الأزمة السعودية – الإيرانية تؤجج الخلاف بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"

السبت 18/أبريل/2015 - 03:09 م
طباعة الأزمة السعودية –
 
في أعقاب الحرب التي تشهدها اليمن الآن، بين عاصفة الحزم بقيادة السعودية وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، اشتعلت حدة الخلافات بين كل من تيار المستقبل السعودي، وحزب الله الشيعي بقيادة حسن نصرالله، وتبادل الطرفان التهديدات فيما بينهما، كذلك تتصاعد وتيرة التهديدات الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية، في ظل "عاصفة الحزم".

تهديد إيراني

حسين سلامي نائب القائد
حسين سلامي نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني
فيما تؤيد إيران الحوثيين، تصر على أنها لا تزودهم بالرجال أو السلاح.. من جانبه هدد حسين سلامي نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، المملكة العربية السعودية بشكل صريح، حين طالب الحوثيين بتوجيه صواريخ بعيدة المدى، قال إنهم يملكونها، لضرب العمق السعودي. 
وجاء في تهديد سلامي أنه "آن الأوان لتستخدم جماعة الحوثي ما لديها من سلاح للرد على العدوان السعودي على اليمن". بحسب وصفه.
كما هدد حسن نصر الله، الأمين العام لميليشيا حزب الله السعودية، وقال يوم أمس الجمعة 17 أبريل 2015: إن التهديد الحقيقي ضد الحرمين الشريفين والمقدسات الدينية في مكة، يأتي من الداخل السعودي.
 وزعم نصر الله أن ما يحدث في اليمن هو عدوان سعودي – أمريكي على اليمن وشعبه، وأن الهدف الحقيقي وراء الحرب هو استعادة السعودية والولايات المتحدة وصايتهما على اليمن. زاعما أن الشعوب العربية لم تفوض السعودية لكي تشن حربا على اليمن باسمها.
واستعان نصر الله بتاريخ حزب الله في الحروب ضد إسرائيل، فضلا عن الدق على وتر الحرب السُّنية – الشيعية، في مقاربة لا تتناسب مع الواقع على الأرض، ومع مخططات طهران الرامية لبسط هيمنتها على المنطقة.

انتقادات لتصريحات نصرالله

انتقادات لتصريحات
يرى مراقبون أن تصريحات نصر الله تكشف النقاب عن الهدف الحقيقي من وراء تلك النبرة، ومدى الأهمية التي تبديها طهران تجاه المسألة اليمنية وحلفائها الحوثيين، حين أكد بعد كل ذلك في خطابه المتلفز أن عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى منصبه بعد هدوء الأوضاع في اليمن مستبعدة، وأنه لا يمكن لأي تسوية سياسية أن تعيد هادي رئيسا لليمن.
كما يرى آخرون أن تصريحات نصر الله تشكل تدخلا سافرا في الشأن اليمني الداخلي.
وتشير تصريحات نصر الله أنه حال عودة هادي، فإن التدخلات الإيرانية لن تتوقف، وأن سيطرة إيران على اليمن عبر جماعة "أنصار الله" الحوثي، كانت تمثل رؤية استراتيجية عميقة بالنسبة لطهران.
ويرى "حزب الله" أن مسئولي "تيار المستقبل" اعتادوا، على مدى السنوات الماضية، على شن هجمات عنيفة على الجمهورية الإسلامية في إيران، مطلقين الكثير من الاتهامات الباطلة والافتراءات التي لا أساس لها، خدمةً لمشاريع خارجية وأجندات "عربية وأجنبية".
وقال في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية: قد آثرنا، في حزب الله، ونحن نستمع إلى تلك الاتهامات والافتراءات، عدم الرد والتعليق عليها، حرصاً على مصلحة البلد، وحفاظاً على الوحدة بين اللبنانيين.
وأضاف: إلا أنه ومع اتخاذ حزب الله موقفاً واضحاً وصريحاً إلى جانب الشعب اليمني المظلوم، ثارت ثائرة تيار المستقبل ومسئوليه وإعلامه، وأخذوا في انتقاد هذا الموقف المبدئي والصريح، معبرين عن انزعاجهم منه، ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان هذا التيار مستاءً من رفض حزب الله لهذا العدوان أم من الانتقادات التي يوجهها للدول المتورطة فيه وعلى رأسها السعودية؟ مؤكدًا أن ارتباط تيار المستقبل بالقيادة السعودية وسعيه إلى إرضائها واستماتته في الدفاع عنها، لن يجعلنا نسكت على عدوان بهذا الحجم ضد شعب عربي مسلم شقيق.

المستقبل يرد على حزب الله

المستقبل يرد على
من الجانب الآخر، وصف أمين عام تيار "المستقبل"، أحمد الحريري، تصريحات مسئولي ميليشيات حزب الله بحق السعودية، بصراخ العاجز من وجع الحزم العربي الذي تقوده الرياض في وجه الهيمنة الإيرانية.
وشن أمين عام تيار المستقبل هجوما عنيفا على حزب الله، معلنا أن أجندته إنما هي ناتجة عن عاصفة الوهم الإيرانية، وأنه يغرق في معركة الدفاع عن مشروع الهيمنة الإيرانية في المنطقة، مشيرًا إلى أن عاصفة الحزم لن تكون مجرد صحوة تقف عند حدود اليمن، بل ستؤسس لعواصف حزم أخرى.
وزادت حدة التوتر، في أعقاب عملية عاصفة الحزم، التي قادتها السعودية في اليمن منذ 26 مارس الماضي، ومنذ ذلك اليوم تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لمسلحي جماعة "الحوثي" ضمن عملية عاصفة الحزم، وذلك استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية.
ويسعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى انعقاد حوار على المستوى الإقليمي والعربي حتى لا تذهب الأمور إلى التصعيد والمزيد من الحروب، خصوصا فيما يتعلق باليمن، وقد دعت كل الأطراف المعنية بهذه الأزمة دعت إلى الحوار.

