خالدة ضياء.. المعارضة الشرسة وحليفة الإسلاميين في بنجلاديش

الثلاثاء 21/أبريل/2015 - 01:17 م
طباعة خالدة ضياء.. المعارضة
 
تعرضت رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة زعيمة المعارضة، خالدة ضياء، لهجوم مسلح خلال تجمع انتخابي في العاصمة دكا، أمس الاثنين 20 أبريل 2015. 
وهاجم مسلحون سيارة زعيمة المعارضة، قبل أن يطلقوا الرصاص على المركبة حينما انطلقت مسرعة، دون أن تتعرض ضياء لأذى.
أصيب في الهجوم الحارس الخاص لخالدة ضياء و5 أشخاص آخرين، حسب المتحدث باسم حزب بنجلاديش الوطني، محمد شمس الدين.
سلط الهجوم الضوء على التوترات في البلاد، حيث صعد الحزب احتجاجاته الرامية إلى إجبار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على التنحي.

حياتها

حياتها
خالدة ضياء الرحمن من مواليد 15 أغسطس 1945، أكملت خالدة دراستها الجامعية في 1960.
كانت رئيس وزراء بنجلادش في الفترة من 1991 حتى 1996، وكانت أول امرأة في تاريخ البلاد تتقلد هذا المنصب، وتولته لفترة ثانية من 2001 حتى 2006، وهي أرملة رئيس بنجلاديش السابق ضياء الرحمن، وتقود حزبه القديم، الحزب القومي البنجلادشي.
بعد استقلال بنجلاديش حكمت البلاد حوالي 10 سنوات وتعتبر أطول فترة حكم.
 في 2006 قيمت فوربس خالدة ضياء في الترتيب 33 بقائمة أقوى امرأة في العالم.
أصبح زوجها ضياء الحق رئيس القوات المسلحة وبعد ذلك تولى السلطة رئيسا للحاكم العرفي، عقب سلسلة من الانقلابات العسكرية حاول التحرك تجاه الإدارة المدنية بتشكيل الحزب القومي البنجلاديشى، وأصبح الرئيس الديمقراطي المنتخب.

الحياة السياسية

الحياة السياسية
ترأست الحزب القومي البنجلاديشى الذي أسسه زوجها ضياء الرحمن، ثم شكلت ائتلافا مع سبعة أحزاب تنادي بالديمقراطية. 
قادت حزبها وحققت نجاحا كبيرا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 27 فبراير 1991.
عقدت بعد ذلك انتخابات عامة في فبراير 1991م وفي تلك الانتخابات فاز حزب بنجلادش الوطني بأغلبية مقاعد البرلمان، وأصبحت خالدة ضياء، زعيمة الحزب، رئيسة مجلس الوزراء في 20 مارس من العام ذاته، وكانت بذلك أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في البلاد.
في سبتمبر 1991 عدلت بنجلادش دستورها، وأُعطيت السلطة التنفيذية لرئيس مجلس الوزراء، كما جُعل منصب رئيس الجمهورية منصبًا فخريًّا، وتولت رئاسة الحكومة في 19 سبتمبر 1991 في ظل نظام برلماني.
في أوائل سنة 1993م، بدأ الانتماء السياسي يتغير في البلاد، وبدأت الأحزاب السياسية تواجه معارضة من الداخل، فرأت خالدة ضياء رئيسة الوزراء وزعيمة حزب بنجلادش الوطني تعديل دستور الحزب تفاديًا لما قد يحدث من انقسام، وذلك في أول سبتمبر 1993م، فقد تعدل دستور الحزب بحيث أصبحت انتخابات رئيس الحزب تجري عن طريق الاقتراع السري بدلاً من الموافقة العلنية، وهذا التعديل جعل المعارضين في الحزب أقوى مما كانوا عليه، إذ أصبح في استطاعتهم التصويت حسب اختيارهم دون تخوفات من الانتقام منهم إذا عارضوا، وبهذا التعديل تمكنت خالدة من الاحتفاظ بوحدة الحزب وعدم انقسامه، كما حدث في أحزاب المعارضة الرئيسية.
ثم أصبحت رئيسة الوزراء للمرة الثانية بعد فوزها في الانتخابات العامة في فبراير 1996.. اهتمت كثيرا بوضع النساء في بنجلادش، وعملت على تحسينه بكل السبل المتاحة.

