فيلم وثائقي عن مسيحيي العراق بعد داعش

الأربعاء 25/مارس/2015 - 05:17 م
طباعة فيلم وثائقي عن مسيحيي
 
كان عدد المسيحيين بالعراق أكثر من 125 ألفا، وقد احتفظت المسيحية في العراق وعلى خلاف سائر الدول العربية بطابعها الأصلي، فظلت مسيحية سريانية ولم تتعرب بنسب كبيرة كما حصل في بلاد الشام ومصر، وإن كان معظم أتباع هذه الكنائس يجيدون العربية حاليًا كلغة تخاطب يومي لا سيما في المدن الكبرى. والمعروف أن أكبر كنيسة في العراق هي الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، ومقرها ببغداد، تليها كنيسة المشرق الآشورية التي نقل مركزها من الموصل إلى شيكاغو بعد مجزرة سميل عام 1933، بالإضافة إلى تواجد للكنيسة السريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية. هناك أقليات أخرى تتبع الروم الملكيين والأرمن والبروتستانت في العراق. أما بالنسبة للوضع السياسي، فللعراقيين المسيحيين قانون أحوال شخصية خاص بهم، وتعتبر السريانية لغة رسمية في المناطق التي يشكلون فيها أغلبية في شمال العراق. يوجد عدد من الأحزاب السياسية المسيحية، ويمثل المسيحيين العراقيين في البرلمان العراقي كلٌّ من الحركة الديمقراطية الآشورية بثلاثة مقاعد، والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري بمقعدين. 
تاريخيًا لعب مسيحيو العراق خاصَّة السريان من يعاقبة ونساطرة دورا مهما في الترجمة والعلوم والطب خلال فترة الدولة العباسية، لقد ترجم المسيحيون من اليونانية والسريانية والفارسية واستفادوا من المدارس التي ازدهرت فيها العلوم قبل قيام الدولة العربية خصوصاً مدارس مدن الرها ونصيبين وجنديسابور وإنطاكية والإسكندرية المسيحية، والتي خَرَّجَت هناك فلاسفة وأطبّاء وعلماء ومشرّعين ومؤرّخين وفلكيّين، وحوت مستشفى، مختبرا، دار ترجمة، مكتبة ومرصدا.
تعود هجرة مسيحيي العراق إلى بداية القرن العشرين بسبب مجزرة سميل في شمال العراق التي دعت عشرات الآلاف للنزوح لسوريا، وبعد استقرار خلال منتصف القرن العشرين عادت ظاهرة الهجرة متأثرة بعوامل اقتصادية واجتماعية خصوصًا بعد حصار العراق وحرب الخليج الثانية، إلا أن وتيرتها تسارعت بشكل كبير في أعقاب غزو العراق عام 2003 وما رافقه من انتشار لمنظمات متطرفة شيعية وسنيّة على سبيل المثال، ومع بداية صوم العذراء في 1 أغسطس 2004 تعرضت خمس كنائس للتفجير سويّة، مسلسل تفجير الكنائس لم يتوقف بل استمر وتطور بحيث شمل محلات بيع المشروبات الكحولية والموسيقى والأزياء وصالونات التجميل، وذلك بهدف إغلاق أمثال هذه المحلات، كذلك تعرضت النساء المسيحيات إلى التهديد إذا لم يقمن بارتداء الحجاب، كما حدثت عمليات اغتيالٍ لعدد من المسيحيين بشكل عشوائي.. في يوم 10 يونيو 2014 سقطت محافظة نينوي في أيدي تنظيم داعش وفي غضون 24 ساعة هاجر نصف مليون شخص من المدينة، ثم لاحقاً أعطى التنظيم مهلة للمسيحيين حتى 19 يوليو لترك المحافظة أو دفع الجزية أو اعتناق الإسلام. أعقب ذلك أكبر هجرة من نوعها للمسيحيين في الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الأولى، وأصبحت مدينة الموصل خالية من المسيحين لأول مرة في تاريخها. لاحقاً أحرقت كنيسة عمرها 1836 عاما من قبل مسلحي التنظيم .وحول وضع المسيحيين بعد داعش بثت وكالة CBS News ضمن برنامج (Minutes 60 ) فيلماً وثائقياً عن المسيحية والمسيحيين في العراق، ويضم الفيلم مشاهد من دير مار متى للسريان الأرثوذكس، ومجمعات النازحين من أبناء شعبنا، بالإضافة إلى لقاءات مع سيادة المطران بشار متى وردة رئيس أساقفة آربيل على الكلدان، ونيافة المطران نيقوديموس شرف مطران الموصل وكردستان للسريان الأرثوذكس، بالإضافة للقاءات مع آباء كهنة. 
لمشاهدة الفيلم الوثائقي:

شارك