بعد تصريحات سليماني.. مخاوف من تدخل إيراني في الأردن

الخميس 26/مارس/2015 - 04:13 م
طباعة بعد تصريحات سليماني..
 
كشفت تصريحات قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بشأن الأردن، مدى أطماع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التوسعية في المنطقة، ومدى ما وصلت إليه إيران من مخططات تستهدف السيطرة على العديد من دول المنطقة، وبث القلاقل وعدم الاستقرار فيها.
وقال سليماني حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا)، إنه تتوافر في الأردن إمكانية اندلاع ثورة إسلامية تستطيع إيران أن تتحكم فيها وتوجهها ضد العدو، وجاءت تلك التصريحات في ندوة بطهران حملت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" شارك فيها شبان من دول عربية شهدت "ثورات الربيع العربي"، التي تطلق عليها طهران اسم "الوعي الإسلامي".
سليماني أشار إلى أن بلاده قادرة على تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية في لبنان والعراق، مضيفاً: "هذه المناطق تخضع بشكل أو آخر لإرادة الجمهورية الإسلامية وأفكارها"، التصريحات جاءت، بعد الإعلان عن مغادرة سليماني للعراق.
بعد تصريحات سليماني..
وأكد بيان السفارة الإيرانية في عُمان، أن ما نقل عن سليماني بشأن الأردن مجرد "أخبار وتحليلات كاذبة"، مضيفاً أن "دائرة العلاقات العامة بالحرس الثوري نفت صحة تلك الأخبار، وتعهدت بملاحقة مروجيها"، وذكرت السفارة أن "العلاقات بين البلدين تسير نحو مزيد من الانفتاح والتفاهم"، ولذلك "تحاول القوى الكارهة والأطراف المعادية العمل على عرقلة مسار تحسين العلاقات وتستخدم كل إمكاناتها لاختلاق الفتن والتخويف والتهويل وإيجاد حالات الاحتقان وتكريس الأزمات والنزاعات بين الدول الإسلامية والعربية".
وزير الإعلام الأردني
وزير الإعلام الأردني محمد المومني
الناطق الرسمي للحكومة الأردنية، وزير الإعلام الأردني محمد المومني، قال: إن التصريحات "مختلفة ومتعارضة"، وإنه جاري التحقق منها، فيما تحولت مراسم تشييع المواطن الأهوازي يونس عساكرة (34 عاما) الذي توفي أمس الأول بعد أيام من إضرامه النار بجسده أمام بلدية المحمرة، إلى تظاهرة شعبية هتف خلالها شبان عرب ضد ما وصفوه بسياسات التمييزية الجائرة التي تمارسها إيران ضد الشعب العربي الأهوازي.
بعد تصريحات سليماني..
إلى ذلك، تصاعدت تساؤلات حول وقف العمليات العسكرية في مدينة "تكريت"- مسقط رأس صدام حسين- التي كانت تستهدف طرد عناصر داعش، والتي بدأت بنحو مثير للجدل بلا تنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وبدأت العمليات باندفاع سريع وتحت شعار أن آلاف المتطوعين الشيعة سيكتفون بدعم إيراني دونما حاجة إلى إسناد دولي، ولكن الجميع اصطدموا بحقيقة أن تكريت تحولت إلى مدينة مفخخة بعشرات آلاف العبوات الناسفة، وأن اقتحامها يتطلب آلاف الضحايا؛ ما أثار خلافاً حادًّا كما قيل، بين الجيش العراقي من جهة وقيادة الحشد الشعبي والمستشارين الإيرانيين من جهة أخرى، فتوقفت العمليات عند بوابة تكريت، وأشاعت إحساساً بالإحباط.
هادي العامري وزير
هادي العامري وزير النقل السابق وزعيم منظمة بدر الشيعية
الذي عزز من تأزم الموقف في تكريت، هو إعلان هادي العامري، وزير النقل السابق وزعيم منظمة بدر الشيعية، أن قاسم سليماني غادر العراق، وأنه سيعود عند الحاجة؛ ما فتح باب التفسيرات المتضاربة، فمن قائل: إن إيران عاقبته على فشل اقتحام تكريت، ومن قائل: إن واشنطن طلبت من إيران العودة الى قواعد العمل "الطبيعية" التي تقتضي عدم اقتحام مدينة سُنِّيَّة إلا بتفاهم سياسي مع السُّنَّة؛ لاحتواء أي شد طائفي، ولضمان ترتيبات "ما بعد داعش" التي ستكون مختلفة عما سبق داعش بالضرورة، وهو ما قيل إن طهران رضخت له، ورأت أنه يتطلب انسحاباً رمزياً لسليماني، لـ"ترميم" التفاهم بين واشنطن وطهران.
كان موقع "ديبكا" الإسرائيلي الاستخباراتي، زعم منتصف مارس الجاري أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني قام بزيارة غير مسبوقة وسرية إلى الأردن، والتقى رئيس الاستخبارات الأردنية الجنرال فيصل الشوبكي، ونقل الموقع عن مصادر لم يكشف عنها، أن مقاتلات سلاح الجو الملكي الأردني رافقت موكب الجنرال الإيراني الذي وصل من بغداد إلى عمان، مستخدما الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الأردن بالعراق.
قاسم سليماني قائد
قاسم سليماني قائد عسكري إيراني وقائد فيلق القدس
وقال الموقع: إن "سليماني أجرى محادثات في الأردن بشكل واسع عن الحرب على داعش في العراق وسوريا"، معتبراً أن "زيارة سليماني إلى عّمان تؤشر إلى أن الأردن قد بدأ استعداده لاتخاذ الخطوة الأولى نحو تنسيق سياسته وعملياته العسكرية مع طهران وليس فقط مع واشنطن".
وتأتي زيارة سليماني في وقت قام وزير الخارجية ناصر جودة بزيارة مفاجئة إلى العاصمة الإيرانية طهران، وبرز نجم قائد قوات فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي لم يكن يعرفه معظم الإيرانيين في الشارع حتى وقت قريب، وتصدر مؤخراً نشرات الأخبار؛ بسبب تواجده في الوقت الحالي بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق لقيادة المقاومة العراقية التي تحاول استعادة مدينة تكريت من تنظيم داعش.

شارك