شبح "داعش" يلوح في "الجزائر".. هل يدخل عبر الحدود الليبية؟

الأحد 22/مارس/2015 - 02:08 م
طباعة شبح داعش يلوح في
 
مع توالي انضمام الشباب لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا "داعش"، لم يكتف التنظيم من استقطاب الشباب الأوروبي بل تحول إلى ضم أكبر عدد من الشباب العربي، وكان آخرها الجزائر، حيث بدأ التنظيم الإرهابي يلوح بالظهور داخل الأراضي الجزائرية، فهل تدخل الدولة الجزائرية ضمن قائمة الدول التي تمول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بالمقاتلين المتشددين؟

تركيا تدعم "داعش"

تركيا تدعم داعش
كشفت السلطات الجزائرية مؤخرا عن بعض الشبكات التي تتولى تجنيد شبان جزائريين بينهم فتيات، وترسل بهم إلى التنظيم الإرهابي في سوريا.
وكشفت مصادر أن مئات من الشباب انتقلوا إلى سوريا سواء عبر تونس باتجاه تركيا، أو عبر عواصم أوروبية باتجاه تركيا التي تعتبر البوابة الوحيدة لتهريب مقاتلي التنظيم المتشدد.
ويتوجه جموع الشباب المنضمين لداعش، عبر الحدود التركية، حيث؛ أنه الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى الالتحاق بصفوف تنظيم "داعش"، حيث تقوم أنقرة بتسهيل عملية مرور الشباب وتقديم الدعم لداعش.
وكانت قوات الأمن في محافظة عنابة القريبة من تونس في الآونة الأخيرة اعتقلت شابا 23 سنة كان متجها إلى تركيا بغاية الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا.
وتمت العملية في مطار عنابة بعد أسابيع من تعقب تحركات الشاب الذي اعترف أثناء التحقيق برغبته في السفر إلى تركيا من أجل الالتحاق بالتنظيم، كاشفا عن أن له شقيقا قياديا في التنظيم بسوريا.
وكشفت المصادر عن أن العديد من محافظات الشرق الجزائري، على غرار عنابة، الطارف، الوادي، خنشلة وأم البواقي، صارت محطة لالتحاق مئات الشبان الجزائريين نحو سوريا وليبيا، ثم القتال في صفوف تنظيم "داعش".

تجنيد الشباب

تجنيد الشباب
كانت السلطات تتابع عن بعد حركة عدد من خلايا التجنيد التي تعكف على تعبئة شباب لا يتعدون العقد الثالث من أعمارهم، وصارت الرحلات الجوية التي تربط الجزائر بتركيا أو الجزائر بتونس ثم تركيا من أجل الدخول إلى سوريا والعراق- الخط المفضل لدى شبكات التجنيد.
وتجري مصالح الأمن بمحافظتي خنشلة وأم البواقي، منذ أسابيع تحقيقات مكثفة وعميقة، بعد توصلها لمعلومات تفيد بالتحاق أكثر من عشرين شابا من بلدات تابعة للمحافظتين، قد اختفوا منذ مدة ولا يستبعد التحاقهم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، عبر دول أوروبية ثم تركيا، ليتم الاتجاه بعدها نحو سوريا والعراق، وأن من بين المختفين شبانا مقيمين بأوروبا ومنهم فتيات.
وتابعت المصادر أن فتيات مبحوث عنهن وتتراوح أعمارهن بين 19 و25 سنة يرجح أنهن التحقن بتنظيم داعش تحت عنوان جهاد النكاح، مبرزة أن الفتيات المعنيات ترجع أصولهن إلى عائلات جزائرية مقيمة في مدن فرنسية مثل تولوز وغرنوبل وسانت إيتيان، وأنهن لا يدرسن ولا يعملن.
واعتبر خبراء أمنيون أن الخلايا النائمة لمختلف التنظيمات المسلحة المنتشرة في مختلف الدول العربية والأوروبية، تشكل تحديات كبيرة للمنظومات الأمنية والعسكرية للدول المحاربة للإرهاب.
ويرى خبراء أن تفكيك شبكات الدعم والتجنيد السرية من حين إلى آخر ينمّ عن نجاح، لكن يبقى التكيف مع الأساليب المبتكرة واجبا، موضحين أن الأحداث تكشف أن التوظيف الجغرافي لداعش صار قائما على محور شرق الجزائر والغرب التونسي والجنوب الليبي، كقاعدة خلفية قبل التوجه إلى سوريا والعراق انطلاقا من تركيا.

