مرشحو القذافي لحكومة الإنقاذ الوطني.. هل يدفع "ليبيا" إلى الاستقرار؟

الأحد 26/أبريل/2015 - 12:24 م
طباعة مرشحو القذافي لحكومة
 
الأزمة الليبية ما زالت عالقة، حقيقة تؤكدها جميع الأحداث الجارية في البلاد، فرغم مساعي الأمم المتحدة للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف المتنازعة، فإنه حتى الآن الخلافات تزداد يومًا عن الأخر، فالسؤال يتمحور حول هل ستنجح مساعي برنادينو ليون المبعوث الأممي لدى ليبيا في لم شمل الأطراف المتنازعة، أم سيكون مصير الحوار الفشل الدائم؟
مرشحو القذافي لحكومة
العديد من المراقبين أكدوا على أن الأوضاع في تردٍّ واضح، فبينما تسعى الحكومة المعترف بها دوليًّا بقيادة عبدالله الثني والمقيمة في طبرق إلى التوافق على تشكيل حكومة إنقاذ وطني، تقابلها الحكومة الموازية بقيادة عمر الحاسي المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين والتي تواليها ميليشيات فجر ليبيا بالرفض والاعتراض على الأشخاص التي وقع الاختيار عليها في التشكيل الجديد.
وأعلنت ميليشيات فجر ليبيا أمس السبت 25 أبريل 2015 رفضها الدعوة التي وجهها رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برنادينو ليون لعدد من قادتها العسكريين للمشاركة في جلسات الحوار.
وقال بيان صادر عن الميليشيات: "اللغط كثر خلال الأيام الماضية، بين عدة أطراف محسوبة على ثورة 17 فبراير وعمليتها التصحيحية فجر ليبيا، نتيجة عدة عوامل أبرزها التدخلات الخارجية من قبل ليون، لشق الصف والتي لطالما حذرنا منها مرارا وتكرارا".
 وأكد البيان أن "رئاسة الأركان العامة التي تتبع تعليماتها للقائد الأعلى الذي هو رئيس المؤتمر الوطني العام بطرابلس، هي الجهة العسكرية العليا لإدارة الشئون العسكرية".
وأضاف البيان أن المؤتمر الوطني في طرابلس، هو الهيكل الشرعي الوحيد الممثل لليبيا بعد صدور حكم المحكمة بإسقاط مجلس النواب الليبي طبرق، متهمين ليون أنه يسعى ومن معه لإسقاط المؤتمر الوطني، بعد أن أصبح إلى حد كبير يمثل الصوت الوطني، الذي يعبر عن ثورة 17 فبراير، وفق البيان.
مرشحو القذافي لحكومة
من جانبها ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الأحد 26 أبريل 2015، أن بورصة المرشحين لتولى منصب رئيس حكومة التوافق الوطني التي ستخلف الحكومة الحالية التي يترأسها عبد الله الثني، باتت تضم نحو ثمانية مرشحين على الأقل، بعضهم عمل لفترات في نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وقال أعضاء في مجلس النواب الليبي التقوا برنادينو ليون، على مدى اليومين الماضيين إن قائمة المرشحين تضم عبد الرحمن شلقم وزير خارجية القذافي مندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة، وجاد الله عزوز الطلحي رئيس سابق لحكومة القذافي في الثمانينيات، بالإضافة إلى العارف النايض سفير ليبيا لدى الإمارات، وعبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، وعلاوة على هذه الأسماء المعروفة، تضم القائمة أيضا أسماء لمرشحين غير معروفين على الساحة المحلية.
ويزور ليون القاهرة الآن في إطار جولة إقليمية قبل استئناف الجولة الجديدة من المفاوضات التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة في المغرب مع بعض أعضاء مجلس النواب الليبي الموجودين في العاصمة المصرية، للاستماع إلى بعض الملاحظات الخاصة بهم على ما تمخضت عنه جولات الحوار السابقة.
