بعد فترة من تناحر جماعات الإرهاب في ليبيا۔۔ "داعش" يعود باستهداف السفارة الكورية

الأحد 12/أبريل/2015 - 08:19 م
طباعة بعد فترة من تناحر
 
استمر تنظيم "داعش ليبيا" في تنفيذ عملياته الإرهابية، في العديد من المناطق الليبية التي يسيطر عليها، خاصة أن ليبيا تعاني من الانفلات الأمني منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، حيث قتل شخصين بينهما حارس أمن وأصيب شخص ثالث بجروح في العاصمة الليبية طرابلس اليوم (الأحد)، بعد إطلاق مسلحون النار على سيارة أمن كانت متوقفة أمام سفارة كوريا الجنوبية.
بعد فترة من تناحر
الهجوم الإرهابي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش ليبيا) الإرهابي، وجاء بعد فترة هدوء من مثل هذه العمليات، حيث صب التنظيم اهتمامه في قتال الجماعات الإرهابية الأخرى مثل جماعة (فجر ليبيا) الذراع المسلح لجماعة الاخوان، في وقت تشن القوات النظامية التابعة للحكومة في طبرق بقيادة اللواء حفتر، عملية "تطهير لبيبا "من الجماعات الإرهابية.
حيث شنت عناصر تابعة لتنظيم "داعش" في مدينة سرت، الليبية الجمعة الماضية، هجومًا مفاجئًا على قوات فجر ليبيا قرب جامعة سرت، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وقذائف "RBJ"، ولاذوا بالفرار بعد أن رد عليهم أفراد الكتيبة. 
وقال مصدر عسكرى أمس (السبت)، إن القوات التابعة لـ "الكتيبة 166" ما زالت متمركزة فى مواقع الثلاثين والقبيبة وبوابة الخمسين غرب سرت، وكذلك فى طريق النهر والغربيات وأبو هادى جنوب سرت، وأيضًا على طريق السواوة ومقر جهاز استثمار النهر الصناعى الذى يبعد عن المدينة 13 كيلو مترًا شرقًا.
وتتمركز عناصر "داعش" في مقر رئيسي بمجمع قاعات واغادوغو، والمقار الحكومية والمجمع الإداري وجامعة سرت، والطريق الرابط بين منطقة الجيزة العسكرية والجامعة، فضلاً عن تمركز آخر جوار إذاعة سرت ومقر الأمن الداخلي وسط المدينة وفندق المهارى والمعهد العالي ومنطقة السبعة والظهير غرب سرت. 
بعد فترة من تناحر
مدير الأمن الدبلوماسي في وزارة الداخلية العقيد مبروك أبو ظهير، أفاد أنه "تم الإبلاغ عن منفدي الهجوم الذين كانوا يستقلون سيارة بدون لوحات، وجاري عمليات التحري والمتابعة من قبل الأجهزة الأمنية للكشف عن منفدي الهجوم المسلح".
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الحادث، مشيرة الى أن ثلاثة كوريين جنوبيين بينهم دبلوماسيان كانوا في السفارة ساعة وقوع الهجوم لكنهم لم يصابوا بأذى، وأضافت: "لا نعلم ما إذا كان الهجوم يستهدف السفارة أو الحراس الليبيين المكلفين بحمايتها".
تنظيم "داعش" على موقع تويتر تبنى الهجوم، وقال "قام جند الخلافة في مدينة طرابلس بتصفية عنصرين من حرس سفارة كوريا الجنوبية، ولله الحمد والمنة".
إرهاب "داعش" لم يتوقف عند ذلك الحد بل امتد ليصل إلى المدينين، حيث قال أحد أعيان المنطقة السكنية الأولى، إن ثلاثة من سكان الحى أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى، بعد تعرضهم لرصاص قناصة تابعة لتنظيم "داعش"، مضيفًا أن مجموعة مسلحة من سكان المنطقة تبادلوا إطلاق الرصاص مع هؤلاء القناصة الذين تمركزوا أعلى العمارات السكنية التابعة لشركة ليبيا للتأمين، الخالية من السكان في أعقاب تضررها خلال حرب التحرير العام 2011. 
في السياق، قال مسعفون إن 10 أشخاص قتلوا أمس، في مدينة بنغازي في اشتباكات بين قوات الجيش وجماعات إسلامية متطرفة، موضحين أن كتيبة دبابات وشبانا مسلحين خاضوا معارك ضد قوات تابعة لـ "مجلس الشورى" الذي يتألف من جماعات مسلحة تضم متشددين إسلاميين في أحد الأحياء الجنوبية.

