ضغوط "إيران" تضع دولا كبرى في مواجهة "السعودية"

الأحد 19/أبريل/2015 - 12:27 م
طباعة ضغوط إيران تضع دولا
 
حالة من القلق يعيشها عدد من الدول الأوروبية عقب الحرب التي شنتها دول الخليج "عاصفة الحزم"، على جماعة الحوثيين في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، كان آخرهم باكستان التي رفضت الانضمام إلى عاصفة الحزم؛ ما أثار غضب الدول المشاركة.
ضغوط إيران تضع دولا
أجرى عدد من رؤساء الدول اتصالات بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، لإقناعه بوقف غارات عاصفة الحزم، وإعطاء موافقة سعودية على عودة فرقاء الأزمة في اليمن إلى الحوار على أساس المبادرة الخليجية، وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة وفرنسا والصين.
وبين مؤيد ومعارض للهجمات، أعربت جامعة الدول العربية عن دعمها للعمليات ضد الحوثيين في اليمن، وأعربت مصر عند دعمها ورغبتها بالمشاركة بقوة جوية وبحرية، وأعربت كل من السودان والمغرب وفلسطين ولبنان والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن دعمها للعملية العسكرية ولاستجابة دول الخليج لطلب الرئيس هادي لدعم الشرعية، وحتى استعادة اليمن استقراره ووحدته.
 وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام السوريان، ودار الإفتاء الليبية وحركة المقاومة الشعبية البلوشية أعلنت دعمها لعملية عاصفة الحزم وتأييد الشرعية في اليمن متمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. ودعت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن الشعب اليمني للتمسك بثورته، ونددت "باعتداءات الحوثيين واستباحتهم للدماء والأموال"، وطالبتهم "بتغليب صوت العقل والحكمة والانسحاب من جميع الأماكن التي احتلوها وعدم فرض وصايتهم على الشعب اليمني".
أعلنت الولايات المتحدة دعمها للعملية، ومشاركتها بالدعم الاستخباراتي فقط، دون العمل العسكري المباشر، وأعربت كل من بريطانيا وفرنسا وتركيا وبلجيكا وألمانيا وباكستان عن دعمها للعملية العسكرية ضد الحوثيين دون المشاركة عسكريًّا.
ونددت وزارة الخارجية الإيرانية، بالغارات الجوية التي استهدفت جماعة الحوثيين في اليمن، واصفة إياها بـ"الهجوم الخطير والمغاير للقوانين والأعراف الدولية"، وأوضح أنها ستزيد الأوضاع تعقيداً في اليمن.
ضغوط إيران تضع دولا
تأتي مساعي الدول لوقف عاصفة الحزم، نتيجة الضغوط التي تتعرض لها من إيران، حيث طالب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، المملكة العربية السعودية إلى تبني خطتها التي طرحتها لحل الأزمة اليمنية، مؤكداً على أنه لا حل في اليمن إلا عبر الحوار السياسي بين الفرقاء السياسيين في اليمن.
وقال لاريجاني: "ننصح السعودية بأن تخرج من مستنقع اليمن بتبني خطة إيران للحل السياسي"، مضيفاً: إن الهجوم على اليمن يصب في صالح إسرائيل.
وأدان لاريجاني العدوان السعودي على الشعب اليمني بقوة، قائلا: إن السعودية تدعي بأنها دولة إسلامية، متسائلا: "أي إسلام يقبل بقتل المسلمين الأبرياء وهدم بيوتهم"؟ لافتاً إلى أن الحكومة السعودية سلكت الطريق الخطأ من خلال شن عدوان سافر على الشعب اليمني، وسوف تجلب كراهية المسلمين ضدها.
وكانت قدمت إيران خطة للأمم المتحدة تتمثل في أربع نقاط لإنهاء النزاع الجاري في اليمن، حيث وصفها المتحدث باسم الحكومة اليمنية "راجح بادي" بأن هدفها فقط المناورة السياسية.
وتسلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خطابًا أول أمس الجمعة بخطة من أربع نقاط لإحلال السلام في اليمن ودعا إلى وقف الحملة الجوية "العبثية" على حد وصف الخطاب، التي تقودها السعودية على المتمردين الحوثيين.
فيما رفضت عدة دول خليجية دعوة بان كي مون إلى أن توقف جميع الأطراف في اليمن إطلاق النار فورا.
