تداعيات "باردو" تونس .. مخاوف من تفشي الإرهاب.. وانتقادات للأمن

الخميس 19/مارس/2015 - 10:56 م
طباعة تداعيات باردو تونس
 
رسالة تونس..
لا تزال ردود الفعل الغاضبة مستمرة بشأن العملية الإرهابية التى استهدفت متحف باردو الأثري فى تونس، مع تبني تنظيم داعش هذه العملية، فى الوقت الذي يرى فيه الخبراء أن هذه العملية استهدفت400 سائح من رحلات بحرية وعواقب وخيمة على السياحة التونسية، خاصة أن هذه العملية جاءت مع بدء الموسم السياحى التونسي، وقبل يومين من الاحتفال بعيد الاستقلال الوطنى.

تداعيات باردو تونس
عدد من الخبراء الأمنيين يرون أن هذه العملية تستهدف السياحة التونسية المتضررة جرّاء ثورة ما يطلق عليها "الياسمين"، خاصة مع تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية برحيل الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، وأن الاقتصاد التونسي يعانى من كبوة كبيرة والحكومة الجديدة تبحث الحصول على عدد من القروض من أجل تحقيق عدد من المشروعات التى تحقق التنمية، فى الوقت الذي اعتبر فيه البعض الآخر أن التقصير الأمني  هو سبب هذه المذبحة، وأنه ليس من المنطقي أن يدخل المسلحون إلى ساحة المتحف من المدخل الخاص به، وعدم توفير إجراءات أمنية للحفاظ على حياة السائحين والمواطنين التوانسة.
خبراء توانسة يرون أن هذه المذبحة ستكون لها تداعيات كارثية على السياحة التونسية التي تراجعت فى الفترة الأخيرة، وانه ليس صدفة استهداف الاقتصاد الوطني في فترة الحجوزات لموسم الصيف الذي كانت وزارة السياحة تراهن عليه لانعاش الأقتصاد وتجاوز الصعوبات لكن بعد هذه العملية الاجرامية الغادرة يبدو ان إنقاذ موسم 2015 اصبح شبه مستحيل بعد سقوط 22 سائحا من جنسيات أوروبية وآسيوية بما سيترتب عن ذلك من صدى إعلامي سلبي في العالم، فى الوقت الذى يري فيه البعض أن هذه الجريمة تمثل تطورا نوعيا في أساليب الارهابيين وهي رسالة واضحة للتونسيين بأن القادم اخطر فخلايا القتل انتشرت في كل جهات البلاد مستفيدة من حالة الارباك الأمني وغياب الإرادة السياسية في القضاء على الارهاب الذي يهدد حياة التونسيين وسلامة البلاد وسيادة الدولة وما رفض تمرير قانون مكافحة الاٍرهاب الا دليل على غياب هذه الإرادة والتواطؤ السياسي مع الارهابيين خلال حكم الترويكا. 
المناقشات الاعلامية فى القنوات التونسية تشير إلى أن استهداف متحف باردو برمزيته الثقافية والسياحية وقرب من مجلس نواب الشعب سيكون بداية لاستهداف المدارس والمعاهد والكليات والمراكز التجارية الكبرى ما لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة.

تداعيات باردو تونس
ومنذ وقوع الحادث، والعاصمة التونسية تشهد مزيد من الإجراءات الأمنية لمنع وقوع مزيد من الجرائم، وفرضت قوات الأمن كردونا حول مقر المتحف ومنع الإعلاميين من التواجد، وكذلك إجراءات أمنية مكثفة أمام مستشفى شارل نيكول والتى يتواجد فيها عدد كبير من المصابين، مع توافد مسئولي الدولة والسفراء الأجانب للاطمئنان على الضحايا.
وفى لقاءات خاصة مع عدد من المواطنين التوانسة، قال حاتم محمد "مهندس": هذه المذبحة سيكون لها مشكلات عديدة مع توغل الإرهابيين فى مختلف المناطق التونسية، وأن الإرهاب لن يفرق مستقبلا بين رجال الجيش والشرطة وبين المواطنين التوانسة، وان حالة التراخى الأمنى التى كانت موجودة فى مقر المتحف لابد من إنهائها، خاصة أن موسم السياحة سيتعرض لانتكاسة كبيرة فى ظل تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلال الفترة الماضية.
واتفق معه عم عمران "سائق تاكسي"، وأكد أن الدول العربية تشهد أحداثًا إرهابية متلاحقة وتشوه صورة الإسلام، فالغرب أصبح يقترن الإرهاب بالإسلام، والأمن لم يتعاف حتى الآن، وهو ما سمح بوقوع هذه المذبحة، وبالرغم من توقعات إنعاش الاقتصاد وتنشيط السياحة لتقليل البطالة وخلق فرص عمل جديدة، إلا أن هذا الحادث سيكون له تداعيات خطيرة، وإفشال محاولات الحكومة فى إنعاش الاقتصاد.
بينما قال عمران خليل "اعلامى": مذبحة باردو تفتح باب مزيد من الجرائم فى الأحياء التونسية، ومحاولة ترويع المواطنين، وحسنا فعل الرئيس السيسي بضرورة توحد التوانسة لمواجهة هذه الارهاب الذى يستهدف تونس واضعافها، وافشال محاولات إصلاح الأوضاع المتدهورة منذ اقصاء بن على من الحكم، فى ظل قطاع غير قليل لا يزال يشعر بالحنين لفترة بن على التى توفر فيها الامان والأمن وانعاش الاقتصاد حتى ولو على حساب انتشار الفساد وقمع الحريات.

شارك