بعد فشل الحوار الليبي مجددًا.. هل تتدخل الدول العربية بـ"عاصفة حزم" لإنقاذ البلاد؟

الثلاثاء 31/مارس/2015 - 11:49 ص
طباعة بعد فشل الحوار الليبي
 
على غرار "عاصفة الحزم" التي شنتها عدد من دول الخليج في اليمن لمحاربة "أنصار الله" الحوثيين، تسعى الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني إلى التقدم بطلب إلى جامعة الدول العربية للتدخل عسكريًا في ليبيا، وإنهاء الصراعات الجارية على أراضيها.
رغم مساعي المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، لإجراء الحوار الليبي والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف المتنازعة، فإن كل المحاولات تبوء بالفشل؛ الأمر الذي جعل الحكومة الشرعية تسعى إلى دعوة الدول العربية للتدخل عسكريًا.
بعد فشل الحوار الليبي
من جانبه رفض عبدالله الثني رئيس الحكومة الليبية المؤقتة الاتهامات الموجهة لحكومته بعرقلة الحوار، مؤكدا أن المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون ينظر إلى المشهد الليبي بعين واحدة، حيث يغض النظر عن استهداف فجر ليبيا لمواقع مدنية، بينما يشجب تحرك للجيش الليبي عند استهدافه لمواقع المتطرفين.
وتأتي هذه التصريحات في وقت صوت مجلس الأمن الدولي السبت الماضي بالإجماع على قرارين حول ليبيا، داعيا في القرار الأول إلى وقف إطلاق النار فوراً، وتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة للدعم وتخفيض عددها.
كما حث القرار الثاني الحكومة الليبية على التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية، وأدان حالات التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان. ودعا مجلس الأمن أطراف النزاع الليبيين إلى المشاركة في الحوار.
وأكد الثني، أن القادة العرب اتخذوا قرارًا جريئًا عندما أدركوا خطورة الواقع باليمن، وقاموا بتنفيذ عملية "عاصفة الحزم"، مشيرًا إلى أن ليبيا ستتقدم بطلب لجامعة الدول العربية للتدخل عربيا في ليبيا لإعادة الشرعية. 
وأضاف الثني في تصريحات صحفية، أن قرارات القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ تصب في صالح الشعب الليبي، وتابع: "إن اليمن يعاني من نفس مشاكل ليبيا، حيث تنتشر الجماعات المسلحة، ولا يمكن الموافقة على التدخل في اليمن لدعم الشرعية ولا يوافقون على قرارات بحسم الموقف في ليبيا"، لافتًا إلى أن هناك مجموعة من الدول العربية تقف إلى جانب القضية الليبية منذ البداية، مثل مصر والسعودية والإمارات والأردن.
وأوضح الثني، أن رئيس أركان الجيش الليبي سيشارك في اجتماع رؤساء أركان العرب لتشكيل القوة العربية المشتركة، وقال: "بالإمكانيات المتاحة لدينا سنكون داعمين لهذه القوة". 
يذكر أن البيان الختامي للقمة العربية في مصر في دورتها الـ26 الصادر الأحد، دعا في الفقرة الخاصة ‫‏بليبيا إلى تقديم الدعم السياسي والمادي الكامل للحكومة الشرعية في‫ ‏ليبيا، ودعم الجيش الوطني.‬‬‬‬
بعد فشل الحوار الليبي
في سياق متصل أعلنت الجزائر أمس الاثنين استضافة جولة جديدة من الحوار بين قادة أحزاب ونشطاء ومستقلين ليبيين بشأن تشكيل حكومة وفاق وطني الأسبوع المقبل.
وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، على هامش مؤتمر اقتصادي في العاصمة الجزائر: إن الأشقاء في ليبيا سيستأنفون جولات الحوار بالجزائر الأسبوع القادم بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة من دون أن يقدم تاريخًا محددًا لذلك وفق وكالة الأنباء الليبية.
