"الحوثيون".. أداة إيران للسيطرة على "باب المندب"

الثلاثاء 24/مارس/2015 - 01:23 م
طباعة الحوثيون.. أداة إيران
 
بعد تقدمهم في جنوب غرب اليمن أصبح لا يفصلهم سوى خطوات معدودة لدخول مضيق باب المندب الاستراتيجي بين خليج عدن والبحر الأحمر، تحت قبضة الحوثيين، الذين يتقدمون ناحيته يومًا يلي الآخر، وتعتبر إيران هي المستفيد الرئيسي حال حدوث ذلك؛ الأمر الذي يجعلهم يمتلكون ورقة للضغط على القوى الكبرى في مفاوضاتها حول الملف النووي.
ويقع المضيق الذي يفصل الجزيرة العربية عن إفريقيا على مقربة من مدينة تعز التي سيطر الحوثيون أول أمس على مطارها، ويسعون إلى السيطرة عليها بشكل كامل.

سيطرة إيران

سيطرة إيران
أفادت مصادر أمنية أول أمس، أن تشكيلات من المسلحين الحوثيين كانت في طريقها إلى ميناء المخا، على بعد 80 كيلومتراً غرب تعز، وهو مطل بشكل مباشر على مضيق باب المندب... يقع باب المندب على مسافة 150 كيلومترا غرب مدينة عدن، وتسير الطريق بين عدن وباب المندب في خط مواز للشاطئ، ويغيب عنها أي تواجد ملموس للقوات الحكومية بحسب مراقبين يمنيين، ويتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة لعدد من الدول مثل مصر، إضافة إلى الدول الكبرى، وبالنسبة للقاهرة فان باب المندب هو المدخل إلى قناة السويس التي تعتبرها "خطا أحمر".
وتملك الولايات المتحدة قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية لمضيق باب المندب، وتملك فرنسا أيضا حضورا عسكريا قديما في جيبوتي.
الأمر قد يؤدي إلى تدخل الدول التي لا تقبل بهذا الوضع بأي حال، حتى لو كلفها الأمر النزاع في اليمن، فالقوى الكبرى لا تستطيع أن تقبل بسيطرة مجموعة مرتبطة بإيران على مضيق باب المندب، خصوصا أن طهران تسيطر في الأساس على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.

مصر والسعودية تستعدان للمواجهة

مصر والسعودية تستعدان
يقول السفير المصري في اليمن يوسف الشرفاوي: إن أكثر من 38% من الملاحة الدولية تمر عبر هذا المضيق، مشددا على الأهمية الاستراتيجية الكبرى لباب المندب.
وأضاف الدبلوماسي المصري الأسبوع الماضي بعد لقائه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن أن الأمن القومي لليمن مرتبط بشكل وثيق بأمن البحر الأحمر والخليج وباب المندب.
تدعم مصر الرئيس هادي وقد أغلقت سفارتها في صنعاء شأنها شأن دول الخليج والدول الكبرى، بعد أن سيطر الحوثيون على دار الرئاسة وفرضوا إعلانا دستوريا حلوا بموجبه البرلمان، وأمسكوا تماما بزمام الأمور في العاصمة.
وكانت مصر أعدت قوة تدخل سريع يمكنها من التدخل في حال هدد الحوثيون الممرات الملاحية الاستراتيجية في البحر الأحمر، مبينين أن هذه القوة تابعة للجيش الثالث الذي يدير العمليات الأمنية والاستخباراتية في البحر الأحمر من مقره في محافظة السويس.
وينسق كل من المصريين والسعوديين للقيام برد عسكري مشترك للتعامل مع أية احتمالات في اليمن، بما في ذلك تعطيل الشحن، وكان الجيش المصري هدد بالتدخل العسكري إن تم إغلاق المضيق. 
وتدعم دول الخليج بقوة هادي، وتعتبر أنه يمثل "الشرعية" في اليمن، وقد تمكن هادي من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء، وانتقل إلى عدن في 21 فبراير؛ حيث استأنف مهامه كرئيس للبلاد.

