أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمقاتلين الحوثيين الشيعة في محافظة عمران شمال البلاد، والذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة الثانية عشرة ظهرا.
وأعلنت مصادر رسمية مقتل نحو 20 شخصا بينهم مدنيون، فيما يجري البرلمان اليمني تعديلا دستوريا يتيح زيادة عدد أعضاء مجلس الشورى.
ونص الاتفاق على «الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع نقاط التوتر والاشتباكات في محافظة عمران»، المستمرة منذ 20 مايو الماضي بين قوات الجيش مدعومة بميليشيات محلية، ومقاتلي جماعة «الحوثيين» المتمردة في محافظة صعدة الشمالية على الحدود مع السعودية.
كما نص الاتفاق الذي نشره موقع وزارة الدفاع على شبكة الإنترنت على «وقف الحشود والتعزيزات والاستحداثات من قبل كل الأطراف»، بالإضافة إلى «نشر مراقبين عسكريين محايدين للإشراف على وقف إطلاق النار والتأكد من التزام كافة الأطراف بالتنفيذ».
وتضمن الاتفاق انسحاب المقاتلين الحوثيين من السجن المركزي ونقطة «سحب» العسكرية جنوب مدينة عمران، على أن تتمركز فيهما قوات من الشرطة العسكرية التي ستتولى أيضا تأمين الطريق بين العاصمة صنعاء وعمران بعد إعادة فتحه.
وسمى البند السادس والأخير في الاتفاق لجنة من 11 عضوا تتبع وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وتقوم بتنفيذ بنود الاتفاق الذي يأتي غداة إعلان زعيم جماعة «الحوثيين»، عبد الملك الحوثي، عن مبادرة لإنهاء الصراع المسلح في مدينة عمران، 50 كم شمال صنعاء.
وضمت اللجنة المكلفة بتنفيذ الاتفاق، رئيس جهاز الاستخبارات (الأمن السياسي) اللواء جلال الرويشان، وقائد قوات الشرطة العسكرية اللواء الركن عوض محمد بن فريد، ورئيس لجنة الوساطة الرئاسية السابقة العميد قائد العنسي.
كما ضمت اللجنة نائبين لمحافظ عمران وزعماء قبليين محليين من حزب «الإصلاح»، وجماعة «الحوثيين» بالإضافة إلى عبد الرحيم صابر، مساعد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، الذي رحب مساء أمس باتفاق وقف إطلاق النار من أجل «إنهاء التوتر في محافظة عمران».
وشدد بن عمر في بلاغ صحفي، على ضرورة «التزام الأطراف كافة ببنود هذا الاتفاق من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة»، مشيرا إلى أنه أجرى في وقت سابق أمس الأول مشاورات مكثفة مع قيادات أمنية وسياسية وممثلين عن جماعة «الحوثيين» من أجل نزع فتيل التوتر.
مشككون في الاتفاق
من جهتها، انتقدت وزيرة حقوق الإنسان في الحكومة الانتقالية "حورية مشهور"، اتفاق وقف إطلاق النار في عمران الذي قالت إنه «اتفاق بين دولتين».
وأضافت مشهور في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «هذه الدولة الهشة.. دولة النظام والقانون هي التي تبسط سيطرتها على كل شبر في أراضيها، وتساوي بين مواطنيها وتنشر العدل في ربوعها». وشهدت جبهات القتال في مدينة عمران هدوءا حذرا بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار حسبما أفاد سكان محليون ومصادر في الجيش.
وشكك مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع المرابط جنوب عمران، بإمكانية نجاح اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده، مضيفا أن «الاتفاق بمثابة استراحة محارب، هناك تعزيزات مسلحة للحوثيين في طريقها إلى عمران».
وأشار إلى أن الحوثيين «اضطروا للقبول بالاتفاق بعد أن فشلوا في اقتحام مدينة عمران»، نافيا بشدة تقارير صحيفة نشرت أمس في اليمن وتحدثت عن سقوط المدينة بأيدي مقاتلي الجماعة المتمردة.
مقتل ضابط و10 جنود وجرح عشرات آخرين
وأكد المصدر مقتل ضابط و10 جنود وجرح عشرات آخرين في هجومين مباغتين شنهما مقاتلون حوثيون، في وقت مبكر أمس على موقعين للجيش والأمن جنوب وشمال غرب مدينة عمران.
واستقبل المستشفى الحكومي في عمران 14 جثة لعسكريين قتلوا في مواجهات مع الحوثيين منذ منتصف الليلة قبل الماضية، وحتى ظهر أمس. واستقبل المستشفى 40 جريحا من الجنود، حسبما ذكر مصدر طبي مسئول. كما قتل 6 مدنيين على الأقل بينهم طفلان صباح أمس، في مواجهات بين الجيش و«الحوثيين» في منطقة «بني ميمون» في بلدة «عيال سريح»، جنوب عمران.
وذكر مصدر محلي أن مدنيا وابنته وابن اخيه قتلوا إثر سقوط قذيفة هاون على سيارة كانت تقلهم خلال محاولتهم النزوح من منطقة «بني ميمون» إلى صنعاء، مشيرا إلى أن انفجار القذيفة أسفر عن إصابة مدنيين آخرين نقلوا إلى صنعاء للعلاج.
وأكد مصرع 3 مدنيين وجرح عدد غير معروف بسبب المواجهات بين الجيش والحوثيين في منطقة مجاورة في بلدة «عيال سريح» حيث تجمع رئيسي للمتمردين الذين خاضوا ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية العقد الماضي.
وبذلك يرتفع عدد قتلى المعارك في عمران إلى 347 بينهم عشرات الجنود ومدنيون، بحسب إحصائية مجمعة من مصادر عسكرية ومحلية وطبية.
تظاهرات لمؤيدي الحوثيين بصنعاء
وتظاهر آلاف من أنصار جماعة الحوثيين أمس الأربعاء في العاصمة صنعاء للتنديد بما أسموه «العدوان على عمران». وجاب المتظاهرون، الذين رفعوا شعارات الجماعة المذهبية وصور زعيمها، عددا من شوارع العاصمة صنعاء وصولا إلى جولة «عصر» (غرب) حيث لا يبعد كثيرا منزل الرئيس الانتقالي، عبد ربه منصور هادي.
وذكرت قناة «المسيرة» التابعة لجماعة الحوثيين أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع لمنع تقدم المتظاهرين نحو شارع الستين الشمالي حيث منزل هادي؛ ما أدى إلى إصابة متظاهرين بـ«حالات اغماء». والحوثيون الذين عانوا من الاضطهاد والملاحقة إبان حكم الرئيس السابق، مكون رئيسي في العملية السياسية الانتقالية التي دخلت حيز التنفيذ أواخر نوفمبر 2011.
وأجرى البرلمان اليمني، أمس، تعديلا دستوريا أتاح توسيع عضوية مجلس الشورى (معين) من 111 عضوا إلى 221 عضوا يعينهم رئيس الجمهورية، وذلك بغرض استيعاب المكونات السياسية المشاركة في المرحلة الانتقالية وعلى رأسها المعارضة الانفصالية في الجنوب وجماعة الحوثيين وممثلون عن فئات التحالف الشبابي والمدني خلال احتجاجات 2011.
"الاتحاد الإماراتية"