سيناء.. وما زال القتل مستمرا!

الإثنين 20/أبريل/2015 - 02:43 م
طباعة سيناء.. وما زال القتل
 
لأكثر من عامين ومنذ عزل مرسي، يكاد لا يمر يوم إلا وطالعتنا الصحف والفضائيات الإعلامية عن خبر قتل في سيناء، سواء كان في صفوف قواتنا المسلحة والشرطة، أو في صفوف هؤلاء الذين اتخذوا القتل أسلوب حياة، هؤلاء الكارهين لكل ما هو إنساني وحضاري، والذين يريدون منا أن نكف عن الحلم، والتفكير في المستقبل، لا لشيء سوى أنهم اختاروا أن يعيشوا في الماضي، اختاروا أن يعودوا بالزمن للخلف، وأن يقفوا ضد التطور والحياة، وآخر جرائمهم بالأمس حيث أسفر تفجير استهدف مدرعة للجيش المصري في مدينة رفح، بمحافظة شمال سيناء، ليلة أمس، عن مقتل ثلاثة من قوات الجيش، بينهم ضابط برتبة نقيب، وإصابة مجند
سيناء.. وما زال القتل
وقال مصدر أمني: إن عناصر متشددة زرعت عبوة ناسفة في طريق القوات، حيث انفجرت في إحدى المدرعات، وأدت إلى سقوط الضحايا.
وأعلنت قوات الجيش والشرطة حالة الاستنفار الأمني بعد الحادث، وأطلقت القوات الطلقات التحذيرية والكاشفة من مختلف الكمائن والارتكازات الأمنية بمدينة العريش، ومختلف مدن المحافظة، إلى جانب إغلاق مداخل ومخارج المحافظة وفحص المارين.
وتراقب الدوريات الأوضاع الأمنية، وتكثف المرور داخل المدن وفي أطرافها، لرصد أية تحركات. ويأتي الحادث بعد يوم شهد مقتل 8 مسلحين متشددين، واعتقال 9 آخرين، عقب اشتباكات مع الجيش بمنطقة الشيخ زويد في سيناء.
وكان تفجير مدرعة تابعة للجيش بمنطقة الشيخ زويد، الخميس الماضي، أسفر عن مقتل ضابط في الجيش وإصابة آخر بجروح.
سيناء.. وما زال القتل
ويشن الجيش المصري حملة عسكرية موسعة ضد المسلحين المتشددين في شبه جزيرة سيناء، منذ نحو عامين، بعد أن استهدفت جماعات مسلحة مواقع للجيش وقوات الأمن في مناطق عدة من البلاد.
وأكد مصدر أمني، استشهاد النقيب أحمد عبد السلام قائد الدورية العسكرية، التي كانت تمشط الطريق العام لمدينة رفح، ومجند في انفجار عبوة ناسفة بالمدرعة، وتم نقل المصابين للمستشفى العسكري بالعريش.
واستشهد أحد المجندين الذين أصيبوا في الانفجار، ما يرفع حصيلة الشهداء إلى 3، «ضابط ومجندين» من القوات المسلحة.
سيناء.. وما زال القتل
عناصر فلسطينية وراء التفجير 
وأكد مصدر أمني أن سبب تفجير المدرعة هو عبوة ناسفة تم زرعها من قبل الجماعات الإرهابية المتسللة عبر الأنفاق إلى منطقة رفح المصرية بالطريق العام للمدينة.
وأضاف المصدر أن موقع الانفجار يكشف هوية المتورطين فيه، حيث إنه وقع بعمق ألف متر بالمنطقة العازلة برفح والتي تم إخلاؤها من المدنيين، وتشهد حالة من التواجد الأمني والإجراءات الأمنية المكثفة، ومن المستحيل دخول أحد من المدنيين إلى هذه المنطقة دون أن يتم رصده، ما يرجح فكرة تسلل عناصر فلسطينية إليها عبر الأنفاق.
تكثيف أمني
وأشار إلى أنه يتم حاليا تمشيط موقع الانفجار لملاحقة الجناة، ورصد أي محاولات تسلل إلى رفح عبر الأنفاق والعمل على إحكام السيطرة الأمنية بالمنطقة.
وفي وقت سابق لقي 8 مسلحين متشددين مصرعهم في اشتباكات مع الجيش المصري في منطقة الشيخ زويد بسيناء، بينما ألقي القبض على 9 آخرين، فيما ذكرت مصادر عسكرية أن الطائرات العسكرية تشن غارات على مواقع المسلحين المتشددين في سيناء.
وأوضح أن القتلى سقطوا في الاشتباكات بين القوات المصرية والمسلحين وقعت في قرية الجميعي جنوبي مدينة الشيخ زويد، بينما تم إلقاء القبض على 9 مسلحين أثناء مداهمات لمواقع تابعة للتنظيمات المتشددة.
سيناء.. وما زال القتل
وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من تدمير سيارة كانت تقل المسلحين، مشيرة إلى أن حملات التفتيش والمداهمات مستمرة.
وكان مصدر عسكري مصري قال السبت الماضي: إن 4 مسلحين لقوا مصرعهم خلال محاولتهم تنفيذ هجوم على حاجز عسكري في كرم القواديس جنوبي الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء.
وذكر المصدر أن امرأة كانت برفقتهم أصيبت بجراح خلال الهجوم.
كل هذا الدم إنما ينبئ بمعركة حقيقية ربما تطول بعض الوقت نتيجة لأسباب كثيرة منها وعورة المنطقة التي يختبئ فيها هؤلاء المتشددون، وتوفير بعض الدول الدعم اللوجستي لهم، خصوصا بعدما أعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدولة "داعش"، ولكن اللافت للنظر أن هذه العملية تكررت كثيرا خلال المدة الماضية "تفجير مدرعة بعبوة ناسفة" مزروعة على الطريق، وكأن قواتنا المسلحة لم تتعلم الدرس، ومن هنا كانت أسئلة كثيرة تدور في أذهان الناس، منها على سبيل المثال: أليس لدى الجيش المصري طائرات استطلاع ومراقبة؟ ولما لا تقوم الطائرات بمراقبة الطرق وإرسال مجسات للطرق قبل اقتراب الجنود؟ لا بد أن يكون هناك آليات أخرى لتخفيف أعداد القتلى من جنودنا ولا بد من التعاون مع قبائل سيناء للكشف عن أوكار هؤلاء المجرمين، خصوصا بعد أن جددت قبائل الترابين طلبها لتكوين ميليشيات لمواجهة هؤلاء، وإن كنا لسنا مع هذا ولكنا مع التعاون المعلوماتي بين القوات المسلحة والقبائل لسهولة الوصول إلى هذه العناصر الإجرامية والقبض عليها.

شارك