هل يحرر "حفتر" العاصمة الليبية "طرابلس" من الإرهاب؟

السبت 18/أبريل/2015 - 03:45 م
طباعة  هل يحرر حفتر العاصمة
 
تمثل العاصمة الليبية "طرابلس" أهمية خاصة في الصراع الليبي بين التيار الوطني الذي يقوده البرلمان الليبي المنتخب وبين الجماعات الإرهابية المسلحة التي تقودها جماعة الإخوان الليبية وأنصار الشريعة، ومن خلفهم تنظيم "داعش" الليبي والتي تسيطر فعليا على العاصمة حاليا، ولكن هناك مؤشرات إيجابية بدأت تظهر خلال هذه الأيام بعد ظهور بوادر انتفاضة داخل ضد الميليشيات الإرهابية المسلحة التي تسيطر عليها منذ منتصف عام 2014، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين سكان أحياء المناطق الشرقية والغربية والجنوبية بالعاصمة على طول طرقها الرئيسية، وميليشيات "فجر ليبيا" التي يسيطر عليها الإخوان  التي أعلنت أن الوضع تحت السيطرة في العاصمة، وأنه تمّ التفاوض مع أهالي الغرارات الذين قام أبناؤهم بإغلاق الطريق وسوف يقومون بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للدولة.
 هل يحرر حفتر العاصمة
وقالت غرفة عمليات ثوار ليبيا التابعة لميليشيات "فجر ليبيا" في بيان لها "بعد أن فشل أيتام الكرامة في إحداث فوضى داخل طرابلس قامت بعض خلاياهم بمحاولة خلق بعض القلاقل التي لا تشكل أي تهديد أمني وتم التعامل معها والوضع ممتاز".
وهناك العديد من المؤشرات التي تؤكد على أهمية معركة طرابلس، منها: 
1- السيطرة على مطار طرابلس الدولي والمقار الحكومية في المدينة يعني تحجيم نفوذ ميليشيات "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" وزيادة نفوذ قوات عملية الكرامة والحكومة المعترف بها دوليا. 
2- التحالفات الجديدة داخل المجموعات في المدينة تعزز من قوات الحكومة وتدفع المزيد من المترددين في المدن الغربية وبعض مدن الجبل وداخل طرابلس للانضمام إليها.
3- تحالف بقايا الجيش الليبي السابق مع قوات حفتر مثل كتيبة 101 في تاجوراء والشرطة العسكرية وكتيبة الصاعقة في غريان ومعسكرات تابعة للجيش في مدن باطن الجبل يعزز من قوات عملية الكرامة التي يقودها حفتر، ويعجل بالسيطرة على المدينة. 
 هل يحرر حفتر العاصمة
 على أرض الواقع يبدو أن الميليشيات الإرهابية بدأت في فقدان السيطرة على أجزاء بالمدينة، وتمثل ذلك فيما يلي: 
1- إخلاء مقر كتيبة ثوار طرابلس في مزرعة النعام بعد تعرضها للقصف من قبل سلاح الجو الليبي.
2- الهجوم على مقر مكافحة الجريمة بتاجوراء وهو أحد معسكرات ميليشيات فجر ليبيا ويقع على بعد 11 كيلومترا فقط شرق طرابلس. وقتل في الهجوم 14 جندياً من قوات الجيش. 
3- السيطرة على معسكر خميس سابقا من قبل قوات الجيش الليبي. 
4- السيطرة على بوابة غوط الرمان. 
5- إطلاق نار كثيف على منطقة فشلوم.
6- انتشار الاضطرابات في عدة مناطق بالعاصمة طرابلس، منها منطقة الغرارات جنوب قاعدة مطار معيتيقة.
7- شن سلاح الجو الليبي غارتين جويتين على معسكر النعام بنفس المنطقة، كما استهدف قاعدة معيتيقة ردا على الهجوم على حي فشلوم ومناطق أخرى بالعاصمة.
8- اندلعت اشتباكات في الضواحي الغربية من طرابلس مثل قرقارش والدريبي والحي الإسلامي والفلاح.
9- نشوب معارك عنيفة في مناطق العزيزية والزهراء بين ميليشيات فجر ليبيا وقوات الجيش 
 هل يحرر حفتر العاصمة
وعقب السيطرة على هذه المناطق وجه العقيد عثمان بوشوفه رئيس المجلس العسكري بتاجوراء وقائد الكتيبة 101 الدعوة لسكان بقية العاصمة للانضمام إليه، قائلا: "لقد دقت ساعة الحسم لتحرير طرابلس من المغتصبين والانقلابيين من ميليشيات فجر ليبيا، وآن الأوان يا شباب تاجوراء وسوق الجمعة وطرابلس بأكملها للالتحام بإخوانكم من شباب تاجوراء للالتحاق بالجبهات ضد الانقلابيين والانهزاميين من ميليشيات فجر ليبيا، آن الأوان لدحر هذه الميليشيات التي قتلت العباد ودمرت البلاد". وتابع: "اخرجوا الآن واجعلوها انتفاضة عارمة شامله في جميع أنحاء مدينة طرابلس لتحرير العاصمة".
ودعت غرفة عمليات الجيش جميع أفراد القوات المسلحة الليبية في طرابلس وكل الوحدات العسكرية الانضمام إلى كتيبة 101 تاجوراء في أسرع وقت.
 وفي الوقت نفسه أحكم الجيش الليبي سيطرته على جسر الزهراء الذي يعد موقعاً استراتيجياً في إطار خطة الحكومة لاستعادة طرابلس والرابط بين طرابلس والعزيزية، ونجح في ذلك بعد معارك عنيفة. 
 هل يحرر حفتر العاصمة
في المقابل رد المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا قائلا: "إن ما حصل في تاجوراء هو امتداد لما حصل طيلة أيام الجمعة التي مضت من المحاولات الإعلامية الانقلابية التي تدعي سيطرة (جيش حفتر) على العاصمة طرابلس، وما جاورها، وإن ما أراده حفتر من سيناريو بنغازي في طرابلس، وخصوصا على المستوى الاجتماعي وتحديدا في مدينة تاجوراء قد تم إبطاله تماما من قبل أعيان وحكماء وشرفاء وثوار تاجوراء دون تدخل أي جهة أخرى.
 هل يحرر حفتر العاصمة
 وأكد هشام الطيب الخبير الاستراتيجية بالشئون الليبية أن الجيش الليبي على وشك الدخول في معركة حاسمة مع الميليشيات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، وأنه أصبح يسيطر على أهم الأماكن الاستراتيجية بمحيط العاصمة طرابلس وهي (الساعدية – العامرية – العزيزية والزهراء الكبرى) وعلى وشك تحرير كامل منطقة ورشفانة.
 وكشف عن أن استمرار المعارك بمحيط العاصمة بين قوات الجيش الليبي وميليشيات فجر ليبيا، وأن معارك كر وفر تدور داخل بعض أحياء طرابلس، خاصة منطقة فشلوم بين الأهالي وكتيبة المدعو كاره التابعة لفجر ليبيا، وأن الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء عمر تنتوش يتقدم بخطى ثابته باتجاه العاصمة، وعناصر فجر ليبيا لن تستطيع الصمود أمام زحف قوات الجيش لا سيما أنهم صبية من صغار السن لا تتجاوز أعمارهم 17 عاما، وغير مدربين على القتال ولكن الجماعات الإرهابية استهوتهم بالمال.

شارك