فيما ذكر أحد الأعضاء الذين التقوا ليون في القاهرة، "كانت لدينا تساؤلات بعينها حول مجلس الدولة الذي اقترحه ليون في إطار الحل السياسي للأزمة، نريد أن نعرف ما هي صلاحيات هذا المجلس؟ وكيف سيتشكل؟ ومن المسئول عن تكوينه؟ كما نريد أن نعرف لمن ستكون قراراته ملزمة؟".
فيما أبدى أيمن المبروك سيف النصر عضو مجلس النواب، استعداده مغادرة موقعه فور التوصل إلى اتفاق سياسي مستقر يضمن توفير حل طويل الأمد لهذه الأزمة.
مرشحو القذافي لحكومة
في سياق مواز، ما زالت الصراعات قائمة على الأراضي الليبية بين الجيش الليبي وميليشيات فجر ليبيا، حيث سيطرت قوات تابعة للجيش الليبي على منطقة النجيلة إحدى الضواحي الغربية للعاصمة، وسط أنباء عن انسحاب قوات مصراتة بموجب صلح مع ورشفانة.
 وذكرت وكالة الأنباء الليبية التابعة لحكومة عبد الله الثني أن قوات الجيش تمكنت من دك معاقل ميليشيات ما يسمى "فجر ليبيا" الإرهابية وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مضيفة أن الميليشيات الإرهابية انسحبت من ﻣﻨﻄﻘﺔ "ﺍﻟﻨﺠﻴﻠﺔ"، وسط تقدم قوات الجيش باتجاه العاصمة التي تسيطر عليها ميليشيات الإرهاب منذ يوليو الماضي.
وأفاد مصدر مطلع لموقع قناة RT بأن التشكيلات العسكرية التابعة لمدينة مصراتة عقدت اتفاقا مع القوات التابعة لقبيلة ورشفانة على الصلح والانسحاب من مناطق ورشفانة الممتدة من العزيزية جنوبا إلى مناطق شمال غرب طرابلس.
وأكد المصدر وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات التابعة للجيش وقوات "فجر ليبيا" استخدم فيها الطرفان المدفعية الثقيلة في محيط مدينة الزاوية.
وتجددت غارات الطائرات التابعة لقوات "فجر ليبيا" السبت 25 أبريل على قاعدة الوطية الجوية جنوب غرب طرابلس وعلى مواقع للجيش في النجيلة.
هذا، وقتل مدني من عائلة "أبوعميد" وأصيب آخرون بجروح في غارة جوية نفذتها طائرة تابعة لقوات "فجر ليبيا" في منطقة العامرية الواقعة جنوبي طرابلس.
مرشحو القذافي لحكومة
من جانبها نقلت وكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة الموازية في طرابلس بقيادة عمر الحاسي، عن خالد أبوجازية الناطق باسم الكتيبة 166 والمسئولة عن مدينة سرت قوله: إن "القوة لا ترغب بالدخول للمدينة حاليا حفاظا على أرواح المواطنين". مشيرًا إلى أن الاشتباكات التي جرت الجمعة 24 أبريل مع من وصفهم بـ"المسلحين الذين ينسبون أنفسهم لما يسمى بتنظيم الدولة أسفرت عن إصابة ثلاثة من عناصر الكتيبة 166"، لافتا إلى أن "هذه الاشتباكات التي دارت قرب معصرة الزيتون استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة بين الطرفين"، مضيفا أن الأوضاع بالمدينة حاليا هادئة.
يرى عدد من المراقبين والمعلقين الليبيين أن الحوار الذي تديره الأمم المتحدة بشأن تسوية في البلاد ساهم بشكل مباشر في رفع الحظر عن أعضاء "المؤتمر الوطني العام" المنتهية ولايته، والذي تفرضه الميليشيات بشكل غير شرعي في طرابلس، ومكنتهم من السفر للخارج وإجراء لقاءات، بينما لا يتمتعون بأي شرعية تمنحهم صفة رسمية ليبية.
يبدو أن المشهد الحالي في ليبيا سيزداد تصعيدًا في ظل عدم اعتراض أحد الأطراف على التشكيل الحكومي الجديد والذي يضم في جعبته عددا من فلول القذافي، الذي طرحه ليون خلال جلسات الحوار، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وكذلك استمرار الميليشيات المنتشرة داخل الأراضي الليبية، وقد يكون التشكيل المطروح دافعًا قويًا لاستقرار البلاد.

شارك