البرلمان الأوروبي يعمِّق أزمة تركيا.. ويطالب بالاعتراف بمذبحة الأرمن

الأربعاء 15/أبريل/2015 - 10:32 م
طباعة البرلمان الأوروبي
 
مع اقتراب إحياء أرمينيا لمذبحة الأرمن على يد العثمانيين أجداد أردوغان، تصاعدت حدة الانتقادات من تركيا للأرمن والدول التي أبدت تعاطفها مع ضحايا هذه المذبحة، ونظرًا لقرب الاحتفال بمئوية المذبحة، وتسليط الضوء عليها، تنتقد السلطات التركية أي شخص أو دولة أو منظمة تجدد الحديث في المذبحة.

البرلمان الأوروبي
وجاء قرار البرلمان الأوروبي الذى حمّل تركيا مسئولية المجازر الجماعية التي فاق عدد قتلاها المليون ونصف المليون أرمني مدني، ماتوا منذ مئة عام قبيل اضمحلال الإمبراطورية العثمانية، ليثير موجة جديدة من الانتقادات للحكومة التركية، بعد أيام من اعتبار البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أن ما حدث للأرمن إبادة جماعية.
ودعا البرلمان الحكومة التركية إلى الاعتراف بوقوع هذه المذابح عام 1915، وعدم الاستمرار في إنكارها، والعمل من أجل إنجاز عملية مصالحة مع الماضي، فـ"على تركيا تحمُّل مسئولية ماضيها، وشدد البرلمانيون في قرارهم على أن الاعتراف بالمذابح سيساعد تركيا وأرمينيا على تحقيق المصالحة وتطبيع العلاقات الثنائية.
وربط البرلمانيون الأوربيون الاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" بحق الأرمن وبين القيم الأوروبية، مشيرين إلى ضرورة أن تعمد أنقرة إلى الاعتراف بما حدث في الماضي لو أرادت الاقتراب من المعايير الأوروبية، كما طالب القرار المفوضية الأوروبية العمل على وضع مسألة الاعتراف بمذابح الأرمن كشرط من أجل تقدم تركيا على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
من جانبه قال النائب الأوروبي المجري بينيديك يافور "إنها إبادة ولا يمكن أن تحل الخلافات بواسطة انكار الحقائق لكن بواسطة مواجهة صادقة ونزيهة لأحداث الماضي"، أمام مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل تحدثت إلى يورونيوز ناشطة أرمنية تابعت تصويت البرلمان الأوروبي ووصفته "بالخطوة التي تثبت أن قضية الشعب الأرمني ليست منسية، وأن الأمل يبقى بمتابعة شاملة للموضوع".

البرلمان الأوروبي
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد بقوله قبل التصويت على القرار في البرلمان الأوروبي "مهما يكن قرار البرلمان الأوروبي حول مزاعم الإبادة الجماعية للأرمن فإنه سيدخل من أذن ويخرج من الأخرى".
من جانبه قال سفير تركيا لدى الاتحاد الأوروبي سليم ينال "البرلمان الأوروبي يرتكب مرة جديدة خطأ تاريخيًا مهينًا لتركيا وشعبها، وهذا أمر غير مقبول، لأنه أحادي الجانب، اتُخذ دون استشارة أو حوار، فلا قيمة قانونية للقرار، ولا أهمية له بالنسبة لتركيا، ولن يؤثر على العلاقات مع الاتحاد.
وفى هذا السياق، لا تزال تصريحات بابا الفاتيكان تثير السلطات التركية، وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن البابا فرانسيس انضم إلى جبهة الشر ضد تركيا، وذلك عقب وصف البابا لمذابح الأرمن في العصر العثماني "بالإبادة الجماعية، وهناك جبهة من الشر تشكل ضدنا، الآن انضم البابا إليها وإلى هذه المؤامرات".
وسبق أن وصف بابا الفاتيكان مقتل ما يقدر بنحو 1.5 مليون أرمني "بأول إبادة جماعية في القرن العشرين".
ونتيجة لهذه التصريحات، استدعت تركيا سفيرها في الفاتيكان، وذلك للتشاور معه، وسط خلاف دبلوماسي متصاعد حول الأمر.
كما سبق وأن اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون ذبح الأرمن على يد الأتراك العثمانيين قبل 100 عام بالجريمة الوحشية.
البرلمان الأوروبي
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام يدرك تماما الحساسيات المتعلقة بتوصيف ما حدث عام 1915 وإحياء الذكرى الـ100 لتلك الأحداث المأساوية في 24 من الشهر الجاري من قبل دولة أرمينيا والكثيرون حول العالم. 
ويرى مراقبون أن تركيا تخشي من اعتراف الولايات المتحدة بالمجازر باعتبارها "إبادة" لا سيما وأن 44 مشرِّعاً أمريكياً قدّموا في 18 مارس قراراً حثوا فيه الرئيس باراك أوباما على ذلك.
من جانبه قال مراد يتكين رئيس تحرير النسخة الإنجليزية لصحيفة "حرييت": إن الاستراتيجية الرئيسية لأرمن الشتات كانت في تشجيع الولايات المتحدة على الاعتراف بذلك، ليس فقط لما له من تأثير سياسي ومعنوي ولكن كذلك بسبب تبعاته القانونية".

شارك