هل تنجح ضربات التحالف الدولي في حسم معركة "تكريت"؟

الخميس 26/مارس/2015 - 11:20 ص
طباعة هل تنجح ضربات التحالف
 
لأول مرة منذ أن شن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش"، يضرب التحالف أهداف التنظيم في "تكريت" لدعم القوات العراقية في مواجهة التنظيم الإرهابي.
وتعتبر داعش أن سقوط المدينة في يد الجيش العراقي خسارة كبيرة في مناطق نفوذها القريبة من العاصمة بغداد، بالإضافة إلى شبكة الإمدادات النفطية لها؛ ولذلك فقد قامت بعدد من الخطوات لمنع تقدم القوات العراقية.
هل تنجح ضربات التحالف
قال مسئولون: إن طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن أول ضربات له ضد أهداف لتنظيم داعش في تكريت، أمس الأربعاء 25 مارس 2015، لدعم القوات العراقية التي تقاتل إلى جانب قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران على الأرض.
وتعتبر الضربة هي أكبر تعاون حتى الآن بين التحالف والقوات العراقية وقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، ما يفتح صفحة جديدة في الحرب.
ويأتي هذا الدعم حسب متابعون عبر عمليات استطلاعية استخباراتية تحت مسمى "عين في السماء".
كان قد توجه الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى واشنطن وحلفائها بطلب توجيه ضربات جوية ضد مواقع "داعش"؛ وذلك لدعم القوات العراقية التي تحاول تحرير تكريت من مسلحي التنظيم المتطرف على مدار الأسابيع الأخيرة.
وتتعرض المواقع التي يتمركز فيها عناصر تنظيم "داعش" في مدينة تكريت إلى قصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل القوات العراقية التي تحاصر المدينة من جميع الجهات، وقصفت القوات العراقية مواقع للدولة الإسلامية في تكريت؛ مستأنفة بذلك هجوما توقف لنحو أسبوعين.
هل تنجح ضربات التحالف
وفي خطوة مفاجئة قامت طائرات التحالف الدولي والطائرات العراقية بشن سلسة غارات على مواقع المتطرفين داخل تكريت، ليل الأربعاء.
ويقوم التحالف بقيادة واشنطن منذ أغسطس 2014، بتوجيه ضربات لمواقع وتجمعات مسلحي "داعش" في العراق، مستثنيا عمليات استعادة السيطرة على تكريت، خاصة بعد الخلاف حول مشاركة ما يسمى بـ"الحشد الشعبي" للقوات العراقية في المعارك.
وقال متابعون: إن هناك عملية إنزال جوي بالمروحيات نفذتها وحدات من جهاز مكافحة الإرهاب على مجمع القصور الرئاسية في تكريت في الساعات الأولى من فجر الخميس.
وقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي: إن القوات العراقية ستنتصر بدعم الدول "الصديقة" والتحالف الدولي، بما في ذلك الأسلحة والتدريب والدعم الجوي.
وأضاف العبادي في التلفزيون الرسمي: "إننا نعلن اليوم بدء الفصل الأخير من استكمال عمليات صلاح الدين".
وتتلقى هذه العملية دعمًا كبيرًا من إيران التي وفرت كميات من الأسلحة للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي الشيعية لتحرير تكريت ومحافظة صلاح الدين بالكامل وتشارك فصائل إيرانية بقيادة اللواء قاسم سليماني من القوات الخاصة التابعة لحرس الثورة الإسلامية، وهو ما اعترف به حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي بأن إيران ساعدت القوات العراقية في وقف تقدم مسلحي "الدولة الإسلامية" نحو بغداد في الخريف الماضي.
وقال مسئول دفاعي أمريكي: إن طائرات حربية أمريكية وطائرات من دول التحالف تضرب نحو 12 هدفا في تكريت تم اختيارها بعد عمليات استطلاع لطيران التحالف، موضحًا أن واشنطن لن تسعى بأي حال من الأحوال للتنسيق مع قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران ولن تسعى لتمكينها في العراق حتى إذا كانت تشترك في نفس الأهداف التكتيكية للقوات العراقية في تكريت.
هل تنجح ضربات التحالف
وقال اللفتنانت جنرال جيمس تيري القائد الأمريكي الكبير للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة: "إن الضربات تهدف إلى تمكين "القوات العراقية تحت قيادة عراقية".
وقال هادي الخزرجي، عضو مجلس محافظة صلاح الدين التي تتبعها المدينة: إن العمليات العسكرية في تكريت بدأت قرب التاسعة مساء بالتوقيت المحلي بقصف مواقع الدولة الإسلامية بالمدفعية والمورتر وصواريخ الكاتيوشا.
وقال جاسم الجبارة رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة صلاح الدين: إن العمليات شملت قصفا جويا من طائرات التحالف المساند للعراق لمراكز تواجد عناصر داعش وخصوصا في منطقة القصور الرئاسية التي تقع في الجهة الشرقية لمدينة تكريت على ضفة نهر دجلة.
وأضاف أن الغارات الجوية شملت أيضا قصف مستودعات للذخيرة وعددا من العجلات التي يستقلها عناصر داعش، والتي تحمل أسلحة رشاشة ثقيلة، ودمرت عددا منها.
وتفرض القوات العراقية منذ أسبوعين طوقا محكما من الجهات الأربع على عناصر داعش المتواجدين في المدينة، وأخفقت أكثر من مرة باقتحامها؛ بسبب ضراوة النيران التي يستخدمها عناصر تنظيم داعش.
هل تنجح ضربات التحالف
ويشارك أكثر من 20 ألفا من الجنود وقوات الحشد الشعبي في الهجوم، وتكبدوا خسائر فادحة على أطراف المدينة التي تبعد 160 كيلومترا شمال بغداد.
وإذا استعادت الحكومة العراقية تكريت فستكون هذه أول مدينة تنتزعها من التنظيم المتشدد، وسيمنح ذلك بغداد قوة دافعة لمرحلة محورية من الحملة وهي استعادة الموصل أكبر مدينة في الشمال.
وفيما رصد بوابة الحركات الإسلامية في موضوع سبق نشره تحت عنوان "تكريت".. وإمكانية كسر طموح "داعش"، الأهمية الاستراتيجية لمدينة صلاح الدين الأيوبي "تكريت" التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" تشكل أهمية خاصة ورمزية للدولة العراقية، فالمدينة التي تقع على مسافة 160 كم شمال غرب بغداد على نهر دجلة، يمثل الاستيلاء عليها الضربة الناجحة التي ستكسر نفوذ التنظيم الدموي على مناطقه، بالإضافة إلى أن رمزية المدينة التي يبلغ عدد سكانها 370 ألف نسمة، ويعد مركز محافظة صلاح الدين المتمثل في أنه آخر المدن العراقية التي سقطت في قبضة القوات الأمريكية عقب غزو العراق في عام 2003م، وبعد احتلال بغداد يجعل الجيش العراقي وقوات الحشد الشيعية تشعر أنها قد استعادت مدينة ذات أهمية روحية للسنة في العراق.
ويتوقع مراقبون أن تستمر عمليات القصف حتى اليوم الخميس الذي يتوقع أن يشهد انطلاق الهجوم البري لاقتحام تكريت التي يتحصن فيها عناصر "داعش".
وترى بغداد أن مثل هذه القوة الجوية ضرورية للسيطرة على تكريت من مقاتلي داعش بعد تعثر محاولاتها للقيام بالمهمة بمفردها، فهل تنجح الضربات في استعادة "تكريت"؟

شارك