في بيان "الترابين".. قبائل شمال سيناء تعلن مواجهة "داعش"

الأحد 19/أبريل/2015 - 09:44 م
طباعة في بيان الترابين..
 
كثيرا ما طالبت قبائل شمال سيناء المصرية بتشكيل ميليشيات شعبية لمواجهة الإرهابيين التكفيريين هنا، وفي تجديد لهذا الطلب، أصدرت قبيلة الترابين بشمال سيناء، وهي إحدى أكبر القبائل في شبه الجزيرة المصرية، بياناً تؤكد فيه أن جميع القبائل السيناوية متكاتفة لمواجهة إجرام الجماعات المسلحة، مضيفة أن الصبر بلغ مداه أمام ممارسات الجماعات المتطرفة التي تحسب نفسها على الإسلام ظلماً وعدواناً.

في بيان الترابين..
وقالت في بيانها إن هذه الجماعات وعلى رأسها ما يسمى "ولاية سيناء" التابعة لداعش قتلت الرجال بتهم ملفقة، واستباحت الحرمات وهدمت البيوت، واستقطبت الشباب تحت شعارات مزيفة، وحولت الأرض المقدسة المباركة إلى ساحة حرب في خدمة أجندات خارجية وداخلية تستهدف تفكيك المجتمع وعزل سيناء عن الوطن الأم، وكانت رموز القبائل وأكابرها أهدافا لبنادقهم المسمومة، واتخذوا من الأهالي دروعا يتمترسون وراءهم في عملياتهم المشئومة.
وأضافت أنه بعد التعدي الغاشم مما يسمى "ولاية سيناء" على الحرمات التي دونها الرقاب، أصبح بيننا وبين التنظيم ثأر لن يهدأ ولن يستكين، إلا بالانتقام من كل من استباح حرمة النساء والبيوت، والوصول إليه حياً أو ميتاً، مطالبة القبائل بالتكاتف لمواجهة إجرام هذه الجماعات، بحسب نص البيان.

موقف الداخلية

موقف الداخلية
ورداً على البيان، رفض اللواء هاني عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية تكوين ميليشيات شعبية مسلحة في سيناء لمحاربة الإرهاب، وقال إن السياسات الأمنية ترفض أي محاولات من قبل المواطنين لمواجهة العناصر الإرهابية، أو أي شكل من أشكال الخروج عن القانون، لأن مواجهة الإرهاب على الأرض من صميم عمل أجهزة الأمن وحدها، بينما يقتصر دور المواطنين على إمداد تلك الأجهزة وإبلاغها فوراً عن المعلومات المتوفرة عن أي أشخاص مشتبه بهم.

ردود أفعال حول البيان

هشام النجار
هشام النجار
لم يمر وقت طويل على بيان قبيلة الترابين ضد "ولاية سيناء" فقد أصدر تنظيم «ولاية سيناء» بياناً أمس السبت 2018 توعّد فيه أبناء القبائل المتعاونين مع قوات الأمن بقطع الرؤوس بحد السيف.
من جهته، رجح الناشط السيناوي عبدالقادر مبارك في تصريحات صحفية  أن يشجع البيان القبائل الأخرى على إصدار بيانات شبيهة، تدعو إلى التوحد في مواجهة الإرهاب، وفي حين، قال منسق عام قبائل شمال سيناء، نعيم جبر، إن قبيلة «الترابين» وحدها غير قادرة على التصدي للجماعات، مؤكداً أن «الأولى كان عقد اجتماع قبلي يُصدر بياناً باسمهم ويتضمن تأكيدات برفض الإرهاب ومواجهته»، رفض الخبير الأمني محمود قطري الخطوة، وقال: «دعوة حق أُريد بها باطل» لأنها تدعو إلى الاقتتال، وتعد بدايةً لحرب أهلية.

كما اعتبر هشام النجار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن البيان الصادر عن قبيلة "الترابين" تطور مهم لأهمية دور القبائل السيناوية في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، مشيرًا إلي أن القبائل تتحمل أدوار مهمة ومسئوليات كبيرة تجاه مجتمعها بالتصدي لتلك التنظيمات المُسلحة سواء بمعاقبة من يتعامل ويتعاون مع "ولاية سيناء" وأخواتها سواء بالتشميس - الطرد من القبيلة - أو بالتعاون الكامل مع الدولة، للكشف عن تلك التنظيمات وأماكن اختبائها وطرق تمويلها ومناطق تمركز قادتها.
وأكد النجار على أن ثمرة هذا التعاون ينتج عنه فقدان تلك التنظيمات محاضنها في سيناء وتصبح مكشوفة للأمن، وأضاف النجار أن البيان يعكس أزمة التنظيمات الإرهابية ويكشف حقيقة ممارساتها ضد أهالي سيناء، ما أدى لهذا الموقف من القبيلة، كما يفضح حقيقة الادعاءات من ولاية سيناء عن طبيعة موقف أبناء سيناء وقبائلهم من الجيش والدولة المصرية.
هذا مع تأكيد الجميع على عدم الموافقة على تكوين ميليشيات قبلية مسلحة والدفع بأبناء القبائل في معركة مع الإرهاب، حيث إن الأمن المصري بشقيه الجيش والشرطة هما المسئولان أمام المجتمع عن محاربة هذه الكيانات حتى لا نفتح أبوابًا للحروب الأهلية تحت مسمى الحرب ضد الإرهاب.

شارك