مساع لانعقاد حوار

رئيس مجلس النواب
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري
اعتبر بري أن المشكلة تكمن في مكان انعقاد هذا الحوار، موضحًا أن الخيارات المتاحة عديدة بين سلطنة عمان والجزائر، وكذلك في لبنان لتسهيل هذا الأمر واستضافة الحوار.
وكان قد عرض فكرة عقد مؤتمر حوار بين الأفرقاء اليمنيين المتنازعين في سلطنة عمان، التي تتمايز عن بلدان الخليج في تعاطيها مع طهران أو الجزائر أو بيروت.
وكشف بري أنه طرح فكرة القيام بجولة على الجهات المعنية بهذا الملف في صنعاء وخارجها، إلا أن الرد العسكري كان أسرع من تحرك الجميع، مشيرًا إلى أنه على استعداد اليوم أن يقوم بهذا المسعى في حال توفر الظروف الملائمة.

إيران تنتقد السعودية

الرئيس الإيراني حسن
الرئيس الإيراني حسن روحاني
من جانبه، وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقادات شديدة للسعودية اليوم السبت 18 أبريل 2015، محذرا من أن الأسرة السعودية الحاكمة ستحصد ثمار الأحقاد التي تبذرها في اليمن، من جراء حملتها الجوية هناك.
وقال روحاني، خلال استعراض عسكري أقيم في طهران اليوم السبت بمناسبة يوم الجيش الإيراني: إن قتل المدنيين في اليمن لن يعود على السعوديين بالفخر أو القوة.
وتساءل: "ماذا يعني قصف الشعب اليمني البريء؟ أي أهداف تسعون لتحقيقها؟ هل قتل الأطفال سيزيد من قوتكم؟ لقد زرعتم بذور الكراهية في هذه المنطقة وسترون الرد عاجلا أم آجلا"، متهمًا السعودية بتزويد "الحركات الإرهابية" في الشرق الأوسط بالسلاح والمال.
وتابع: لا تقصفوا الأطفال والشيوخ والنساء في اليمن، فمهاجمة المظلومين ستعود بالعار على المعتدين.
ومنذ بدء عاصفة الحزم، تبادلت الرياض وطهران رسائل اتهام تتعلق جميعها بوضع حدود صارمة للنزاع المسلح في اليمن لمنع تحوله إلى حرب إقليمية أوسع. 
وجاءت الرسائل في شكل تحذير وطمأنة بين الطرفين، ومن بين الرسائل إجراء تم التوافق بشأنه لمنع الصدام بين سلاح البحرية السعودية وسفن شحن إيرانية تمر عبر مضيق باب المندب، وإجراء ثان لمنع الصدام بين سلاح البحرية الإيراني والسعودي. 

الاعتداء على السفارة السعودية في إيران

الاعتداء على السفارة
في ذات السياق، يواجه أعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية العاملين في سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة طهران، والقنصلية التابعة لها في مدينة مشهد شمال شرق إيران تهديدات جدية بعد تعرض مبنى القنصلية لاعتداءات من قبل متظاهرين إيرانيين.
تخشى السعودية من تكرار الاعتداءات بعدما نظمت جماعات متشددة بدعم من جهات حكومية عدة تجمعات خلال الأيام الماضية ضد سفارة المملكة وقنصليتها، بذريعة تعرض حجاج إيرانيين بمطار جدة، لتجاوزات.
وقد حملت وزارة الخارجية السعودية الحكومة الإيرانية مسئولية سلامة أفراد بعثتها من العاملين بإيران، حسبما ذكر عدد من الصحف السعودية.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد نقلت عن متحدث باسم وزارة الداخلية فتح تحقيق بمزاعم الإساءة على الشابين الإيرانيين في مطار جدة، مؤكدا على أنه "تم إحالة القضية والمتهمين فيها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق معهما واستكمال الإجراءات النظامية اللازمة".
ونشر موقع "ألف" الإيراني صورة للقنصلية السعودية في مدينة مشهد شمال شرق إيران، أمس تظهر سياجا عاليا تم تشييده حول المبنى، وذلك عقب تظاهرات يوم الأربعاء، حيث قام المتظاهرون بمهاجمة القنصلية وحطموا نوافذها وبعض مرافقها.
لم يكن الاعتداء على القنصلية السعودية هو الأول من نوعه، فقد قام متظاهرون في عام 2011 بالاعتداء على سفارة السعودية في طهران، كما قام حوالي 700 شخص بالهجوم على القنصلية السعودية رمياً بالحجارة في شهر مارس من نفس العام.

أسباب اشتعال الأزمة

أسباب اشتعال الأزمة
تشتعل حدة التوتر في الفترة الأخيرة بين السعودية وإيران بسبب عدد من الملفات أبرزها:
1- الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة.
2- الملف اليمني حيث تتهم الرياض طهران بدعم الحوثيين.
3- الملف السوري حيث تدعم طهران النظام السوري برئاسة بشار الأسد، وتدعم الرياض المعارضة السورية.
4- تتهم الرياض طهران بالتدخل في شئون دول المنطقة ولا سيما البحرين.

شارك