"بوكو حرام" خليفة "داعش" في الذبح

الأحد 19/أبريل/2015 - 03:28 م
طباعة بوكو حرام خليفة داعش
 
يتسابق التنظيميان الإرهابيان في العمليات الوحشية التي يقومان بها، كل في مكان تواجده، ففي الوقت الذي يقوم فيه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بعمليات الذبح والقتل، ترد عليه الجماعة الإرهابية بوكو حرام في نيجيريا بنفس النهج.
ويسعى بوكو حرام في استنساخ صورة من "داعش" في العلميات الإرهابية التي يقوم بها، والوصول إلى مرحلة متقدمة في أساليب القتال. على حد وصف بعض الخبراء.
بوكو حرام خليفة داعش
تحت شعار "حتى تأتيهم البينة"، قام تنظيم "داعش" الوحشي بقتل مجموعة من المسيحيين الإثيوبيين في ليبيا، وعرض التنظيم مشهدين متداخلين.
ويظهر في المشهد الأول من الفيديو، بمدينة فزان، لمجموعة من الأقباط الإثيوبيين، وفق ما أذاعوه بعنوان "رعايا الصليب من رعايا الكنيسة الإثيوبية"، وهم يرتدون الملابس السوداء، ومنساقون كما حدث مع الأقباط المصريين، وخلفهم جنود التنظيم يحملون الأسلحة النارية.
بينما يظهر في المشهد الثاني مجموعة من الأقباط الإثيوبيين، وهم يرتدون الزي البرتقالي على شاطئ مدينة برقة الذي ذبح عليه المصريون، ويتحدث نفس الشخص الملثم الذي ظهر في فيديو ذبح الأقباط المصريين، عن المعركة بين ما أسماه بين الباطل والحق، ورفض دفع هؤلاء الأقباط الجزية، وبعدها يظهر الأقباط في فزان، لحظة إطلاق الرصاص عليهم، بينما يظهر الأقباط في برقة، أثناء ذبحهم.
وبدأ الفيديو كما نشره التنظيم الإرهابي برواية قصة النبي "عيسى"، وبعدها رصد تاريخ المسيحية والكنائس المختلفة حتى ظهور الإسلام.
مدة الإصدار كانت 29 دقيقة يكفر فيها الأقباط حيث استعان بفتاوى لابن تيمية، وقال أبو مالك بن أنس النشوان أحد قادة التنظيم في الإصدار: "تعاملت الدولة الإسلامية مع النصارى القادرين تحت سلطانها بشرع الله، وفرض الجزية على من يقبل، وقتال من يرفض"، مضيفًا: التنظيم عرض على المسيحيين في الرقة دخول الإسلام فرفضوا، فطلب منهم دفع الجزية فوافقوا، وعاشوا في سلام. على حد قوله.
بوكو حرام خليفة داعش
فيما استعرض التنظيم حديث بعض الأقباط في مدينة الرقة- كما زعموا- وهم يتحدثون عن الحياة الهادئة تحت حكم "داعش"، وأن التنظيم لم يجبرهم على شيء سوى دفع الجزية، إلى جانب بعض الصور، لما يسميه بديوان الزكاة خلال دفع الجزية، إلى جانب صور أخرى لـ"الحسبة"، أي الشرطة وهم يسيرون في المناطق التي يسيطرون عليها لضبط الأمن، وفي نينوي والموصل في العراق، عرض التنظيم بعض مشاهد لتكسير بعض الكنائس لرفضهم دفع الجزية.
في سياق مواز، كانت جماعة بوكو حرام التي بايعت "داعش" أواخر مارس الماضي، شنت هجوما على قرية "بيا" في أقصى شمال الكاميرون وقامت بقطع رءوس 19 شخصًا.
فيما أحرقت الجماعة عددا كبيرا من الأكواخ، وقامت جماعة بوكو حرام بتجنيد الكثير من الشبان من قرية "بيا" التابعة لدائرة كولوفاتا.
كما قامت بمهاجمة موقع لجيش الكاميروني في أمشيدي البلدة الواقعة على الحدود مع نيجيريا وفي منطقة كولوفاتا نفسها.
وأدى تمرد جماعة بوكو حرام التي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية إلى سقوط أكثر من 13 ألف قتيل في شمال شرق نيجيريا ونزوح 1,5 ملايين شخص منذ 2009، فيما وسعت الجماعة في الأشهر الأخيرة هجماتها لتشمل تشاد والكاميرون والنيجر.
