تأجيل الحوار الليبي مجددًا.. والقضايا الرئيسية لازالت عالقة

السبت 21/مارس/2015 - 01:01 م
طباعة تأجيل الحوار الليبي
 
استمرارًا للأحداث التي تشهدها ليبيا، والمساعي التي تقوم بها عددا من الدول العربية والأوربية لاحتواء الأزمة بين الأطراف المتنازعة، جدد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون، مساء أمس الجمعة، في الصخيرات المغربية، دعوته للفاعلين السياسيين والعسكريين الليبيين إلى وقف العمليات المسلحة
تأجيل الحوار الليبي
عبر ليون، عن قلق الأمم المتحدة وانشغالها العميق بالوضع الراهن في ليبيا.
ويسعي ليون منذ بدء الأزمة في ليبيا، إلي جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة للم شملهم ومحاولة تقارب وجهات النظر، الأمر الذى فشل فيه، وحتي الآن لم ينجح أي حوار بداية من غدامس في ليبيا وحتي المغرب، فمن حوار إلي نظيرة ومن دولة إلي الأخرى والوضع يتفاقم يوما عن الأخر دون نتائج إيجابية تدفع البلاد نحو الاستقرار.
على الرغم من أن أخر حوار تم في العاصمة المغربية "الرباط" وكان مُبشر إلي حد ما، فإنه حتي اليوم لم يتوافق الأطراف على رأى واحد لمصلحة البلاد.
جميع الأطراف هدفها واحد هو سعيها للسلطة وفرض سيطرتها الخاصة دون وضع مصلحة البلاد في الاعتبار.
الغريب أن الاطراف المتنازعة تعي خطورة ما يحدث في ليبيا من اشتعال الأوضاع وانتشار الإرهابيين في كل مكان، لكنهم غير معنيين بالأمر ومازالوا يتفاضون على الأصلح لحكم البلاد والسيطرة على ليبيا، ورغم أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لعودة الاستقرار والتئام الأوضاع، فإن جميع المساعي تفشل وتقود البلاد إلي الخراب والدمار وانهيار البلاد.
تأجيل الحوار الليبي
وتقود الأمم المتحدة جهودا لحل الأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا، تمثلت في جولة الحوار الأولى التي عقدت بمدينة غدامس غربي البلاد، ثم تلتها جولة أخرى بجنيف قبل أن تجلس الأطراف بمدينة الصخيرات المغربية على طاولة واحدة.
ويأتي هذا التطور بعد أن أعلنت الحكومة في طبرق برائة عبدالله الثني والتي تحظى بدعم دولي عن بدأها حملة "لتحرير" العاصمة طرابلس الغرب التي تقع تحت سيطرة مليشيا "فجر ليبيا" الإسلامية والتي أسست برلمانا مواليا لها بعد طرد القوات الحكومية من العاصمة. ورغم أن بعض السكان قالوا غن الهدوء يسود العاصمة الا أن وسائل الإعلام نقلت أنباء عن قتال في العاصمة.
يقول ليون: لقد سجلنا خلال الساعات الأخيرة تصريحات للفاعلين السياسيين والعسكريين، وعمليات على الأرض تمثل تهديدًا للحوار وللحل السياسي بالبلاد، ومن شأنها تقويض العملية السياسية، مبرزًا أنَّ المجتمع الدولي والأمم المتحدة لن يقبلا بأعمال وتصرفات من هذا القبيل، وأنَّهما يدعوان الفاعلين العسكريين والسياسيين إلى وقف هذه العمليات، والتعاون من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة التي تشهدها البلاد.
أكد المبعوث الأممي على أن هذه العمليات المسلحة غير مقبولة، وتضر بشكل جدي بإمكانات التوصل إلى اتفاق سياسي، لا سيما وأن المواجهات خلال الساعات الأخيرة بكثير من المناطق بالبلاد ليست لها تداعيات على ما نفعله هنا بالصخيرات فقط، وإنما أيضًا على واقع حياة الليبيين، الذين عليهم الاختيار بين السلام والحرب.
وقال: إن المفاوضات الجارية في الصخيرات بين أطراف الأزمة الليبية تشكل فرصة لليبيين لمواصلة الحوار، من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة التي تضرب البلاد منذ أشهر، وأيضًا للوحدة في مواجهة الإرهاب وداعش.
تأجيل الحوار الليبي
من جانبه قال أبو بكر بعيرة، رئيس لجنة الحوار في مجلس النواب المنعقد في طبرق، شرقي ليبيا، إنه تم تأجيل الجلسة الثانية من الحوار الليبي بالمغرب التي كانت مقررة مساء أمس الجمعة بطلب من بعثة الأمم المتحدة بليبيا، مضيفًا أن اللقاء الأول الجلسة الأول تم في حين أن اللقاء الثاني الذي كان مقررا مساءً تم تأجيله، مرجحا أن يكون سبب التأجيل الحرب التي تدور رحاها بطرابلس من جهته.
كان الحوار الليبي انطلق المنعقد بمدينة الصخيرات المغربية، انطلق أمس الجمعة بعد تأجيله مرتين، الأولى بناء على طلب مجلس النواب وقت للتشاور، والثانية بعد أن أدى قصف لمطار ميعتيقة بطرابلس، إلى تأجيل وصول وفد المؤتمر الوطني للمغرب. 
وجمع اللقاء الأول المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، ووفد برلمان طبرق.
واجتمع ليون، مع وفد برلمان طبرق، قبل أن يتم جلسة البرلمان الوطني، على أن تستمر المفاوضات ثلاثة أيام، مع إمكانية تمديدها للأسبوع المقبل في حالة التوافق على الوثائق المقترحة حول حكومة وحدة، والترتيبات الأمنية، وتعزيز بناء الثقة.
تأجيل الحوار الليبي
وقال متابعون أن المحادثات التي ستستمر حتى غدًا الأحد ستدور حول خمس قضايا رئيسية، هي: وضع مبادئ عامة تحكم اختيار الحكومة، والتوافق على حكومة وحدة وطنية، ووضع جملة من التدابير الأمنية والتوافق على إجراءات لبناء الثقة كوقف قصف المدن والمطارات، والتدابير الدستورية المتعلقة بعمل لجنة صياغة الدستور، ووضع أجل لانتهاء عمل الحكومة التوافقية.
في ذات السياق اتهم المتحدث باسم المؤتمر الوطني الليبي العام، عمر حميدان ممثلي وفد البرلمان المنحل بالتصلب وعدم إبداء المرونة المطلوبة للتوصل إلى حل للأزمة التي تشهدها البلاد منذ أربع سنوات.
في المقابل، قال بعيرة إن الصراع على شرعية السلطة التشريعية يمكن أن يؤدي إلى فشل الحوار في المغرب، وأضاف أنه لا يتوقع الخروج بنتائج من الجولة الحالية.
الأزمة المعقدة التي تشهدها ليبيا في ظل عدم توافق أى طرف على وجه نظر الطرف الأخر أصبح يهدد البلاد بصورة كبيرة ويجعلها تدخل في نفق "الذهاب بلا عودة"، ففي حال استمر الوضع الراهن في ليبيا سيكون مصيرها الخراب والدمار والسقوط .

شارك