الجزائر في منأى عن مخاطر الإرهاب

الجزائر في منأى عن
يقول مراقبون: إن هناك ثلاثة عوامل تضع الجزائر في منأى عن مخاطر داعش، موضحين أن الجزائر باتت أقوى من ذي قبل، لا سيما مع امتلاكها خبرة مهمة في محاربة الإرهاب، على نحو دفع كبرى القوى العالمية لاعتبار الجزائر شريكاً أساسياً في الحرب على الإرهاب.
وقد تمكن الجيش الجزائري من القضاء على فرق الموت، اعتباراً من النواة الصلبة لما كان يسمى الجماعة الإسلامية المسلحة، مروراً بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، فضلاً عن حماة الدعوة السلفية، بينما جرى إنهاء تمرد الجيش الإسلامي للإنقاذ والرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد، كما جرى تحجيم قاعدة بلاد المغرب الإسلامي وتفكيك تنظيم جند الخلافة غداة الضربات الموجعة التي نفذها الأمن الجزائري في معقله التقليدي في منطقة القبائل الكبرى.
ونجحت قوات الأمن في إفشال محاولة خطف رعايا أجانب؛ حيث كشف النقاب عن مخطط سري في منطقة القبائل الكبرى يقضي باختطاف عمال كنديين، كما كلل الحراك الميداني بإيقاف 60 شخصاً ظلوا ينشطون في مجموعات داعمة لفرق الموت، مثلما توصلت القوى الأمنية إلى إحباط 13 هجوماً انتحارياً. 

تضاؤل عدد المسلحين

تضاؤل عدد المسلحين
وحسب المتابعين فإن كل المعطيات تشير إلى تضاؤل كبير لأعداد المسلحين بعد حركة التوبة الجماعية والضربات النوعية التي وجهتها القوى الأمنية، ومثّلت هذه الإحرازات إحباطاً لخطط بقايا الإرهاب التوسع خارج معاقلها التقليدية، فضلا عن عدم قدرة داعش على اختراق الحدود الجزائرية، فهي على اتساعها محمية إلى حد الآن من طرف الجيش الجزائري الذي يمتلك الإمكانات والخبرة الكافية لحماية تلك الحدود.
اعتبر الخبراء أن تداعيات التدخل الفرنسي في مالي، مع تحول الوضع في ليبيا من سقوط نظام إلى سقوط دولة، محذرين البلاد من ذهاب وإياب المتطرفين من سوريا عبر بوابة إيطاليا؛ ما جعل الجزائر تقرع أجراس الإنذار في 2013، من تحوّل المنطقة ككل إلى "قطب توجيه" للجماعات والخلايا المتطرفة.
ويرى متابعون أن الإرهاب في الجزائر انهزم بشكل نهائي أمام استراتيجية "ضرب الرءوس"، وتوبة كبار رموزه، مثل حسن حطاب المكنّى "أبو حمزة"، مؤسس جماعة الدعوة والقتال.
وبينما يرى مراقبون أن شياطين داعش في واد.. والجزائر في واد آخر، فإن الأكيد أن الجزائر التي انتصرت في حرب تقليدية على الدمويين، مدعوة لخوض جولة حاسمة بأدوات جديدة بغرض صدّ أي مخاطر محتملة.

خطر "داعش" ليبيا على الجزائر

خطر داعش ليبيا على
لم تشهد الجزائر أي اعتداء منذ 15 يناير 2013، حين هاجمت مجموعة محسوبة على تنظيم القاعدة منشأة تيقنتورين النفطية في منطقة عين أميناس، كما لم تسجل البلاد أي اعتداء انتحاري منذ مذبحة 11 ديسمبر 2007، بينما قضى الأمن الجزائري على أكثر من 400 مسلح، بينهم 35 قيادياً، بالتزامن مع تفكيك 40 شبكة داعمة لمجموعات التمرد، فيما استسلم 130 بينهم متشددون لهم وزنهم.
من جانبهم يؤكد خبراء الشأن الأمني في الجزائر، على أن بلادهم محصنة ضد تفاعلات حضور تنظيم داعش في ليبيا، ويركز خبراء على أن السعي لاستنزاف وتشتيت الجيش الجزائري عبر الحدود، يصطدم بـ "تمرس الجزائر في مكافحة الإرهاب، وعدم خشيتها أي تهديد، وجاهزيتها لكسر دابر العنف".
من ناحية أخرى فإن وجود داعش في ليبيا، يشكل خطراً مباشراً على الجزائر، باعتبار أن هذا التنظيم يسعي للانتشار في كافة أنحاء العالم، ما يجعله يسعى لضم بعض المناطق الحدودية بين البلدين، كما فعل في العراق وسوريا، ويسعي لضم أسلحة غير تقليدية من مخلفات كتائب القذافي، وتسريبها إلى الجماعات الموجودة في صحاري الجزائر، قرب المناطق النفطية، وكان سبق للجيش الجزائري مقاومة وتفكيك تنظيم جند الخلافة، الذي بايع داعش من قبل.

شارك