سكان "اليرموك" يصرخون..وداعش والنصرة يتراجعون

الأربعاء 15/أبريل/2015 - 09:13 م
طباعة سكان اليرموك يصرخون..وداعش
 
بعد تفاقم الوضع الإنساني في مخيم اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، انسحبت أعداد كبيرة من عناصر داعش وجبهة النصرة، بعد أن كانوا يسيطرون على المخيم عقب اقتحامهم  له منذ أيام، في حين تتمركز القوات الحكومية خارج المخيم، وتفرض حصاراً محكماً عليه، بالرغم من روايات شهود العيان بشأن استمرار المعارك داخل المخيم.

سكان اليرموك يصرخون..وداعش
وقال مراقبون أن عدد السكان الباقين في مخيم اليرموك يقدر بنحو 6 آلاف شخص فقط، بينما كان عددهم عندما سيطر تنظيم داعش عليه قرابة 18 ألف نسمة، فيما ضم قبل بدء الصراع في سوريا عام 2011، نحو 160 ألف لاجئ فلسطيني، في الوقت الذي يري فيه المهتمين بالملف السوري تردى أوضاع سكان المخيم واستمرار معاناتهم من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه النقية والكهرباء.  
وأشار شهود عيان إلى استعادة د مقاتلون فلسطينيون مزيدا من الأراضي من تنظيم "داعش"، وقال ناطق باسم فصيل فلسيطيني لـ BBC إن الجهاديين أرغموا على التراجع من بعض المناطق التي استولوا عليها مؤخرا، وأن الفصائل الفلسطينية أرغمت مسلحي "داعش" على التراجع.

سكان اليرموك يصرخون..وداعش
وقال سامي حمزاوي، وهو ناشط فلسطيني من المخيم لكنه يعيش حاليا خارج سوريا إن مقاتلي تنظيم "أكناف المقدس" المرتبط بحركة حماس استولى على عدة مباني ويحقق حاليا تقدما انطلاقا من المناطق التي يسيطر عليها في شمال شرقي اليرموك.
ونقلت تقارير اعلامية عدم فرار جميع العائلات من مخيم اليرموك، إذ اعتصم عشرات الرجال والنساء، منهم من لوّح بالعلم الفلسطيني، الأحد الماضي داخل المخيم، وقالت إحدى المشاركات في الاعتصام إن هذه الخطوة تأتي للإشارة إلى صمود سكان اليرموك وعدم مغادرتهم للمخيم سوى للعودة إلى فلسطين.

سكان اليرموك يصرخون..وداعش
أضافت الأم البالغة من العمر 40 عاماً إنها لا تريد مغادرة المخيم رغم محاربة الجوع والأمراض، لافتة إلى خشيتها من إلقاء القبض عليها من قبل قوات الأمن السورية، مشددة على أن كثيرين ينظرون إلى الأمور بالطريقة نفسها في المخيم.
من جانبه قال وزير الاعلام عمران الزعبي إن "عدد الموجودين في المخيم أقل من 6 آلاف. عملية الخروج ما زالت مستمرة".
ونقلت وكالة رويترز عن امرأة تبلغ من العمر 40 عاما وأم لطفلين من داخل مخيم اليرموك "ما عندنا شيء. حتى أبسط مستويات المعيشة، الخبز المهرب إلى المخيم يباع أحيانا بما يزيد 170 مرة على سعره العادي. وتبدو خزانات المياه مثل المستنقعات القذرة، ولا تعمل شبكة الكهرباء كما أن المياه جفت في صنابير البيوت، وتعلم السكان استغلال ما في خطوط التليفونات من قدر يسير من الكهرباء لإنارة بعض المصابيح الصغيرة ليلا.

سكان اليرموك يصرخون..وداعش
وقالت امرأة أخرى تحتضن رضيعها إنها اعتقدت أنها ستموت قبل أن تتمكن من الهرب، وأضافت "خلال الساعات الأخيرة عشنا في بؤس حقيقي وفقدنا الأمل في البقاء على قيد الحياة. وكنا ننتظر الموت مع أطفالنا."
من ناحية آخري قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن سكان المخيم أصبحوا تحت رحمة "سيف ذي حدين" العناصر المسلحة داخل المخيم والقوات الحكومية خارجه.
يذكر انه سقط أكثر من 220 ألف قتيل في الحرب الأهلية السورية التي بدأت عقب احتجاجات أطلقت شرارتها انتفاضات الربيع العربي في مارس آذار عام 2011 وقمعتها قوات الأمن، حيث تقاتل القوات الحكومية جماعات مختلفة من المعارضة بعضها جماعات جهادية متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وأحيانا تتقاتل هذه الجماعات، في الوقت الذى ترتب عليه تسجيل أربعة ملايين سوري لدى الأمم المتحدة كلاجئين في عدة دول كما اضطر نحو 6.5 مليون سوري للنزوح عن بيوتهم داخل سوريا.

شارك