الحوار الليبي.. هل ينتهي بتشكيل حكومة في الجزائر؟

السبت 11/أبريل/2015 - 12:19 م
طباعة الحوار الليبي.. هل
 
تتوالى المساعي يوما بعد الآخر لحل الأزمة الليبية التي ما زالت عالقة بنجاح الحوار الليبي الذي لم يؤت بأي ثمار منذ أن دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر من العام الماضي.
علي الرغم من سعي المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، لإنجاح الحوار منذ بدئه وانعقاد واحد تلو الآخر في عدة بلاد كان آخرهما الجزائر والمغرب، فإنه حتى الآن كل النتائج تأتي على عكس الهدف.

المغرب والجزائر طرفا الحوار

المغرب والجزائر طرفا
كانت كل من المغرب والجزائر احتضنتا منذ مارس الماضي حوارًا بين الأطراف الليبية للتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وطنية في ليبيا.
فيما يبدو أن الأزمة الليبية تشهد تعقيدات خفية لا يستطيع أحد معرفة الطرف المتسبب في عرقلة الحوار، فبعد اتفاق الأطراف المتنازعة على كافة المطالب المطروحة على طاولة الاجتماعات، فإن جميعها تبوء بالفشل، وكان آخرها حوار الصخيرات في المغرب، والذي تضمن عدة نقاط لتخطي المرحلة الراهنة، النقطة الأولى هي تحول المؤتمر الوطني في طرابلس إلى مجلس أعلى للدولة، مهمته المصادقة على القوانين والقرارات التي سيصدرها مجلس النواب في طبرق، والثانية: هي ترشيح شخصيتين ممثلتين عن كل من برلمان طبرق والمؤتمر الوطني، إضافة إلى شخصية خامسة متوافق عليها لتشكيل مجلس رئاسي يقوم بمهام رئيس الدولة، إضافة إلى كونه قائدًا عامًّا للجيش، والنقطة الثالثة: هي تنظيم للعلاقة بين المجلس الرئاسي وبرلمان طبرق والمؤتمر الوطني وتحديد اختصاص المجلس الرئاسي باقتراح القضايا المراد مناقشتها، على أن يصيغها برلمان طبرق ويصدرها، ثم يصدق عليها المؤتمر الوطني، أما النقطة الرابعة: فحددت شكل الحكومة وهي من 12 وزيرًا بدون رئيس وزراء، تستمر لخمس سنوات كمرحلة انتقالية.
جميع النقاط المطروحة لخارطة الطريق الليبية متفق عليها من الأطراف جميعها، إلا أن تطبيقها على أرض الواقع أمر صعب في ظل ما يحدث في ليبيا من انتشار العناصر المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي انتشرت على وجه السرعة في البلاد؛ نظرا لما تشهده ليبيا من فوضى عارمة، قد تتفق الأطراف، ولكن هل تُطبق شروط الاتفاق على أرض الواقع؛ أم سيظل الأمر معقدا حتى القضاء تمامًا على الدولة الليبية وتصبح مثل العراق وسوريا؟
من جانبه كشف عبد القادر مساهل الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشئون المغاربية والإفريقية، عن استئناف الحوار بين الفرقاء الليبيين، الاثنين المقبل في الجزائر، في حين تُستأنف جلسات الحوار الوطني الليبي يوم الأربعاء المقبل في مدينة الصخيرات المغربية.
وقال مساهل: إن الحوار بين قادة الأحزاب السياسية والمناضلين السياسيين الليبيين برئاسة بعثة الدعم الأممية في ليبيا التي يقودها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برنادينو ليون، سيستأنف الاثنين المقبل بالجزائر.
وحسب منظمة الأمم المتحدة، فإن الاجتماع سيركز على مسألة "تشكيل حكومة وحدة وطنية، إضافة إلى الترتيبات الأمنية".

تهديدات الاتحاد الأوروبي

تهديدات الاتحاد الأوروبي
كانت العاصمة الجزائرية، استضافت الجولة الأولى من الحوار الذي جمع بين القادة السياسيين الليبيين يومي 10 و11 مارس الماضي بالجزائر العاصمة، حيث رفض المشاركون كل شكل من أشكال التدخل الأجنبي والتزموا بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة حفاظا على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنية والترابية. 
وأدان المشاركون الإرهاب في ليبيا خاصة ذلك الذي تمارسه الجماعات الإرهابية الناشطة تحت تسميات داعش وأنصار الشريعة والقاعدة.
على صعيد آخر أكد الاتحاد الأوروبي أن استئناف الحوار السياسي الليبي في الأيام القليلة المقبلة سيكون خطوة مهمة على طريق اتفاق ضروري حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ووقف الأعمال العسكرية هناك.
وهددت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، بأن المجتمع الدولي سيعمل على تحديد الأطراف التي تعرقل العمل السياسي وسيقوم بمعاقبتها، مشددة على أن الاستمرار في العنف لن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة المدنيين وتدمير البنى التحتية في البلاد، وذكرت بأن الاتحاد الأوروبي سيدعم الحكومة الليبية الجديدة عندما يتم تشكيلها.
وجدّدت موجيريني دعمها للحوار الوطني بين الأطراف الليبية، مشيرة إلى أنه من الضروري تشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء أعمال العنف في البلاد، داعية كافة الأطراف إلى المشاركة في الحوار والعمل بروح من المسئولية والتوافق والمصالحة.
وأضافت أنه يتعين على جميع الفئات الامتناع عن أي عمل من شأنه زيادة حدة التوتر، في الوقت الذي تنخرط فيه الأطراف السياسية في مرحلة حاسمة من الحوار، وفق كلامها.

