انتهاء "عاصفة الحزم" بشكل مفاجئ يفتح باب الحوار السياسي والتدخل الأمريكي

الثلاثاء 21/أبريل/2015 - 09:50 م
طباعة انتهاء عاصفة الحزم
 
انتهاء عاصفة الحزم
في خطوة مفاجئة، أعلن التليفزيون السعودي انتهاء عملية "عاصفة الحزم" وبدء عملية "إعادة الأمل" بعد أن حققت العمليات أهدافها، والإشارة إلى أن  عملية "إعادة الأمل" ستبدأ وفق قرار مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع.
وربط البعض بين الإعلان عن توقف هذه العمليات العسكرية، وسط حديث عن تدخل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية لوضع حد للأزمة اليمنية، من خلال تأمين الحدود السعودية ومضيق باب المندب، في مقابل وقف هذه العمليات، وعدم الخوض في حرب برية قد تعمل على تأجيج الصراع في المنطقة، مع بدء مرحلة جديدة من التفاوض السياسي بين الأطراف المعنية.
انتهاء عاصفة الحزم
من جانبها أكدت وزارة الدفاع السعودية أن الغارات الجوية التي شنتها طائرات تحالف "عاصفة الحزم" أزالت التهديدات الموجهة إلى المملكة ودول الجوار، كما أن هذه الغارات دمرت الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني، كما فرضت طائرات التحالف السيطرة الجوية على المجال الجوي اليمني لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول الجوار".
ويري مراقبون أن الطريقة التي تم الإعلان بها عن نهاية عاصفة الحزم مثيرة للتساؤلات، خاصة وأنها تأتى بعد ساعات قليلة من الاعلان عن تكليف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للحرس الوطني بالمشاركة في حملة الرياض ضد المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، وهو ما معروف عنها بأنها أفضل الوحدات البرية تجهيزا في السعودية.
من جانبه قال العميد أحمد عسيري المتحدث العسكري السعودي إن التحالف الذي تقوده السعودية سيواصل استهداف تحركات ميليشيا جماعة الحوثي داخل اليمن، وأن قيادة التحالف مستمرة في منع الميليشيات الحوثية من التحرك والقيام بأي عمليات داخل اليمن."
انتهاء عاصفة الحزم
وأكد أن عاصفة الحزم" تكللت بالنجاح وإن عملية "إعادة الأمل" ستطلق من أجل حماية المدنيين، والاشارة إلى أن انتهاء عمليات عاصفة الحزم جاءت بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي رأى أن العملية حققت أهدافها وحمت الشرعية وأن الميليشيات الحوثية فقدت جزء كبير من إمكاناتها، موضحا أن العمليات نفذت بدقة عالية وكانت ناجحة ولم تحدث أي إصابات فيما يخص العمليات الجوية باستثناء طائرة واحدة نتيجة خلل فني، مضيفا أن طائرات التحالف نفذت 2415 طلعة جوية وحققنا من خلالها كل الأهداف.
أشار المتحدث إلى أن عملية إعادة الأمل" تهدف إلى "منع المليشيات الحوثية من التحرك أو القيام بعمليات في اليمن، إضافة إلى حماية المدنيين من ممارسات الحوثيين ودعم وتسهيل عمليات الإجلاء والعمليات الإنسانية والإغاثية.
وسبق وصدق مجلس الأمن الدولي في وقت سابق على مشروع قرار يطالب الحوثيين في اليمن بالانسحاب من كل المواقع التي أصبحوا يسيطرون عليها، ونص القرار على فرض عقوبات على الحوثيين بما في ذلك حظر تسليمهم أسلحة في حال عدم الانسحاب من هذه المواقع وعدم وقف القتال، كما دعا القرار الحوثيين للإفراج عن اللواء محمد الصبيحي وزير الدفاع اليمني وجميع السجناء السياسيين وجميع الأشخاص الموضوعين رهن الإقامة الجبرية أو المحتجزين، وإنهاء تجنيد الأطفال وتسريح كل المجندين في صفوفهم، إلى جانب وقف العنف وتسوية الأزمة بالطرق السلمية عبر الحوار.
انتهاء عاصفة الحزم
حث القرار الحوثيين على الرد بالإيجاب على طلب رئيس اليمن عبد ربه منصور هادي المشاركة في مؤتمر يعقد في الرياض تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي لتقديم المزيد من الدعم لعملية الانتقال السياسي في اليمن ودعم المفاوضات السياسية بين أطراف الأزمة تحت مظلة الأمم المتحدة.
يأتى ذلك في الوقت الذى تشهد فيه اليمن أزمة انسانية كبيرة، نتيجة نقص السلع والمواد الأساسية، إلى جانب انقطاع التيار الكهربي، وتردى الوضاع المعيشية، وبالرغم من دعوات الأمم المتحدة لوضع حل لهذا الأمر، إلا أن استمرار القتال خلال الأسابيع الماضية أضعف من فرص حل هذه الأزمات الإنسانية.
ونتيجة نقص السلع والخدمات والأمان، فر عدد كبير من اليمنيين إلى بلدان مجاورة بحثا عن الحياة الأمنة بعيدا عن الصراع الدائر حاليا، ومؤخرًا وصل عدد من اللاجئين اليمنيين، إلى المخيم المركزي في إقليم أوبوك جنوبي جيبوتي، وسط محاولات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وشركاؤه من المنظمات الإنسانية لتوفير المساعدات والأغذية للنازحين من اليمن بعد تدهور الأوضاع في البلاد ، وحذر البرنامج من التحديات والصعوبات التي يواجهها لإطعام الملايين من السكان الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي وسط الوضع الأمني المتدهور واحتمال تضاعف عدد الفارين من اليمن خلال الأسابيع القادمة.

شارك