تخوف إسرائيلي

تخوف إسرائيلي
ويشكل التهديد الحوثي لباب المندب مصدر قلق أيضا لإسرائيل المطلة على البحر الأحمر، لا سيما عبر ميناء إيلات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي 3 مارس الجاري: إن "التهديدات" الإيرانية تعني "العالم بأسره"، مضيفًا: يأمل كثيرون بأن تنضم إيران إلى المجتمع الدولي، تقوم إيران بابتلاع دول، علينا أن نتحد لمواجهة التقدم المخيف لإيران، مشيرا بشكل خاص إلى "المضيق الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر".
وكان المحلل السياسي الإيراني محمد صادق الحسيني قد صرح بعد سقوط صنعاء في يد الحوثيين، بأن مضيقي هرمز وباب المندب، أصبحا تحت النفوذ الإيراني، ويضيقا الخناق على البحر الأحمر وقناة السويس.
ويرى خبراء أن هناك وعيا استراتيجيا لدى الحوثيين بأنها لن تستمر إلا بوجودها على منفذ بحري يتيح لها تلقي المساعدات من إيران، مضيفين أن المرحلة الحالية من الصراع في اليمن هي مرحلة إعداد قوى جديدة بدلا من تلك التي أفرزتها ثورة 17 فبراير 2011، وأطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.
واعتبروا أن المحيط الإقليمي تناسى الوضع في اليمن، ودول الخليج تركت اليمن وحيدا يواجه مصيره، ولم تتنبه لما يحدث إلا في وقت متأخر.

التمدد الإيراني

التمدد الإيراني
توقع محللون أن تواجه الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة مشكلة خطيرة بسبب انخفاض أسعار النفط، فضلا عن أن التمدد الإيراني في الدول الأربع "العراق وسوريا ولبنان واليمن" يعني المزيد من الإنفاق.
ويرون أن هذه المخططات الإيرانية التي باتت واضحة تعيد المنطقة بقوة لأجواء الحرب الباردة بين إيران ودول الخليج، عليها أن تعلن موقفا أكثر وضوحا وقوة مما يجري في اليمن، باعتباره تطورا استراتيجيا خطيرا جدا سيكون له تداعيات كبيرة.
وكانت القوات التي تحمي مضيق باب المندب وجزر حنيش قد أعلنت ولاءها لجماعة الحوثي، على حد قول فرانس برس من عدن، وتم إرسال تعزيزات لدعم هذه القوات من تعز والحديدة. وأفادت مصادر أمنية بأن تشكيلات من المسلحين الحوثيين في طريقها إلى ميناء المخا على بعد 80 كلم غربي تعز، التي تطل بشكل مباشر على باب المندب.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس، مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: إن دول الخليج ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة ضد عدوان جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران إذا لم يمكن التوصل إلى حل سلمي. وشدد على أن أمن اليمن وأمن دول مجلس التعاون الخليجي هو كل لا يتجزأ. 

مخططات للهجوم على عدن

مخططات للهجوم على
كرر سعود الفيصل تأكيد ضرورة انسحاب الحوثيين من مؤسسات الدولة، وقال: الحل لا يمكن الوصول إليه إلا بالانصياع للإجماع الدولي برفض الانقلاب وكل ما ترتب عليه، مؤكدًا على أهمية الاستجابة العاجلة للدعوة التي أطلقها الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، وتبناها مجلس التعاون لعقد مؤتمر يمني في الرياض يحضره جميع الأطياف السياسية الراغبة في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن. 
من جهته قال وكيل محافظ عدن نائف البكري، لوكالة أسوشيتدبرس: إن "ثمة مخاوف شديدة من مؤامرات تحاك كي تلقى عدن نفس مصير صنعاء". في إشارة إلى سيطرة جماعة "أنصار الله" الحوثيين على العاصمة، وأضاف: "الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح والحوثيون يرغبون في بسط سيطرتهم برياً وبحرياً".
 وقالت أسوشيتدبرس إنه من المتوقع أن تتعرض عدن للهجوم، سواء من قبل صالح، الذي تحالف مع الحوثيين، أو من جانب مسلحي تنظيم القاعدة. 
المشهد يوضح أن "الحوثيون" أصبحوا همزة الوصل الذي تستخدمها إيران كأداة للسيطرة علي "باب المندب" لتقوم بالضغط عن طريق الملف النووي.

شارك