أرمينيا تحيي ذكرى مئوية مذبحة الأرمن.. ودعوات للاعتراف بالإبادة كواجب أخلاقي

الخميس 23/أبريل/2015 - 09:50 م
طباعة أرمينيا تحيي ذكرى
 
تماشيا مع إحياء أرمينيا لمئوية المذبحة الكبرى، التي تعرض لها الأرمن على يد الأتراك قبل نحو 100 عام، دعا المشاركون في المنتدى الدولي ضد جريمة الإبادة الجماعية، والذى تستضيفه العاصمة الأرمينية بريفان، إلى ضرورة الاعتراف بهذه المذبحة، خاصة أن هذا يعد واجبًا أخلاقيًا لابد من الالتزام به، وإعادة الحق لأصحابه.
أرمينيا تحيي ذكرى
من جانبه أكد الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان بقوله"  تذكر  المذبحة هو التزام أخلاقي، ومن واجبنا الأخلاقي وحق أحياء ذكرى الضحايا، وأن هذه المذبحة ليست أقل مما حدث  في رواندا وكمبوديا.، وغيرها من البلدان التي شهدت مذابح جماعية في العصر الحديث".
شدد سركيسيان بقوله " الشعب اﻷرمني لم ينس ما حدث، ولم ننس من وقف بجانب الأرمن، ونشعر بالامتنان للأكراد الذين سراً أنقذ حياة جيرانهم الأرمن، وكذلك العرب الذين قدموا المأوى لأولئك الذين فروا من الجحيم التركى، فضلا عن الروس والأمريكيين والأوروبيين، الذين قدموا مساعدات للأرمن".
أرمينيا تحيي ذكرى
من ناحية أخرى أكد المطران  كاريكين الثاني بطريرك الكنيسة اﻷرمينية، على ضرورة اتحاد المسيحيين في العالم، في مواجهة تنامى الجماعات الارهابية، واستمرار عمليات القتل والترهيب والترويع، وإجبار الكثير منهم على الفرار من بلادهم إلى الغرب وأمريكا.
وانتقد استمرار الإنكار التركي لما حدث للأرمن قبل 100 عام، والمعاناة التي سببتها هذه المذبحة للضحايا، والأراضي التي تم اغتصابها، وغير من العمليات البشعة والجرائم الوحشية التي ارتكبت ضد المواطنين الأرمن، وتكرار بعضها خلال هذه الفترة على يد الجماعات الارهابية، مطالبا المجتمع الدولي بالتيقظ لمنع استمرار مثل هذه الأعمال الوحشية ضد الانسانية عامة، والمسيحيين خاصة.
أرمينيا تحيي ذكرى
وفى هذا الإطار انتقد دانيال فيرستين، رئيس الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية الصمت على ما حدث من جرائم تجاه الأرمن،  مجددًا التزام رابطة علماء الإبادة الجماعية الاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الأرمن واليونانيين والآشوريين على يد الإمبراطورية العثمانية، وتحدث عن كيفية إدراج الابادات الجماعية تحت محاولات طمث الهوية الوطنية ، مطالبا باتخاذ خطوات دولية ملموسة لمنع وقوع المزيد من أعمال الإبادة الجماعية.
كما شهد المنتدى استعراض مشاهد وصور من لجرائم الإبادة الجماعية، سواء ضد الأرمن أو الآشوريين مرورا بالمحرقة النازية ضد اليهود، وكذلك الابادة الجماعية في روندا وكمبوديا.
من ناحية أخرى، وفى تقرير لها عن مذبحة الأرمن، أكدت الجارديان البريطانية أن الحكومة البريطانية مصر على الالتفاف والتحايل في الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، في محاولة لتجنب الصدام مع تركيا، وأن وثائق وزارة الخارجية مصرة على تجنب لفظ "ابادة" في أي اشارة تجاه مذبحة الأرمن على يد العثمانيين قبل نحو 100 عام.
أرمينيا تحيي ذكرى
أكدت الصحيفة أن أرمينيا تشهد اهتمام متزايد في هذه الفترة نتيجة احياء ذكري مذبحة الأرمن، وسط حضور رئيسا فرنسا وروسيا، بينما يشارك وزير الخزانة الأمريكي، إلى جانب رئيس حزب المحافظين البريطاني في الاحتفال الذي تحييه السلطات الأرمينية.
الصحيفة انتقدت التمثيل الضعيف لبريطانيا في هذه المناسبة، وانه كان لابد من رفع مستوى التمثيل تماشيا مع أهمية الحدث، وضرورة اتخاذ موقف واضح من مذبحة الأرمن، بدلا من التلاعب بالكلمات.
وتمت الإشارة إلى اعتراف روسيا وفرنسا رسميا بالمذابح اﻷرمينية والإبادة الجماعية ، في حين تبتعد بريطانيا عن استخدام كلمة "ابادة جماعية" خشية انتقام  مماثل بتركيا إذا كان الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.
أرمينيا تحيي ذكرى
على الجانب الآخر أكدت فورين بوليسي الأمريكية انه في 25 أبريل 1915، غزا الحلفاء تركيا، وقام وزير الداخلية العثماني بإعدام 250  من كبار المثقفين الأرمن في القسطنطينية، كما نشرت السلطات أوامر الترحيل التي تتطلب الأرمن على الانتقال إلى مخيمات أعدت في صحراء سوريا، وبالرغم من ذلك لا زال تركيا ترفض الاعتراف بأي جرائم ارتكبت ضد الأرمن، ولا تزال تعتبر أن ما حدث مجرد حرب أهلية راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأتراك والأرمن.
شددت على أنه في الوقت الذى يتم فيه إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن لابد من التفكير من المخاطر للحد من تكرار مثل هذه الجرائم، والتضامن انسانيا وقانونيا مع الضحايا، واختتمت بتأكيدها على الاعتراف بهذه الجرائم  لا يؤدى إلى براءة الضحايا المدنيين أو الاكتفاء بالتعبير عن الشعور بالذنب من مسؤولي الدولة المتهمة بالقتل الجماعي ـوانما سيظل ذلك خطوة نحو بدء خطوات قانونية لاستعادة حقوق الضحايا وتضامن إنساني عالمي يعيد للضحايا حقوقهم المهدرة، والتأكيد على عدم التسامح مجددا بشأن أي جريمة مماثلة يترتب عليها قتل وتهجير هذا العدد الكبير الذى ينجم عن عمليات الابادة الجماعية، فما حدث قبل 100 عام على يد الأتراك، وكذلك ما حدث في رواندا وكمبوديا، وسقوط مئات الآلاف الأبرياء ضحايا لمطامع البعض لابد أن يكون هناك وقفة حاسمة حتى لا يتكرر الأمر، ويظل سفك الدماء مستمرا دون أي ملاحقة قضائية، ودون أي التزامات مادية أو أخلاقية للجناة، وهو ما يشجع الآخرين على السير في هذا المسار، نتيجة إفلات الآخرين منا لمحاسبة في السابق.

شارك