الالتزام بالحل السياسي

الالتزام بالحل السياسي
أشارت موجيريني، إلى أنها ستناقش مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم المقرر في العشرين من الشهر الجاري في لوكسمبورغ- إجراءات محددة لتوفير دعم للسلطات الليبية الجديدة، منها ما يتعلق بترتيبات أمنية.
وأكد المفوض الأوروبي المكلف بشئون التوسيع وسياسة الجوار يوهانس هانن، على أنّ الاتحاد الأوروبي يتعامل مع الملف الليبي على عدة مستويات، قائلا: توازيا مع دعمنا لجهود المبعوث الدولي برناردينو ليون، نعمل لتعزيز قواعد المجتمع الليبي وهياكل مؤسساته، سواء على مستوى البلديات أو منظمات المجتمع المدني أو القطاعات.
من جانبه أكد وزير الخارجية، محمد الدايري، مجددًا التزام الحكومة المؤقتة بمبدأ الحل السياسي للأزمة الليبية، وقال الدايري، اليوم السبت: إن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، أكد التزامه أمام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وممثله عن ليبيا، برناردينو ليون، بل أمام الشعب الليبي- الالتزام بالحل السياسي.
ورجّح عضو لجنة الحوار الممثِّلة لمجلس النواب، أبوبكر بعيرة، في تصريحات سابقة أن تكون الحكومة التي سيتم الاتفاق عليها حكومة قوية، ولم يستبعد أن يتم خلال تلك الجلسة اقتراح أسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة ونائبيه.

معاناة بنغازي

معاناة بنغازي
في سياق متصل دعت جمعية الصداقة الليبية- الأمريكية عددًا من المسئولين الأمريكيين إلى توفير الاحتياجات الإنسانية لبنغازي، والمدن التي تعاني اشتباكات مسلحة في البلاد.
وتعتبر جمعية الصداقة الليبية- الأمريكية- التي أُسست في العام 2012، تهدف إلى تعزيز التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية في عدة مجالات.
وقالت رئيسة الجمعية المشاركة، ويندي كيسلك، اليوم السبت، إنها التقت ورئيس الجمعية الدكتور صلاح الدين شريف كلاً من المشرع بلجنة الخارجية والشرق الأوسط بمجلس الشيوخ الأمريكي، جوزيف بيرنتي، ومساعدي كل من عضو الكونجرس السيناتور، جون ماكين، وعضو الكونغرس السيناتور، راين كوستيلو، لتوضيح الأزمات الإنسانية التي يعانيها السكان في ليبيا.
وأكدت كيسلك رغبة جميع المسئولين الأمريكيين في معرفة حقيقة الأوضاع في ليبيا التي غابت عنهم؛ بسبب عدم وجود سفارة لبلادهم بها منذ أزمة القنصلية في 2012، مؤكدةً أن جمعية الصداقة الليبية- الأمريكية نقلت بشكل كامل معاناة المدنيين في بنغازي وليبيا عمومًا.
وأشارت كيسلك إلى أن العالم الخارجي غير مدرك لحقيقة الأزمة الإنسانية الحادة التي أثرت على حياة المدنيين في بنغازي، حيث جرى الاعتداء على عدد من المستشفيات، بينما تعاني أخرى نقصا في الأدوية والإمداد الطبي.
كما جرى إيقاف الدراسة في المدارس والجامعات لما يقارب العام الكامل، وامتلأت المدارس داخل بنغازي وخارجها بالمهجرين والنازحين الفارين من جحيم الاشتباكات، كما يعاني السكان انقطاع الكهرباء والاتصالات ونقص المواد الغذائية الأساسية، في ظل جمود تام طال أغلب جوانب الحياة. وفق تعبيرها.

"فجر ليبيا" والجيش الوطني ومواصلة القتال

فجر ليبيا والجيش
على صعيد العمليات القتالية التي تشهدها البلاد، تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش الوطني وميليشيات فجر ليبيا غرب العاصمة طرابلس.
وقال شهود عيان من منطقة الزهراء بورشفانة: إن القتال العنيف تستخدم فيه كافة الأسلحة الثقيلة مع تقدم بطيء للجيش تجاه كوبري الزهراء، الذي لا يفصله عن العاصمة أكثر من 15 كيلومترا.
وفي ذات السياق، أفاد شهود عيان من غرب ليبيا بتوالي قصف سلاح الجو التابع للجيش مقار ومعسكرات الميليشيات في أم شويشة بالعجيلات ومعسكر العسة برقدالين غرب البلاد، مع استمرار القتال بشكل أشد خلال اليوم في المنطقتين.
وبحسب تصريحات سابقة لقياديين عسكريين من الجيش فإن الجيش ينفذ الخطوة الثانية منذ أيام من خطة تحرير العاصمة والتي تقضي بالسيطرة على منطقة ورشفانة الاستراتيجية بالنسبة للعاصمة، حيث تتيح تقطع السيطرة عليها قطع خطوط التواصل بين فصائل ميليشيات فجر ليبيا بغرب البلاد وأنصارها في مصراتة.

شارك