هل ينجح "داعش" في اصطياد الأمريكيين على الأرض؟

الثلاثاء 24/مارس/2015 - 07:52 م
طباعة هل ينجح داعش في اصطياد
 
هل ينجح داعش في اصطياد
يمثل اصطياد أي جندي أمريكي هدفًا أسمى واستراتيجيًا لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، لما يشكله من تهديد مباشر للولايات المتحدة الأمريكية وكسر مباشر لهيبتها ولذله فهي حريصة على عدم الدفع باي جنود لها في ساحات المعارك المباشرة مع داعش وتكتفى بالدعم الفني واللوجيستي والقصف الجوي لمواقع داعش بالطائرات أو من حاملات الطائرات في الخليج العربي أو البحر المتوسط.      
 بدأ تنظيم داعش في استخدام استراتيجية جديدة لتهديد الولايات المتحدة لبث الرعب في الجنود الأمريكيين بعد حوادث الذبح للصحفيين الأمريكيين وذلك بنشر جماعة تطلق على نفسها اسم "قسم قرصنة المعلومات في تنظيم الدولة الاسلامية" أسماء وصور وعناوين لـ 100جندي أمريكي على الانترنت ودعت علانية إلى قتلهم
 وقالت لقد جعلنا الأمر يسيرا بالنسبة لكم من خلال منحكم العناوين، كل ما عليكم القيام به هو الخطوة النهائية، فماذا تنتظرون؟ ... اقتلوهم في أراضيهم، اقطعوا رؤوسهم في منازلهم، اطعنوهم حتى الموت وهم يسيرون في شوارعهم معتقدين أنهم آمنون".
الجنود الذين ذكرت أسمائهم على مواقع داعش شاركوا بالفعل  في بعثات تم فيها قصف مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سورية والصومال وأفغانستان والعراق واليمن وتم الحصول على  المعلومات الشخصية لهم من خلال قاعدة متاحة للبيانات للجيش الامريكي.
هل ينجح داعش في اصطياد
الأمر أصاب وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ومكتب التحقيقات الاتحادي  الفيدرالى "اف بي أي"  بالغضب والدهشة في وقت واحد  ليكشفوا عن أن  الأمر قيد التحقيق  وإن المعلومات لم تسرق لكن تم نقلها كلها من مواقع متاحة للجمهور وان  المذكورين في اللائحة من وحدات لم تكن قط نشطة في حملات قصف في تلك الأجزاء من العالم.
وقال وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر "إن حماية الجنود الأمريكيين في مختلف أنحاء العالم تمثل “هدفا أسمى” و “اننا نأخذ سلامة شعبنا على محمل الجد وان هذا النوع من رسائل وسائل التواصل الاجتماعي هو نوع حقير يتخصص فيه تنظيم داعش ،  ولكنه يجعلنا عازمين على هزيمة  داعش  في المقام الأول.
 النفي الأمريكي لا يتوافق مع الواقع على الارض حيث يتواجد المئات من الامريكيين في داخل العراق وبالتحديد 1500 عسكري إضافي تم إرسالهم الى العراق في ديسمبر عام 2015م  للقيام بدور غير قتالي يتضمن التدريب وتقديم النصح ومساعدة القوات العراقية وبينها القوات الكردية بل ويتعارض مع الرفض الأمريكي الذى تمثل في رفض الرئيس الأمريكي بارك أوباما في بداية ولايته إبقاء جنود أمريكيين في العراق حرصا على إنهاء الوجود الأمريكي فيه والذى استمر منذ غزوه في 2003 وحتى 2011،  والذى سرعان ما تراجع فيه وضاعف عدد القوات الامريكية في العراق. 
وبرر موقفه بأن مضاعفة عدد المستشارين العسكريين الأمريكيين في العراق يمثل مرحلة جديدة في الحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي وليس دلالة على ان استراتيجيته في المنطقة باءت بالفشل  وأن المرحلة الأولى تمثلت في تشكيل حكومة عراقية تتمتع بالمصداقية ولا تقصي أحداً و أن إرسال 1500 جندي أمريكي إضافي يشير أيضاً إلى تحول من استراتيجية دفاعية إلى استراتيجية هجومية،  وان  الضربات الجوية كانت فعالة للغاية في اضعاف قدرات داعش وإبطاء التقدم الذي يحرزونه وان الحاجة الان الى قوات برية عراقية تستطيع البدء في صدهم".
هل ينجح داعش في اصطياد
تقوم القيادة المركزية الأمريكية بإنشاء مناطق جديد  تتمثل في إنشاء مركزين إضافيين للمستشارين العسكريين،  ليعملوا  مع المسئولين العراقيين  في  الصيف المقبل  كمشرفين على الجهود العراقية وهو  يجعلهم قريبين من نقاط القتال مع داعش وهو ما يمثل فرص أكبر لقتلهم او اختطافهم   
 ويتركز الأمريكيون في مناطق تعد قريبة من داعش منها 
1- محافظة الأنبار  في غرب العراق وهى المحافظة التي على معظمها داعش   بعد أن أرغم الجيش العراقي على الانسحاب  منها 
2- 400 مستشار عسكري في العاصمة بغداد 
3- 200مستشار عسكري في  أربيل 
4- 800 جندي أمريكي يتولون أمن السفارة الأمريكية ومطار بغداد.
5- 1400 مستشار وعسكرى في قاعدة عين الأسد الاستراتيجية يدربون الطيارين العراقيين ، وتبعد نحو 15 كيلومترا فقط عن البغدادي. 
هل ينجح داعش في اصطياد
الانتقادات الموجهة إلى تواجد الأمريكيين: 
1- ان وجود القوات يعمق تورط الولايات المتحدة في صراع إقليمي فوضوي 
2-  زيادة انتشار القوات في المحافظات العراقية يؤدى الى مزيد من الخسائر وبالتالي  يصبحون صيد سهل لعناصر داعش 
3- خطة الانتشار  الجديدة للتواجد  العسكري والفني في العراق  تسمح لداعش بإمكانية اصطياد الامريكيين  حيث ستقوم القيادة المركزية الأمريكية بإنشاء مناطق جديد وبالتالي وسائل انتشار اوسع وحماية أقل  
يذكر أن المتعاطفون مع تنظيم الدولة "داعش"، يشنون هجمات متكررة على موقع وقواعد بيانات تابعة للجيش الأمريكي منذ يناير الماضي ، وتم اخترق حسابي يوتيوب وتويتر التابعين للقيادة المركزية الامريكية من قبل أنصار تنظيم الدولة "داعش".

شارك