وفيما يتعلّق بالأطراف التي ستحضر هذه الجولة، قال لعمامرة: هي نفس الأطراف التي شاركت في الجولة السابقة، وهم قادة أحزاب ونشطاء سياسيون.
وكانت الجزائر استضافت في العاشر من الشهر الجاري برعاية من الأمم المتحدة، جلسة حوار شارك فيها 15 شخصية سياسيّة من قادة أحزاب ومستقلين، واختتمت الجولة ببيان سُمي «إعلان الجزائر»، جاء في شكل وثيقة من إحدى عشرة نقطة تدعو لوقف فوري لإطلاق النار والتمسك بحل سياسي للأزمة الليبية.
من جانبها أكدت حكومة طرابلس برئاسة عمر الحاسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، تأييدها للعمليات العسكرية العربية في اليمن، لكنها طالبت في موازاة ذلك الدول العربية بدعمها والوقوف إلى جانب "شرعيتها" كما تقف معها في اليمن الآن.
بعد فشل الحوار الليبي
وقال محمد بالخير وزير العمل في الحكومة التي تسيطر على طرابلس بمساندة جماعات مسلحة تحمل اسم "فجر ليبيا": إن "حكومة الإنقاذ الوطني ومن ورائها ثوار فجر ليبيا يدعمون وبشدة عملية عاصفة الحزم"، مضيفا أن "حكومة الإنقاذ الوطني وثوار فجر ليبيا يقفون مع التحالف العربي ضد هذه القوى الانقلابية، وضد القوى الإقليمية التي تحاول المساس بأمن الخليج العربي.
وتدعم غالبية الدول العربية الحكومة المعترف بها في ليبيا، ولا تعترف بالحكومة في طرابلس التي تؤكد من جهتها أنها السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا.
وقال بالخير: "نحن نطلب من الدول العربية أن تتفهم، وأن تقف مع الشرعية في ليبيا كما تقف معها في اليمن الآن".
ورغم ذلك أعلن بالخير أن عناصر قوات "فجر ليبيا" التي تملك أسلحة ثقيلة وعددا من الطائرات مستعدة للمشاركة في الحملة في اليمن، علما أن هذه القوات تخوض معارك يومية في ليبيا مع القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا.
وقال: "لدينا ثوار أبطال مستعدون للدفاع عن الأمة وعن قيم الثورة والشرعية في أي مكان في الوطن العربي إذا ما طلب منهم ذلك".
بعد فشل الحوار الليبي
فيما يبدو أن عاصفة الحزم ستمتد إلى ليبيا بالفعل وتكون محطتها الثانية هي ضرب "ثوار غرفة عمليات ليبيا" الذين يسيطرون على العاصمة طرابلس وبنغازي ومدن أخرى، وكانت القيادة العامة للقوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا أعلنت بدورها الجمعة استعدادها للمشاركة في هذه العمليات، بعد يومين من تأكيد وزارة الخارجية دعم هذه الحكومة للحملة العسكرية في اليمن.
وأبدت قوات حفتر استعدادها للمشاركة في العمليات العسكرية العربية في اليمن، وقالت في بيان إنها: "مستعدة للمشاركة في العمليات العسكرية"؛ نظرا لما تمر به الأمة العربية من تحديات للجماعات الإرهابية، وحتى تؤدي واجبها لنصرة الشعب اليمني، برغم أنها لا تمتلك القوة الفعلية لذلك.
ولذلك دعت الحكومة والبرلمان الليبي الذي مثل رئيسه عقيلة صالح عيسى- ليبيا في القمة العربية إلى تدخل على شاكلة عملية عاصفة الحزم في اليمن.
مراقبون أكدوا، أن عاصفة الحزم في اليمن لن تتكرر مرة أخرى في ليبيا، فيما رأى آخرون أن هناك احتمالية لاستجابة جامعة الدول العربية حال تقدم الطلب والتدخل عسكريًا لإنهاء الصراعات في البلاد، ففي الحالتين هل تتدخل الدول العربية لإنقاذ ليبيا على غرار عاصفة الحزم في اليمن؟

شارك