عمليات داعش ليبيا:

عمليات داعش ليبيا:
وتبنى تنظيم "داعش" ليبيا عدد من العمليات الإرهابية التي تم تسجيلها انها الأكبر للتنظيم منذ الإعلان عن نفسه في سبتمبر 2014، ومن بين هذه العمليات:
1 - التفجير أمام السفارة الجزائرية: 
تبنى تنظيم الدولة الاسلامية،"داعش"، فرع ليبيا التفجير الذي وقع بالقرب من مقر السفارة الجزائرية في العاصمة طرابلس، في 18 يناير 2015، وتضاربت الأنباء عن طبيعة الانفجار حيث أفادت تقارير بأن قنبلة ألقيت من سيارة على السفارة فيما تحدثت تقارير أخرى عن انفجار السيارة .
وأفاد شهود عيان وقتذاك، بأن مجهولين ألقوا حقيبة متفجرات على مبنى السفارة أوقعت ثلاثة جرحى بينهم شرطي، وألحقت أضراراً مادية بالمبنى والسيارات القريبة، لكن مصادر لـ "قناة العربية" أكدت أن سيارة مفخخة هي من كانت تقف وراء العملية.
وقال مسؤول في جهاز الأمن الدبلوماسي إن "حقيبة متفجرات استهدفت السفارة الجزائرية في منطقة الظهرة وسط طرابلس مخلفة ثلاثة جرحى وأضراراً مادية بالمبنى والسيارات" المتوقفة قربها .
وأوضح أن "سيارة مرت بجانب السفارة وألقى من فيها حقيبة المتفجرات على سيارة الشرطة قرب غرفة الحراسة وانفجرت بعد لحظات"، وأضاف أن "شرطياً في جهاز الأمن الدبلوماسي أصيب بجروح بالغة، في حين تعرض مواطنان تزامن مرورهما ساعة الانفجار لإصابات طفيفة وغادرا المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم".
بعد فترة من تناحر
2 - تفجير فندق كورنثيا:
تبنى تنظيم "داعش" ليبيا تفجير فندق "كورنثيا" في 28 يناير 2015، وبث أحد المواقع التابعة له، صور ثاني منفذي العملية، ما اعتبر تأكيدا من التنظيم على مسؤوليته عن الهجوم، بعدما اتهمت حكومة طرابلس وقتذاك اللواء خليفة حفتر بالوقوف وراء الحادث الذي قالت إن المستهدف منه كان عمر الحاسي رئيس الحكومة.
وظهر في ثاني إعلان التنظيم شاب في العشرينيات من عمره قيل إنه أحد منفذي الهجوم، حيث أوضح تعليق مكتوب على صورته بأنه "أبوسليمان السوداني الإنغماسي الثاني في غزوة أبو أنس الليبي"، حسب ما جاء في التعليق.
وكان الموقع ذاته نشر صورة لشاب تونسي قال إنه "الإنغماسي الأول في الغزوة"، بحسب تعبيره.
 وكان المركز الأميركي لمراقبة مواقع التنظيمات المتطرفة (سايت) قد أكد، في منشور له أن "الهجوم على كورنثيا كان بالفعل من تنفيذ فرع داعش في ليبيا".
وعلى الرغم من أن تنظيم داعش أطلق على الحادث أمس "غزوة أبو أنس الليبي"، فإن عبدالله نجل أبو أنس أعلن تبرؤه وأسرته من الهجوم، معتبرا في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك" أن "الاعتداء حادث لا يرضاه الله رسوله، وأن والده بريء من هذا الفعل".
وأبو أنس الليبي الذي أعلن داعش أن هذه العملية انتقام لمقتله، هو قيادي في تنظيم القاعدة كان متهما بالمشاركة في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في إفريقيا في 1998، حيث اعتقله عناصر من القوات الأميركية الخاصة في عملية نفذت في أكتوبر 2013 في العاصمة الليبية طرابلس. وقد أعلنت وفاته في مستشفى في نيويورك أوائل الشهر الجاري قبل أيام من بدء محاكمته.
بعد فترة من تناحر
3 - ذبح 21 مصرياً قبطياً:
وتعتبر ثالث أكبر عملية إرهابية يتبناها التنظيم هي ذبح 21 مصرياً قبطياً في ليبيا، في 15 فبراير 2015، والتي ردت الحكومة المصرية على ذبحهم بتنفيذ ضربات جوية على معاقل التنظيم في منطقة درنة بعد ساعات من إعلان التنظيم تبنيه العملية.

شارك