اتهامات للمجتمع الدولي بالتخاذل في الأزمة السورية.. ومخيم اليرموك تحت سيطرة الإرهابيين

الأحد 05/أبريل/2015 - 07:48 م
طباعة اتهامات للمجتمع الدولي
 
صمت المجتمع الدولي أمام معاناة اللاجئين السوريين وعدم تقديم الدعم اللازم لهم، بما يليق بالتحديات والمخاطر التي تواجههم، أصبح مثار حديث المهتمين والمتابعين، ومع استمرار جرائم تنظيم داعش الارهابية فى مختلف المناطق السورية، ومؤخرا سيطرة التنظيم على مخيم اليرموك الخاص باللاجئين السوريين يفتح باب استمرار استهداف الجماعات المتطرفة للمدنيين، واستغلال انقسام المجتمع الدولي بشأن التعامل مع المشهد السوري.
من جانبه أعرب  بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عن استيائه من تعامل المجتمع الدولي وأوروبا مع الأوضاع فى الشرق الأوسط، وخاصة ما يحدث للمسيحيين فى سوريا والعراق، ومصر وغيرها، مشيرًا إلى أن الغرب تأخر فى محاربة داعش، كما أن المنظمات الدولية  لم تتخذ الإجراء المناسب للتعامل مع هذه الجماعات، مشيرا إلى أن الغرب تعمد الصمت من أجل "إفهام المسئولين السياسيين والدينيين في المنطقة انه يجب ان يبنوا أنظمة بلادهم على أساس فصل الدين عن الدولة".
يأتي ذلك فى الوقت الذى سيطر فيه تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، على90% من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بعد تراجع تنظيم "أكناف بيت المقدس".
اتهامات للمجتمع الدولي
وقال متابعون أن اشتباكات عنيفة جرت لليوم الرابع بين مسلحي تنظيم "داعش" و"النصرة" من جهة و"أكناف بيت المقدس" من جهة أخرى، فى الوقت الذى قالت فيه وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن الاشتباكات مستمرة بين عناصر من التنظيمات الإرهابية المسلحة "داعش" و"النصرة" من جهة وتنظيمات أخرى من جهة ثانية داخل أحياء المخيم، وأن مخيم اليرموك بات تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة ولا وجود لوحدات الجيش السوري والقوات المسلحة داخله منذ فترة طويلة.
من جانبها قالت الرئاسة الفلسطينية أنها قامت باتصالات مكثفة مع عدة أطراف عربية ودولية وإنسانية لوقف الاشتباكات الجارية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، مؤكدة ضرورة إنقاذ أهالي مخيم اليرموك من المأساة التي يتعرض لها، وشددت الرئاسة الفلسطينية على عدم زج الفلسطينيين بالأحداث الجارية في سوريا، وتجنيب المخيم ويلات الاشتباكات المسلحة التي ستؤدي إلى تدمير المخيم وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني.
فى الوقت الذى اكتفت فيه الأمم المتحدة بالإعراب عن قلقها بشأن التطورات الأخيرة في مخيم اليرموك الذي يتواجد فيه حوالي 18000 مدني من الجنسيتين السورية والفلسطينية وصرح المتحدث باسم "أونروا" كريس جونيس إن الوضع في مخيم اليرموك هو إهانة للإنسانية وعار على العالم بأسره، مشددا على أن اليرموك هو اختبار وتحد للمجتمع الدولي ولا مكان للفشل، مؤكدا أن مصداقية النظام الدولي في الرهان.
يذكر أن مخيم اليرموك يضم نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني، ولكن 18 ألفا منهم فقطوا بقوا هناك يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة.
اتهامات للمجتمع الدولي
ونتيجة لهذه التطورات، أعلنت الأمم المتحدة إجلاء بعض المدنيين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف العاصمة السورية دمشق ليفروا من تقدم تنظيم داعش وأكثر من عامين من حصار فرضته عليه الحكومة أدى إلى التجويع وانتشار الأمراض، بعد أن سيطر التنظيم على معظم المخيم من جماعات مسلحة أخرى في حين يحاصر الجيش المنطقة التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قصر الرئاسة السوري.
وقال كريس جانيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) إنه جرى إجلاء 94 مدنيا بينهم 43 امرأة و20 طفلا من المخيم وقدمت لهم مساعدات إنسانية، إلا انه ما زال هناك 18 ألف شخص في المخيم وهم مزيج من الفلسطينيين والسوريين، وأصبح مخيم اليرموك ساحة معارك قبل الحصار ودمره القتال في الشوارع والضربات الجوية والقصف.
وقال جانيس "تمكن بعض المدنيين من الفرار من المخيم في وقت سابق اليوم وندعو كل الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس حتى يمكن إجلاء مدنيين آخرين يرغبون في الرحيل."

اتهامات للمجتمع الدولي
من ناحية وعلى تويتر أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فقدان 50 عنصرا من المتطوعين للعمل مع الصليب الأحمر من أجل أرواح الآخرين في سوريا، حقيقة لا يوجد كلمات تعبر عن هاته الخسائر، وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن متطوعين اثنين قتلا، في إدلب أثناء انتشالهما لجثة قرب مقر الصليب الأحمر، إضافة إلى كونهما كانا بصدد إعداد ملجأ للأشخاص الفارين من الأماكن التي تدور فيها اشتباكات.
وتلقي الصليب الأحمر مناشدة واستغاثة عاجلة من أهالي المخيم لإجلاء الجرحى وتوفير العلاج لأبنائهم، فى ظل تردى الأوضاع المأساوية، والصمت الدولي على ما يرتكب من جرائم.

شارك