معقل النظام السوري تحت رحمة "جبهة النصرة"

السبت 25/أبريل/2015 - 02:40 م
طباعة معقل النظام السوري
 
تشكل منطقة الساحل السوري التي تضم محافظتي اللاذقية وطرطوس وتمتد من الحدود التركية شمالا حتى الأراضي اللبنانية جنوبا بطول 35 ميلا بحريا (65كم) تقريبا من ساحل البحر الأبيض المتوسط أهمية خاصة من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية للنظام السوري في معركته مع الثوار السوريين والجماعات الإسلامية المسلحة، خاصة قاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة" بالإضافة إلى أنه أحد معاقل النظام وأعوانه من العلويين الذين يشكلون قوام النظام الأمني والسياسي والعسكري للسلطة. 
معقل النظام السوري
قوات المعارضة السورية المسلحة المتحالفة تحت راية "جيش الفتح" بقيادة جبهة النصرة وبمشاركة أحرار الشام، وجيش الإسلام، وجبهة أنصار الدين، وألوية الفرقان حسمت معركة التمهيد لاقتحام الساحل السوري بعد دخولها إلى قلب مدينة جسر الشغور الاستراتيجية بريف إدلب، إثر هجوم واسع شنته على نقاط النظام حول المدينة، وسيطرت على معظمها لتفتح المدينة الاستراتيجية الطريق على محافظة اللاذقية قلب الساحل العلوي. 
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "دخلت جبهة النصرة وكتائب إسلامية اليوم 25-4-2015م إلى مدينة جسر الشغور بعد معارك عنيفة مستمرة منذ الخميس 23-4-2015م، وقد سيطرت على القسم الأكبر من المدينة، وسط فرار عناصر قوات النظام وذلك بعد معركة أعلن عنها في 22 – 4-2015م للسيطرة على المدينة تحت اسم "معركة النصر"".
وقال أبو رشيد القائد الميداني في الجيش السوري الحر: "إن النظام استشعر خطرا داهما على قواته في معسكر قرية اشتبرق جنوبي مدينة جسر الشغور، وقواته الموجودة في المدينة، لا سيما مع قطع الثوار طريق إمدادهم الآخر من إدلب؛ وإن هذا المستجد أفقد النظام صوابه خشية القضاء على قواته المحاصرة وخسارة جسر الشغور".
معقل النظام السوري
وقال رئيس المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام الإسلامية أبو اليزيد: "إن غرفة عمليات معركة النصر سيطرت على حاجز معمل السكر أكبر حواجز المدينة أولا، ثم تقدمت باتجاه دوار اللاذقية، لتتابع تقدمها نحو المربع الأمني للمدينة الذي انهار بشكل مفاجئ، وإن المدينة أصبحت محررة بشكل كامل، والآن تجري عمليات التمشيط، وإن أهميتها تأتي من كونها منبع إمداد قوات النظام في معسكرات القرميد، والمسطومة التي تحاصرها قوات المعارضة، ولم يبق لها إلا خيار واحد وهو الانسحاب نحو سهل الغاب، وإنها المفتاح لمعارك الساحل السوري الذي يعتبر أكبر معاقل قوات النظام السوري ومنطلق طائراته". 
وقد بدأت الفصائل الإسلامية في معركة السيطرة على الساحل السوري من خلال البدء في معركة ثلاثية الجبهات في درعا وحلب واللاذقية بقصد تشتيت قوة النظام السوري وإطلاق معركة الساحل؛ مما عكس قدرة الإسلاميين على التخطيط واختيار الأهداف والمناورة وفتح الجبهات الجديدة، وبالتالي نقل الثقل الإسلامي إلى معاقل النظام الرئيسية وفتح جبهة جديدة تخفف الضغط على بقية الجبهات. 
معقل النظام السوري
أما جبهة النصرة أكثر المستفيدين من معركة الساحل والاستيلاء عليه  فتحاول حاليا الإطباق على المدن والسيطرة عليها، لإنشاء قاعدة لها من خلال ما يلي: 
1- استغلال الطبيعة الطائفية، والعرقية، والسياسية، في المنطقة؛ تمهيدا للاستيلاء عليها. 
2- تنشيط خلايا نائمة لها بالمناطق المستهدفة؛ تهميداً لإشعالها من الداخل، وتسهيلاً للمعركة وعملية السيطرة المقبلة، خاصة مع الخلايا النائمة المنتشرة فيها، وخاصة في مدينة بانياس التي تحوي تشكيلا طائفيا متعدّدا، ووجودا سلفيا واضحا فيها.
3- إطلاق حرب نفسية في سائر المدن السورية الساحلية، خاصة اللاذقية وطرطوس، وضبط سيارات مفخّخة هنا وهناك، وإلقاء القبض على مجموعات مسلحة وعبوات.
4- نشر عمليات التفجير مع مجموعات عسكرية في مناطق محدّدة يتمكنون خلالها من تنفيذ عمليات عسكرية محدّدة الأهداف لمباغتة الجيش والقوى الأمنية، وخلق حالة رعب تؤدي لشلل المناطق المستهدفة.
معقل النظام السوري
وتتمثل أهمية منطقة الساحل بشكل عام فيما يلي: 
1- أنها تشكل إطلالة سوريا البحرية على شواطئ المتوسط وساحة عمليات قواتها البحرية والمنطقة التي تصل عبرها إمدادات النظام بالسلاح والذخائر والوقود والمواد الغذائية والتموينية.         
2- تعد منطقة الساحل أحد معاقل النظام السوري ومنطقة نفوذ للطائفة العلوية الحاكمة؛ حيث تنتشر قراهم ومدنهم وبشكل خاص مدينة القرداحة سكن عائلة الأسد وأعوان النظام من العسكريين والأجهزة الأمنية والشبيحة.
3- تتواجد بها القاعدة الروسية في منطقة طرطوس وهي القاعدة الروسية الوحيدة على البحر الأبيض المتوسط، والتي تقدم تسهيلات فنية ولوجستية للأسطول الروسي العامل بالمتوسط، وتهديد هذه القاعدة سينعكس بالتأكيد على الموقف الروسي. 
4- تعد المنطقة ذات أهمية اقتصادية كبيرة؛ حيث توجد بها موارد زراعية تؤمن الغذاء للنظام الذي يستطيع من خلاله حصار المعارضة المسلحة. 
5- تنتشر في المنطقة الغابات والبساتين والجبال الوعرة تساعد على اختفاء الإسلاميين وتحركاتهم وتجمعاتهم ومناطق انفتاحهم وأسلحتهم ومعداتهم، وطبيعة هذه المناطق تقدم تسهيلات لعمل المجاميع الصغيرة وحرب العصابات.
6- السيطرة على الساحل البحري كاملا أو جزء منه سيسهل وصول امدادات الأسلحة والمعدات إلى جبهة النصرة والفصائل الإسلامية الأخرى عبر البحر الأبيض المتوسط .

شارك