وشهد أقصى شمال الكاميرون التي وقع فيها العديد من الهجمات التي تنسب لبوكو حرام، في الأسابيع الأخيرة بعض الهدوء؛ نظرا لعمليات التحالف العسكري التي تشنها دول إفريقيا في مواجهة الجماعة.
بوكو حرام خليفة داعش
وتخوض الكاميرون منذ حوالي عام واحد حربا ضد جماعة بوكو حرام، وقد انضمت إليها في هذه المعركة مطلع فبراير تشاد، وتلتها النيجر.
لم تنشأ بوكو حرام في بدايتها حركة "جهادية" كداعش، بل بدأ يلمع صيتها عام 2002 كحركة تحاول القطع مع أساليب التعليم الغربي التي اعتبرها منظروها مخالفة للشريعة الإسلامية، ومن هنا اكتسبت تسميتها المكونة من كلمتين: بوكو، وتعني بلغة الهاوسا التعليم الغربي، وحرام باللغة العربية.
انبثقت الحركة المتطرفة من رماد حركات سلفية أخرى سبقتها واختفت، إما بسبب الانقسامات الداخلية أو بسبب القبضة الأمنية التي واكبت الفترات الجنينية للحركة. 
ويتوقع خبراء في شئون إفريقيا ومنطقة الساحل أن مد بوكو حرام لحبل الوصل مع القاعدة مقابل توثيق العروة مع داعش الأكثر راديكالية والأكثر عنفا، يعني أن الجماعة بصدد المضي قدما في تصعيدها الراديكالي، وفي مزيد من تطوير هذا العمل العنيف الذي درجت عليه، والذي شكل استثناء في المنطقة بشكل عام.
وأكد متابعون أن الجماعة تسعى إلى إعطاء هذه المبايعة شكلا ومضمونا، وكذلك بصمة يمكن اعتبارها داعشية؛ لذلك فإن تحول عمليات بوكو حرام إلى إعدامات همجية وبربرية هو احتمال وارد.
رئيس الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية محمد بنحمو، قلل من أثر التحالف بين التنظيمين المتشددين، موضحًا أن قرار مبايعة بوكو حرام لداعش هو قرار له وقع إعلامي أكثر من قرار له وقع جديد على أرض الواقع، حسب رأيه.
محمد بنحمو رئيس الفيدرالية
محمد بنحمو رئيس الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية
يضيف بنحمو: "لا أعتقد أن هذه المبايعة ستغير شيئا على أرض الواقع، إنها تظل مبايعة بوقع إعلامي كبير جدا". موضحًا أن بوكوحرام تستنجد بتنظيم داعش، وتبحث عن سند لها.
يوضح بنحمو أن جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة إعلاميا بجماعة بوكو حرام، قد بدأت في محاولات استنساخ نهج "داعش"، حتى قبل أن تعلن مبايعتها، قائلا: "لا يظهر ذلك التأثر- حسب رأيه- على مستوى التغيير في العقيدة القتالية فقط، بل أيضا على مستوى تقليد تعاطي داعش مع الإعلام، وتوظيفه لوسائل التواصل الاجتماعي للحشد، وشحذ همم الراغبين في القتال".
وأضاف: "تستفيد بوكو حرام من التقنيات المستعملة في الجانب التواصلي مثل داعش، وقد لوحظ ذلك في الفيديوهات الأخيرة للحركة، ولا يستبعد أن تتبنى أعمالا أكثر وحشية لتصفية رهائنها في مرحلة قادمة".
ويرى مراقبون أن ممارسات داعش في العراق وسوريا هي نفسها التي تتبعها بوكو حرام، موضحين أن قضايا اختطاف الفتيات في نيجيريا مماثل لاختطاف واحتجاز اليزيديات في العراق، مؤكدين على أن هناك أمورا درستها بوكو حرام قبل مبايعتها تتماشى مع استراتيجية وعقيدة داعش.
فيما يبدو أن تشكيل التحالف الإقليمي في مواجهة بوكو حرام، وكذلك التحالف الدولي في مواجهة داعش، أصبحا غير قادرين على مواجهة التنظيميين الإرهابيين، وباتت الهجمات التي يشنها التحالفان فاشلة.

شارك