خيارات إيران بعد الضربة العسكرية في اليمن

الخميس 26/مارس/2015 - 12:38 م
طباعة خيارات إيران بعد
 
أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس 26 مارس 2015، العملية العسكرية التي شنتها دول الخليج بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، حسبما ذكر التلفزيون الإيراني.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن الخارجية الإيرانية قولها: إن العملية العسكرية "ستزيد تعقيد الأزمة في اليمن وستعرقل الوصول إلى حل سلمي، في البلد الغارق في الفوضى منذ أشهر.
خيارات إيران بعد
وطالبت طهران بـ"وقف فوري" للعمليات العسكرية والضربات الجوية في اليمن.
وشن "تحالف خليجي" فجر اليوم الخميس بقيادة السعودية، أولي الضربات الجوية على معاقل الحوثيين في اليمن، والتي نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية، دون أي خسائر في القوات الجوية السعودية.
وتأتي الضربة الجوية تلبية لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لوقف تقدم الحوثيين باليمن.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين من مدينة شرم الشيخ المصرية؛ حيث سيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا في وقت لاحق: "تهدف هذه الحملة بشكل أساسي لمنع المتمردين الحوثيين من استخدام المطارات والطائرات لمهاجمة عدن والأجزاء الأخرى من اليمن، وكذلك منعهم من استخدام الصواريخ".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم: إن استخدام الخيار العسكري في اليمن الذي يشهد أزمة داخلية وحربا على الإرهاب، من شأنه أن يزيد من تعقيد الأمور واتساع رقعة الأزمة وإنهاء فرص التوصل لحلول سلمية للخلافات الداخلية في اليمن، وأشارت أفخم إلى أن الهجوم العسكري على اليمن سيتسبب في اتساع رقعة الإرهاب والتطرف لتشمل مناطق أخرى في المنطقة.
خيارات إيران بعد
ودعت أفخم إلى ضرورة تمسك كافة الأطراف بالحلول الوطنية الناتجة عن الاتفاق بين الأحزاب والكتل السياسية في اليمن، مطالبة في الوقت نفسه بوقف فوري للغارات الجوية، وكافة الأعمال العسكرية التي تستهدف اليمن وشعبه.
ووصفت إيران العملية العسكرية في اليمن بأنها "خطوة خطيرة" تنتهك "المسئوليات الدولية والسيادة الوطنية".
وتعتبر إيران أن الهجمات التي شنتها دول الخليج في اليمن، بداية غير مؤشرة لمصالحها في الدولة، حيث توصف العلاقات بين البلدين بالدبلوماسية، وتتخذ في الغالب اتجاهين واحدا معلن وآخر سري، فالمعلن عبر السفارات والزيارات المتبادلة وتوقيع اتفاقيات للتعاون في مجالات مختلفة، وعلى هذا المستوى توصف العلاقات بين الدول بالتكافؤ والندية والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل منهما.
أما الاتجاه الآخر وهو الفاعل في العلاقة بين دولتين فيتمثل في القيام بأنشطة استخبارية واسعة والتعامل مع أطراف داخلية أشخاصا أو جماعات أو هيئات وزرع وتجنيد الجواسيس وتكون العلاقة على هذا المستوى من طرف، واحد إذا كانت إحدى الدولتين قوية ولديها طموح للتوسع أو للعب دور إقليمي وتأثير على المستوى الدولي، في حين تكون الدولة الأُخرى ضعيفة وليس لديها رؤية أو طموح غير فاعلة أو قليلة الفاعلية.
وفي الحالة الطبيعية تكون للدولة سياسة خارجية لها محددات وأهداف وأدوات ووسائل، ولنا أن نبحث في هذه الورقة موضوع العلاقة اليمنية الإيرانية.
واستمرت العلاقات بين الجمهورية اليمنية والجمهورية الإسلامية في إيران، علاقات من طرف واحد وهي إيران بالطبع، كونها الطرف الفاعل في العلاقات الثنائية، في حين ظلت الجمهورية اليمنية بلا سياسة خارجية وغير فاعلة لعقود أثناء النظام السابق، حيث تتداخل فيها العلاقات اليمنية الأمريكية والغربية عموما والعلاقات اليمنية السعودية والعلاقات الغربية الإيرانية والسعودية الإيرانية.
خيارات إيران بعد
وتتمثل المصالح الإيرانية عن طريق أهداف واضحة ومحددة، ورؤية استراتيجية تتمثل في التالي: 
أولاً: أن تكون القوة الوحيدة في المنطقة العربية وجوارها، ليس ذلك فحسب بل وأن تكون قوة كبرى وفاعلة على المستوى الدولي.
ولذلك فإن محددات السياسة الخارجية تخدم هذا الهدف وتتمثل في:
1- السيطرة على الممرات المائية والمضايق البحرية والتحكم بها.
2- السيطرة على مصادر الطاقة في المنطقة.
3- قيام حكومات– شيعية- في المنطقة تابعة لطهران أو حكومات موالية لها على الأقل.
4- السعي لنشر التشيع الإمامي "المذهب الجعفري" .
 كل ذلك يعني توجيه جهود إيران الدبلوماسية والاستخبارية والإعلامية والعسكرية في إطار تلك المحددات.
وتعود الدوافع السياسة الإيرانية تجاه اليمن، في مشروع إيران للسيطرة على المنطقة وتقاسم النفوذ مع المشروع الصهيوأمريكي، أو الانفراد بالهيمنة ودوافع خاصة باليمن وفي المقدمة موقعها الجغرافي، ثم وجود مجموعات تشترك معها في التشيع، ثم وجود قابلية وجوار اليمن للمملكة والقرن الإفريقي، إلى دافع طارئ يتمثل في الثورة السورية.
ويتضح من المشهد واستياء إيران من هجمات دول الخليج، أن الحوثيون هم أداة إيران للاستقطاب الحاد في اليمن، فإيران تقوم بعملية اختيار الأشخاص وابتعاثهم إلى لبنان وسوريا، ويتم تدريبهم سياسيا وإعلاميا والذين يثبتون ولاءهم أكثر لإيران يتم ابتعاثهم إلى طهران، وقم.

شارك