تهديدات تلاحق الحوار الليبي.. البرلمان يلوح بالتعليق و"فجر ليبيا" تواصل الإرهاب

الثلاثاء 21/أبريل/2015 - 05:51 م
طباعة تهديدات تلاحق الحوار
 
فيما يبدو أن محاولات الأمم المتحدة لعقد الحوار الليبي لم يكتب لها النجاح الآن، فكلما ظهرت بادرة من الأمل حول توافق الأطراف المتناحرة، لاحقتها نقطة سوداء من جانب آخر تحطم ما تم التوصل إليه خلال الجولات السابقة.

تهديدات تلاحق الحوار
رغم أن الحوار الذي عقد اليومين الماضيين في مدينة الصخيرات بالمغرب لاقى ترحيبا من المتنازعين، فإن تهديدات البرلمان المعترف به دوليا في ليبيا قد يهدم كل ما تم الوصول إليه من مقترحات حول عودة الاستقرار والأمن في البلاد.
وهدد البرلمان الليبي المعترف به دولياً بتعليق مشاركته في الحوار السياسي، في حال استمرت ميليشيات فجر ليبيا، في ملاحقة وتصفية المؤيدين للشرعية في طرابلس ومدن الجبل والجنوب.
وقال البرلمان في بيان صحفي، بأنه يلفت انتباه الأمم المتحدة وكافة المنظمات الإقليمية والدولية، بأن ميليشيات فجر ليبيا تنفذ جرائم بحق المدنيين، بالاعتداء على مناطق الآمنين في طرابلس، مستخدمة الأسلحة الثقيلة وقيامها بالمداهمات والاعتقالات العشوائية، التي تهدف إلى ترويع السكان وفرض رؤيتهم بالقوة، وما رافق ذلك من تهجير العائلات وهدم بيوتهم، بجانب حصار مدن الزنتان والرجبان وورشفانة.
ولفت البرلمان الليبي، إلى أن لديه من الإرادة والقوة، للرد بالمثل ما لم تتوقف هذه الأعمال الإرهابية فورا، وعودة المهجرين إلى مدنهم ومنازلهم، وأن للبرلمان خيار تعليق مشاركته في الحوار، في حال عدم توقف العصابات الإرهابية المارقة، من أفعال السكان في طرابلس ومدن الجبل وبراك الشاطئ وسرت.

تهديدات تلاحق الحوار
اختتمت أمس الاثنين 21 أبريل 2015 جولة الحوار السياسي الليبي بالصخيرات المغربية، وأكد برناردينو ليون المبعوث الدولي الخاص إلى ليبيا، التوصل إلى اتفاق بين كافة الأطراف على مسودة الحل السياسي، وأن 80% من المسودة تم الاتفاق عليها، في انتظار تشاور الأطراف مع ممثليهم، لإجراء تعديلات نهائية قبل اعتمادها والتوقيع عليها.
ولفت ليون إلى أن هناك بعضاً من الملفات ما زالت بحاجة إلى مزيد من التشاور فيما بينهم بمجرد عودتهم إلى ليبيا.
وأفاد المبعوث الأممي إلى ليبيا أنه سيعقد لقاء بين قيادات الجماعات المسلحة في ليبيا لأول مرة، وسيكون اللقاء وجها لوجه خلال الأسبوع المقبل، دون أن يحدد يوما معينا.
وتابع: ستكون المرة الأولى التي تجتمع فيها قيادات الجماعات المسلحة بليبيا مباشرة وجها لوجه، وليس عن طريق الوساطة.
وأشار ليون إلى أن البنود المتبقية للاتفاق تحتاج إلى مشاورات إضافية من المشاركين في الحوار الذين سيجتمعون مرة أخرى بعد أسبوعين لصياغته.
وتأتي تهديدات البرلمان بتعليق الحوار، لتقلب الطاولة رأسا على عقب، وتطيح بكل النقاط التي تم التوصل إليها لحل الأزمة الراهنة في ليبيا.
من جانبه أعلن رئيس وفد مجلس النواب الليبي للحوار الوطني محمد شعيب أن الجولة الأخيرة من الحوار شهدت اتفاقا كبيرا على معايير الحكومة الجديدة، وقطعت شوطا مهما في مناقشة الإجراءات الأمنية.
تهديدات تلاحق الحوار
وأكد شعيب على المضي في الحوار داعيا كل الوطنيين في كل أنحاء ليبيا إلى دعم هذا السعي لقطع الطريق أمام كل الراغبين في عرقلة المصالحة الوطنية.
وكان عيسى عبد القيوم، الناطق باسم وفد مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، قال: إن المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، هدد بتجميد الحوار الليبي بالمغرب في حال استمرت التصعيدات العسكرية بليبيا.
من جانبه وجه عبد السلام نصية النائب في البرلمان الليبي، رسالة رسمية إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بشأن هذه الانتهاكات، ومطالبتها بتطبيق قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية بشأن حماية المدنيين.
وأشار نصية، إلى توجيه البرلمان استدعاء للقائد العام للجيش ورئيس الأركان، للوقوف على آخر التطورات العسكرية في البلاد.
في سياق متصل، شهدت العاصمة طرابلس خلال اليوميين الماضيين، اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الليبي وميليشيات فجر ليبيا، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى لدى الطرفين.
كما تواصل ميليشيات فجر ليبيا منذ السبت الماضي حملات مداهمات واعتقالات، تطال المناطق المؤيدة للبرلمان المعترف به دولياً، وتحديدا أحياء فشلوم والغرارات وتاجوراء.
في سياق مواز تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين "الكتيبة 166" التابعة لـ"فجر ليبيا" وعناصر تنظيم "داعش" في مدينة سرت، ودارت الاشتباكات باستخدام المدفعية وقذائف الدبابات والراجمات بين الطرفين من مواقع تمركزهم، وأسفرت عن تضرر العديد من المنازل.
ويسعى المؤتمر الوطني المنتهية ولايته المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين إلى العودة للمشهد عن طريق حل البرلمان المنعقد في طبرق بقيادة عبدالله الثني والمعترف به دوليا، كذلك تمسكه باقتسام السلطة التشريعية.
وتشهد ليبيا حالة من الصراع المتواصل تهدد استقرارها من جميع النواحي، غير أنه حتى الآن لم ينجح الحوار رغم بوادر الأمل التي تظهر أثناء الجولات.

شارك