يأتي هذا المطلب الإيراني في ظل رفض المملكة السعودية لأي دور إيراني محتمل في حل الأزمة اليمنية.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، كشف عن "خطة إيرانية" من أربع نقاط، لحل الصراع بين الفرقاء في اليمن، وتنص تلك المبادرة على وقف فوري لإطلاق النار في البلاد، وإنهاء كل الهجمات العسكرية، وتقديم المساعدات الإنسانية، واستئناف حوار وطني نافع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تقصي أحدا.
ضغوط إيران تضع دولا
وجدد ظريف معارضة بلاده للعملية العسكرية "عاصفة الحزم"، التي تشنها دول عربية وخليجية"، منذ أكثر من عشرين يوماً، ضد الحوثيين والقوات الموالية لهم في أنحاء اليمن.
ودعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقال له بـ"واشنطن بوست"، الحوثيين للاستسلام، ووقف تقديم الخدمات لإشباع طموحات الآخرين، في إشارة منه إلى إيران التي يتهمها هادي بدعم الحوثيين للسيطرة على اليمن.
فيما تصر السعودية والدول المشاركة في التحالف العربي على استمرار الحرب لحين تراجع الحوثيين إلى ما قبل سيطرتهم على صنعاء، وتسليم أسلحتهم إلى القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وقال البيت الأبيض في بيان: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث هاتفيا مع العاهل السعودي لبحث التطورات في اليمن، وأنهما اتفقا على أن التوصل إلى حل سياسي من خلال التفاوض ضروري لتحقيق استقرار دائم في اليمن.
وأعلنت الخارجية الصينية أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغ الملك سلمان خلال مكالمة هاتفية أنه ينبغي عليه زيادة المساعي لإيجاد حل سياسي للأزمة.
ودعا الرئيس الصيني جميع الأطراف للامتثال لقرارات مجلس الأمن ومقترحات مجلس التعاون الخليجي لضمان الاستقرار في اليمن بأسرع وقت ممكن.
وكان ملف اليمن محور محادثة أخرى بين الملك سلمان والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
ويرى مراقبون أن اتصال رؤساء ثلاث دول كبرى بالعاهل السعودي يكشف رغبة دولية في الوصول إلى حل للأزمة اليمنية، مع مراعاة الموقف السعودي وبقية دول تحالف عاصفة الحزم ذات الثقل السياسي والاقتصادي الإقليمي والدولي.
وتسعى الدول الأعضاء في مجلس الأمن على وقف الحرب، سواء القصف الجوي لدول التحالف أو المعارك البرية بين الحوثيين واللجان الشعبية، وذلك من خلال القرار الأخير لمجلس الأمن والمبادرة الخليجية كأرضية لأي انتقال سياسي.
ضغوط إيران تضع دولا
وكان مجلس الأمن الدولي قد أقر مشروع قرار خليجيا تحت الفصل السابع، يطالب الحوثيين في اليمن بالانسحاب ووقف العنف مع فرض عقوبات عليهم وحظر الأسلحة الخاصة بهم، بأغلبية 14 صوتا مع امتناع دولة واحدة هي روسيا.
وطالب القرار، ميليشيات الحوثيين بالانسحاب من العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى التي سيطروا عليها، وتطبيق ووقف الأعمال أحادية الجانب التي يقومون بها.
ويستهدف القرار زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ونجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أحمد، عبر إدراجهما على لائحة عقوبات تشمل مسئولين آخرين، مما يعني منعهما من السفر وتجميد ممتلكاتهما.
وأكد المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري، مرارا وتكرارا، أن عاصفة الحزم لن تتوقف حتى تحقق أهدافها، وهي انسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها بالقوة والاعتراف بشرعية الرئيس هادي، والتمسك بشرط انسحاب الحوثيين من عدن وصنعاء وانكفائهم إلى صعدة هو ما يفسر الغضب الخليجي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، والتي دعا فيها إلى وقف إطلاق النار فوريا في اليمن.
فيما يتوقع المراقبون عدم وقف عاصفة الحزم قبل القمة الأمريكية الخليجية المقررة في كامب ديفيد في 13 مايو المقبل، وهي القمة التي ينتظر أن تتضح فيها للقادة الخليجيين سياسة أوباما تجاه إيران وأمن الخليج.
وتضع الضغوط الإيرانية عددا من الدول الكبرى على رأسهم أمريكا وفرنسا والصين، في مواجهة المملكة العربية السعودية.

شارك