريا وحلفاؤها وتشاد والكاميرون والنيجر، أواخر يناير عملية واسعة ضد "بوكو حرام" لبسط الأمن في شمال شرق البلاد قبل انتخابات 28 مارس.
في عام 2002 تأسست في نيجريا جماعة جهادية أطلقت على نفسها اسم "بوكو حرام"، وهو الاسم الرسمي لما يعرف بجماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، واسم "بوكو حرام" يتألف من كلمتين الأولى: بوكو وتعني بلغة الهاوسا التعليم الغربي، وحرام وهي كلمة عربية، وعلى هذا يعني اسم "بوكو حرام": التعليم الغربي حرام. 
استمدت جماعة "بوكو حرام" التي نشأت كفرع لحركة طالبان الأفغانية هيكلها من مجموعة من الطلاب تركوا الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبة شمال شرقي نيجريا على الحدود مع النيجر، وقائدها الحالي هو أبو بكر شيكاو. والذي أعلن ولاءه مؤخرا لخليفة "داعش" أبو بكر البغدادي.

شارك