محاولة اعتقالها

محاولة اعتقالها
تعرضت للاعتقال عدة مرات في فترة حكم الجنرال حسين محمد إرشاد التي وصفت بأنها "فترة الحكم الفردي في بنجلاديش".
خسر حزب خالدة ضياء الانتخابات لصالح حزب "رابطة عوامي" الشعب برئاسة الشيخة حسينة واجد في عام 1996، لكنه أصبح يمثل أكبر قوة معارضة في البرلمان البنغالي بـ116 مقعدا.
عادت خالدة إلى منصب رئاسة الوزراء مجددا في أكتوبر الأول 2001 بعد فوز التحالف الذي شكلته من أربعة أحزاب بالانتخابات، واستمرت في منصبها حتى عام 2006.
لم تمض حياتها بين الحكم والمعارضة فقط، فقد وجهت لها تهم بالفساد واستغلال النفوذ في أبريل 2007 فدخلت السجن هي وابنها عرفات، وفي سبتمبر من ذات العام أفرجت السلطات البنغالية عنهما.
رفضت المحكمة العليا البنجلاديشية في سبتمبر 2014 الطعن الذي تقدمت به خالدة لتبرئتها من تهم بالفساد وجهت لها مجددا مطلع العام نفسه.

توترات سياسية

توترات سياسية
تشهد بنجلاديش حالة من التوترات السياسية بين رئيس الوزراء الشيخة حسينة وزعيمة المعارضة وتضررت قطاعات حكومية وغير حكومية اقتصادياً، خاصة أن بنجلاديش من الدول التي نمت فيها صناعة تصدير المنسوجات، لكن نظرا للتوترات السياسية المستمرة فقد انخفض الإيراد في السنة الحالية ولم تحقق الدولة هدفها في هذا المجال، إضافة إلى مخاوف من مزيد من فقدان الثقة لدى الشركات الخارجية المتعاقدة معها.
ومن جانبها تتدخل قيادات بحثا عن حل للأزمة الراهنة، لتأكيد أمن واستقرار الدولة وتحقيق النمو المستهدف في مجال التجارة والاقتصاد.
وحسب مراقبون أن أكبر المشكلات التي تعاني منها بنجلاديش مشكلة السياسات الخاطئة والاستبدادية التي تنتهجها الحكومة، من حيث إقصاء الآخر، وفقدان الجدية والإخلاص وإيثار المصالح الشخصية أو الاستيلاء على السلطة على حساب مصالح الشعب والوطن بغض النظر عما يلحق بعامة الناس من ضرر.

المعارضة والنظام

المعارضة والنظام
كان من المفترض من جميع الجبهات السياسية سواء كانت في الحكومة أو المعارضة الاهتمام بحل المشكلة بالحوارات الهادفة فيما بينهم، بينما المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية ما زالت تلح بتوصيات لحل المشكلات فيما بين الجهات السياسية بالحوار بين الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة، لكن الشيخة حسينة رئيسة الوزراء الحالية ورئيسة الحزب الحاكم لا زالت مصرة على رفض لقاء الأحزاب المعارضة، حيث إن التحالف المعارض يضم التيارات الإسلامية.
وكان حزب "عوامي ليج" "رابطة عموم الشعب" تولى السلطة مؤخراً بدون تصويت عامة الشعب وبدون مشاركة الأحزاب المعارضة المتحالفة المكونة من 20 حزبا في الانتخابات، وما زالت الأحزاب المعارضة ترفض نتائج الانتخابات والحكومة المنبثقة عنها؛ الأمر الذي أشعل البلاد وبدأت التظاهرات والاشتباكات بين الحكومة والأحزاب المعارضة والتي راح ضحيتها آلاف من القتلى والجرحى والمفقودين وآلاف المعتقلين بينهم قيادات سياسية وأعضاء في أحزاب المعارضة خاصة من ينتمون إلى التيارات الإسلامية.
لمعرفة تفاصيل الجماعة الإسلامية في بنجلاديش اضغط هنا 

شارك