كينيا.. تمويل الإرهاب مستمر.. وصلاةٌ على ضحايا "حركة الشباب"

الأربعاء 15/أبريل/2015 - 10:38 م
طباعة كينيا.. تمويل الإرهاب
 
مازالت الدموع في كينيا ساخنة لم تجف والدماء ملتهبة في القلوب، حيث لم تدفن العيون جثث الطلبة الـ148 الذين قتلتهم حركة الشباب الصومالية، وأعرب أساقفة كينيا عن "الأمل بأن تواجه الحكومة مشكلة الإرهاب بعمق لمنع هذه الحوادث من الوقوع مرة أخرى"، تعليقا على هجوم حركة (الشباب) الصومالية على جامعة غاريسا الكينية وقتل حوالي مائة وخمسين طالبًا مسيحيًا، وفي رسالة تعزية لمذبحة غاريسا، حملت توقيع رئيس أساقفة نيروبي ورئيس مجلس أساقفة كينيا الكاردينال جون نجوي، نيابة عن أساقفة البلاد، "رُفعت الصلاة لأجل المائة وثمانية وأربعين شخصا، الذي قتلوا في الهجوم"، داعيا "المؤسسات الكنسية إلى تقديم المساعدة للضحايا وأسرهم"، مطالبا في الوقت نفسه "الحكومة بتعزيز الإجراءات الأمنية، وبشكل خاص في المؤسسات التعليمية بالبلاد، ومعالجة العيوب الواضحة في الأجهزة الأمنية"، حسب قوله، وتابع الكاردينال نجوي "إنه لأمر محزن تطرف العديد من الشباب الكينيين إلى حد ارتكاب أعمال إرهابية ضد مواطنيهم، ومن المؤسف أن بعض الإرهابيين يعيشون بيننا ولا أحد يبلغ السلطات المختصة عنهم"، وإذا "كنا ننتظر من الحكومة ضمان أمن الجميع في البلاد بأسرها، فإننا نؤكد أننا جميعا نتحمل مسئولية مساعدتها في السهر وتوفير المعلومات عن الأشخاص والحالات المشبوهة في بيئتنا".
في مقابلة خص بها إذاعة الفاتيكان قال رئيس أساقفة نيروبي أن ما يدور في كينيا هو صراع مؤلم وليس حربًا بين المسيحيين والمسلمين، كما وندد بالمجزرة التي قام بها الجهاديون بحق 148 طالبًا مسيحيًا في جامعة جاريسا في 2 ابريل، أما عن الكنيسة الكاثوليكية فقال إنها تحاول جاهدة لتهدئة الأوضاع والمساهمة في المصالحة بين الجماعات الدينية المختلفة.
إلى جانب ذلك دعا الكاردينال الجميع إلى الوحدة وإلى بذل كل ما بوسعهم كي لا يتكرر هذا الأمر المؤلم من جديد، ودعا قادة البلاد إلى الجلوس حول طاولة حوار لإيجاد حلول تحول دون المواجهة بين المسيحيين والمسلمين، هذا وشدد على أن العمل الإرهابي قام به الجهاديون وأن شباب كينيا لن يصبحوا مهمشين إن تمت مرافقتهم بشكل صحيح.
أخيرًا وعد الكاردينال برفع الصلاة عن روح الضحايا وعلى نية كل شباب البلاد مؤكدًا أن الناس لا يشعرون بالأمان وأنه يجب على الحكومة أن تبذل جهودها كافة لتعزيز الأمن في البلاد.
قالت سينيثا تشيرواتي، 19 عامًا، والناجية من مذبحة قتل 148 مسيحيًا بجامعة جاريسا في "كينيا"، "إنها اختبأت داخل خزانة ملابس عندما هاجم مسلحو حركة الشباب الإسلامية الصومالية جامعة كينية وظلت تشيرواتي تستمع لصراخ زملائها وإطلاق النار الكثيف من المسلحين لمدة 13 ساعة، وقد استمر القتل حتى وصلت القوات الخاصة الكينية". 
وأضافت، في تصريحات لها وفق موقع "التليجراف"، "قضيت ليلتين أخريين في الظلام أصلي من أجل النجاة وكنت أشرب من ”شامبو غسول الجسد“ لأقاوم العطش، ثم وجدني عمال الإنقاذ أثناء حصر الجثث في غرف نوم الطلاب المليئة بالدماء" في صباح السبت، وكنت أعتقد أن رجال الشرطة إرهابيون متنكرون حتى وصل أحد المدرسين وأخبرني أنني بأمان". 
وتقيم سينيثا في المستشفى بعد نجاتها من مذبحة جامعة جاريسا التي قتل فيها 148 شخصًا بينهم ثلاثة رجال شرطة وثلاثة من الجيش وحارسي أمن، وقال الرئيس الكيني أورو كينياتا، الأحد الماضي، "إنه سوف يتخذ إجراءات قاسية ضد المليشيات الإسلامية"، محذرًا من "أن الممولين والمخططين للهجمات مثل الذي حدث على جامعة جاريسا متأصلون في مجتمعنا".
وفي سياق متصل، قالت إحدى الطالبات، وهي حامل في شهرها الثامن "إنها لطخت نفسها بدماء صديقتها في محاولتها اليائسة للهروب". وتروي ”ميليسنت موروجي“ الطالبة من شرق كينيا "أن المهاجمين أخبروهم أنهم سرقوا أسلحة من الجيش الكيني". وتضيف "أنهم سخروا منا قائلين ”أنتم تدفعون الضرائب لشراء الأسلحة ونحن نستخدمها الآن لقتلكم، رجال الأمن جبناء ولن يستطيعوا حمايتكم".
وقالت أيضًا لجريدة كينيا دايلي "ببطء قمت بتلطيخ يدي ووجهي بدماء جثة كانت بجانبي. وتظاهرت بالموت لمدة 10 ساعات".
أما "فريد كاسكون" فقد سافر من غرب كينيا إلى المشرحة في العاصمة نيروبي حيث الجثث ليبحث عن ابنته إليزابيث ذات العشرين عامًا. كانت قد اتصلت به عند الفجر وقت الاقتحام، وقالت له: ”هناك إطلاق رصاص في كل مكان. اجعل أمي تصلي من أجلي. لا أعرف إن كنت سأنجو أم لا".  وجاءت المكالمة الثانية من هاتفها في الواحدة ظهرًا، وأخبره رجل "أن لديه دقيقتين ليتصل بالرئيس الكيني ويطلب منه انسحاب القوات الكينية من الصومال، وبعد لحظات، اتصل الرجل مرة أخرى وعندما جاء الرد غير إيجابي قال للأب: ”سأقتل ابنتك“، ثم تبع ذلك ثلاث طلقات نارية وأغلق الخط، عندما اتصل والد إليزابيث بالرجل مرة أخرى أخبره أن ابنته الآن قُتلت.

شارك