تونس تشهد مسيرة "كلنا باردو".. وخلافات داخلية بسبب مشاركة "النهضة"

السبت 28/مارس/2015 - 09:12 م
طباعة تونس تشهد مسيرة كلنا
 
في إطار المحاولات التونسية لامتصاص تداعيات مذبحة باردو، والتي ضربت الموسم السياحي التونسي، ونقلت فيها الجماعات الارهابية عملياتها من الجبال إلى قلب ضواحي العاصمة، دعت الرئاسة التونسية لمسيرة حاشدة ضد الارهاب بمشاركة عدد من قادة وزعماء العالم  على غرار المسيرة الحاشدة التي نظمتها فرنسا منذ أشهر على خلفية استهداف صحيفة ساخرة تعرضت للهجوم وقتل عدد من العاملين بها على يد عناصر ارهابية.

السبسي
السبسي
وقال المتحدث باسم الرئاسة معز السناوي اعتقد انه سيكون هناك عشرات الاف الاشخاص، في اي حال فان الرئيس الباجي قائد السبسي لم يتردد في توجيه الدعوة الى الشعب التونسي، للمشاركة، مشددا على وحدة تونس ضد الارهاب.
ومن المشاركين في المسيرة الرؤساء الفرنسي فرنسوا هولاند والبولندي برونيسلاف كومورفوسكي والفلسطيني محمود عباس اضافة الى وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، واحتمالية رئيسا الوزراء الايطالي ماتيو رينزي والجزائري عبد المالك السلال ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني، كذلك يشارك نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي والعضو في البرلمان العربي مبارك بنيه الخرينج في المسيرة.

ميركل
ميركل
من جانبه أعرب وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن تضامن واشنطن مع الشعب التونسي، واعلن كيري نيابة عن الرئيس باراك أوباما عن تضامن الولايات المتحدة مع الشعب التونسي وتنويهها بعزم التونسيين الدفاع عن المثل العليا لثورتهم الديمقراطية وبما يبذلونه من جهود لبناء مستقبل حر وامن ومزدهر، على أن يمثل الولايات المتحدة السفير الامريكي لدى تونس جاك .
بينما اعتذرت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل عن المشاركة في المسيرة بسبب انشغالها بحادثة سقوط الطائرة الألمانية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 140 شخصا كانوا على متنها.

تونس تشهد مسيرة كلنا
كذلك أعلنت حركة النهضة الاسلامية التي تشارك في الائتلاف الحكومي الى جانب خصوم الامس، انها ستشارك في التظاهرة واصفة الارهاب بانه عدو الدولة والثورة والحرية والاستقرار والتنمية، كما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل جميع اعضائه ومجمل الشعب التونسي الى المشاركة بكثافة في التحرك.
من جانبه اعتبر حزب المسار ان اي وحدة وطنية قائمة على المبادئ الديموقراطية والقيم الجمهورية للتصدي بصدق للإرهاب، لا يمكن ان تشمل حزبا سياسيا معروفا بصلاته بأوساط ارهابية.
من ناحية آخري أعلنت الجبهة الشعبية عن عدم مشاركتها في المسيرة، وأكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أن الجبهة لن تشارك في هذه المسيرة التي ستشهد مشاركة أطراف سياسية ساندت الارهاب في تونس وساهمت في الاغتيالات السياسية التي ذهب ضحيتها الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ، معتبرا أنهت مسيرة مغشوشة يختلط فيها الضحايا بالجلادين.

تونس تشهد مسيرة كلنا
ودعا التونسيين الى تفهم موقف الجبهة من مقاطعة المسيرة التي أكد أنها لا تعني أن الجبهة ضد الوحدة الوطنية مبرزا ضرورة محاسبة الضالعين في انتشار الارهاب وتغلغله في تونس قبل الانصراف الى المصالحة الوطنية الى جانب الاسراع بعقد مؤتمر وطني لمقاومة الارهاب  قصد الخروج باستراتيجية وطنية في هذا الاتجاه.
وليس هذا هو موقف الجبهة الشعبية فقط، بل هناك تيارات عديدة في تونس تنتقد مشاركة النهضة وعدد من التيارات التى تدعم العنف وساهمت في اغتيال معارضين للتيارات الاسلامية خلال السنوات الماضية في محاولة للظهور بشكل مختلف امام العالم، في الوقت الذى يتبنون فيه ايدولوجيا العنف.

شارك