ندوة بالجامعة الأمريكية بالأردن تكشف المصدر الأساسي لخطابات الكراهية

الخميس 26/مارس/2015 - 04:23 م
طباعة ندوة بالجامعة الأمريكية
 
الذين يعتنقون مبدأ المواطنة كأسلوب حياة وحيد لمواجهة قوى الظلام وإقصاء الآخر يحاولون بكل السبل نشر أفكارهم، حالمين أن يكونوا يوما ما هم الأغلبية في بلاد الشرق الأوسط، ومن النماذج التي تحارب بكل ضراوة هجمات المتطرفين . وفي محاولة لإيجاد "مصطلحات جديدة في العلاقات بين أتباع الديانات" عقدت بالجامعة الأمريكية بالأردن ندوة لكشف أسباب انتشار خطابات الكراهية بمشاركة الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ونسرين أبو صالحة، المقدمة ومعدة البرامج في التلفزيون الأردني، والدكتورة ريم الناصر، المتخصصة في علم الأديان، ورلى سماعين، الصحفية في جريدة الجوردن تايمز، ود. حنان مدانات، ممثلة عن عمادة شئون الطلبة في الجامعة.

مرحلة جديدة

الأب رفعت بدر مدير
الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام
وقال الأب بدر: إن "اتساع رقعة الإرهاب في العالم أمر يثير القلق، إلا أنه لا يدفعنا إلى اليأس؛ لأن هنالك قوى فكرية تعمل على تأسيس مرحلة جديدة وهي قادرة أن تتحدث حول الخير والجمال والطيبة"، داعياً إلى أهمية التأكيد على مصطلحات مثل: التعاضد، التعاون، التميز، حب العمل، المبادرة... من أجل بناء مجتمع إنساني، وتدعيم أصوات الاعتدال والعقول النيّرة. وأشار الأب رفعت إلى خطاب الملك عبد الله ملك الأردن، والذي طالب فيه بمواجهة قوى التطرف والتعصب والانغلاق وصولاً إلى المساواة بين البشر واتباع الخطاب الراقي والمنفتح على هموم الإنسانية. ودعا إلى تعميق "ثقافة اللقاء بين البشر" مقابل ثقافة الإقصاء التي تتبعها الجماعات المتطرّفة.

التكامل

الإعلامية نسرين أبو
الإعلامية نسرين أبو صالحة
من جانبها أكدت الإعلامية نسرين أبو صالحة على أهمية البحث عن الجوامع المشتركة التي توحد الإنسان، لافتة إلى أن الاختلاف ظاهرة طبيعية، وهي بالتالي لا تؤدي إلى الاصطدام مع الآخر، بل التكامل من أجل خير المجتمع برمته. وأضافت أن الله خلق الإنسان؛ لكي يثري الأرض، وليس لإلغاء وإقصاء وتكفير الآخر، مشيرة إلى حكمته تعالى في أن تكون منطقة الشرق الأوسط مهداً للديانات التوحيدية، وهذا بالتالي يدفع الإنسان في هذه المنطقة بالذات أن يكون له دور فاعل، على الصعيد المحلي والعالمي، في تقبل الآخر والتحاور معه على مختلف الأصعدة. ودعت أبو صالحة إلى تغيير المصطلحات التي لا تعبّر عن حقيقة المودة والعلاقات الطيبة بين أتباع الديانات وبالأخص كلمات الأقلية والتعايش والتسامح، داعية إلى استبدالها بالمواطنة والعيش المشترك والتعاون بين مكوّنات المجتمع الواحد.

تراب الوطن

الدكتورة ريم الناصر
الدكتورة ريم الناصر
وفي مداخلتها خلال الندوة، أشارت الدكتورة ريم الناصر إلى حاجة الإنسان إلى الدين، فالله تعالى خلق الإنسان وميزه عن سائر المخلوقات بنعمة العقل، مؤكدة أن النصوص الدينية على الرغم من تعددها فإن جميعها "توحد لا تفرق، تجمّع ولا تفرّق". كما شددت على أن المسلمين والمسيحيين في الأردن يعملون معاً من أجل رفعته وتقدمه، فالمشترك واحد وهو تراب هذا الوطن. كما قدمت بعضاً من تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى التعاضد والتكافل بين مختلف أطياف وفئات المجتمع؛ من أجل نهضة وتقدم العالم. كما أكدت على أنّ الأديان وجدت لخدمة الإنسان وتقديم العون له للوصول إلى الغايات العالية.
ودعا الحضور إلى تعميق المعرفة المتبادلة بين أطياف المجتمع الواحد؛ لأنّ الجهل بنظرهم، بالإضافة إلى البطالة والفقر، هي الأمور التي تصدر خطابات الكراهية والتقليل من احترام الآخر ومحبته، وأجمعوا على أن الأديان وُجدت لخدمة السلام والطمأنينة بين البشر.

شارك