العالم يتابع في حزن تداعيات مذبحة "كينيا".... وسط تهديدات بهجمات جديده

السبت 04/أبريل/2015 - 10:50 م
طباعة العالم يتابع في حزن
 
أصداء المجزرة الكينية في جامعة جارسيا لا تزال محل اهتمام المجتمع الدولى، وسط تنامى نفوذ جماعات التطرف في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط والقارة الافريقية، حيث تقوم وسائل الاعلام العالمية بإلقاء الضوء على ما حدث في هذه المجزرة، مع نشر قصص لشهود عيان وعدد من الناجين من هذه المذبحة، الذين كشفوا كثير من القصص المأساوية وحالة الرعب التى كانوا فيها، والوحشية التى اتصف فيها الشخصيات التى قامت بالهجوم.
هناك تحذيرات من تكرار مشاهد الدم والعنف المتزايد خلال الفترة المقبلة، وسط تهديدات للجماعات المتطرفة بتكرار هذه المذابح، حيث هددت حركة "الشباب" الصومالية بتصعيد عملياتها مستقبلا، وأن "الشباب" سينتقمون لمقتل "إخوانهم المسلمين" ولن يستطيع أحد إيقافهم قائلة "ستدفعون الثمن بدمائكم"، وأن الدم سيتدفق موجات حمراء في مدن كينيا في حرب رهيبة وطويلة.
من جانبه أعلن الرئيس الكيني اوهورو كينياتا الحداد الوطني ثلاثة أيام بعد الهجوم الذي شنه مقاتلو "الشباب" الصوماليون الخميس على جامعة جاريسا واسفر عن مقتل 147 شخصا وإصابة 79 آخرين بجروح معظمهم من الطلاب، موضحا بقوله " كينيا ستفعل كل شيء للدفاع عن أسلوب حياتنا، وعلى مسلمي البلاد على تقديم المزيد من المساعدة للقضاء على العناصر المتطرفة ومهمة مكافحة الإرهاب أصبحت أصعب لأن مدبري وممولي هذه الأعمال الوحشية أصبحوا مترسخين فى مجتمعاتنا".
وأعلنت السلطات الكينية إن محمد محمود أحد الأساتذة في جامعة جاريسا كان الرأس المدبر للهجوم وعرضت مكافأة 20 مليون شلن (215 ألف دولار) لمن يساعد في القبض عليه.
العالم يتابع في حزن
وعلى الجانب الآخر أكد سالياس اوموزا (20 عاما) أحد الناجين من هذه المجزرة، أن منفذى الهجوم أيقظوا الطلاب بالسلاح وفصلوا المسلمين عن غير المسلمين تبعا لملابسهم، يتهكمون، وبعد ذلك قتلوا المسيحيين منهم بـ"دم بارد"، كما  أن المقاتلين كانوا ملثمين وبزي عسكري وكانوا يهتفون "نحن لا نهاب الموت ستكون عطلة فصح جيدة لنا".
بينما قال الممرض ريوبين نياورا، الذي يعمل لدى منظمة "انترناشيونال ريسكيو كوميتي" للإغاثة، بأسف "شهدت الكثير من الحوادث، لكن لا شيء يشبه هذا"، مضيفا لوكالة الأنباء الفرنسية "كانت هناك جثث في كل مكان، أشخاص أعدموا بعد وقوفهم صفا واحدا، رأينا أشخاصا فجرت رؤوسهم وأجسادهم مثقوبة بالرصاص. وكل هذا وسط حالة من الفوضى المرعبة".
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن بعض الناجين قصص مروعة، قال أحدهم "في البدء بدا أنهم قتلوا الجميع، لكن مع سماع حديثنا خرج طلاب كانوا مختبئين منذ ساعات، بعضهم في خزائن وبعضهم في الأسقف وآخرون تمددوا بين الموتى تغطيهم الدماء". 
أشار إلى أنه رأى ثلاث نساء ممددات على الأرض تغطيهن الدماء من رؤوسهن إلى أسفل أقدامهن، يخرجن سالمات من بين الجثث، "النساء روين أن المهاجمين كانوا يهتفون بالسواحلي وهم يطلقون النار على الرجال "جئنا لنقتل أو لنموت، ثم قالوا للنساء "اسبحن في الدم".
وأجبر المهاجمون الطلاب على الاتصال بذويهم ليطلبوا منهم المطالبة بانسحاب القوات الكينية من الصومال، حيث تشارك كينيا منذ نهاية 2011 في محاربة حركة الشباب في الجنوب الصومالي. وقال طالب، نجا من المجزرة، إن "القتلة كانوا يأمرون الناس بالاتصال بأهاليهم ليقولوا لهم: سنموت لأن أوهورو (كينياتا الرئيس الكيني) مُصرٌ على البقاء في الصومال"، وبعد اتصالهم بذويهم كان الطلاب يقتلون ثم يسود صمت". 
ويري مراقبون أن إراقة الدماء تسببت فى زيادة الضغوط على الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الذي حاول جاهدا وقف الهجمات التي استخدمت فيها البنادق والقنابل اليدوية وشوهت صورة كينيا في الخارج وقوضت صناعة السياحة الحيوية للبلاد،  بعد أن قتلت حركة الشباب أكثر من 400 شخص على الأرض الكينية منذ تنصيب كينياتا في 2013 بينهم 67 قتلوا في مركز للتسوق في العاصمة نيروبي في سبتمبر من ذلك العام.

شارك