الاعتراف الدولي بمذابح "الأرمن".. تهديد لـ "عرش" أردوغان

الأحد 26/أبريل/2015 - 03:50 م
طباعة الاعتراف الدولي بمذابح
 
في ظل الهجوم العالمي الذى طال تركيا خلال ذكري تكريم ضحايا مذبحة الأرمن، عبرت تركيا عن استنكارها لاعتراف زعماء الدول الكبرى بإبادة الأرمن على أيدي الأتراك، الأمر الذى قد يهدد عرش الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ظل الانتقاد العالمي والهجوم الشرس من جانب الدول الكبرى.
الاعتراف الدولي بمذابح
حيث قالت وزارة الخارجة التركية في بيان: "نرفض ونستنكر تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صنّف فيها ما حدث للأرمن في عام 1915 كالمذبحة ضدهم.
وذكر بوتين أن روسيا وفرنسا وبريطانيا أصدرت بيانا مشتركا في عام 1915 بناء على مبادرة من قبل وزير خارجية روسيا، وصفت فيه تلك الحادثة بالجريمة ضد البشر والحضارة.
ورأت وزارة الخارجية التركية أن الرئيس الروسي اعترف على هذا النحو بالمذبحة التي ارتكبها أتراك من رعايا الإمبراطورية العثمانية ضد الأرمن.
كما أدانت تركيا تصريحات مماثلة أدلى بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي حضر مع الرئيس الروسي حفل تكريم ذكرى ضحايا مذبحة عام 1915 في يريفان، والرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الألماني يواخيم غاوك.
وفي بيان ثان نددت الخارجية التركية باعتراف الرئيس الالماني يواكيم غاوك للمرة الاولى بـ"الابادة" وكذلك أيضا بأن لبلاده "مسؤولية جزئية" عما حدث.
وأضافت الخارجية التركية أن التاريخ والهوية التركيين هما جزء لا يتجزأ من المجتمع التركي-الألماني، أن أفراد هذه المجموعة لن يبقوا صامتين ازاء المحاولات الرامية للتشكيك بهذه الهوية، الشعب التركي لن ينسى ولن يسامح تصريحات الرئيس غاوك".
وتحتضن المانيا أكبر جالية تركية في الخارج يقدر عدد أفرادها بحوالى ثلاثة ملايين نسمة.
وكان غاوك قال خلال احتفال في كاتدرائية البروتستانت في برلين عشية الذكرى المئوية للمجازر "يجب علينا نحن الألمان أن نتصالح مع الماضي بالنسبة لمسؤوليتنا المشتركة، واحتمال تقاسم الذنب نظرا للابادة التي ارتكبت بحق الأرمن".
الاعتراف الدولي بمذابح
فى بيان ثالث لها انتقدت تركيا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي اصدر الخميس بيانا وصف فيه المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن بانها كانت "مذبحة مروعة"، متجنبا استخدام كلمة "ابادة"،وقالت انقرة في بيانها "نرفض أي مفهوم للعدالة تمييزي ومتحيز"، منددة بتبني الرئيس الأمريكي" وجهة نظر أحادية الجانب".
في ذات السياق، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، "نحن نفتخر بتاريخنا وأجدادنا، وعلى بابا الفاتيكان أن يقدم كشف حساب حول محاكم التفتيش في الأندلس والقتلى من المسلمين واليهود، وعلى الذين يعلنون قرارات ضد تركيا حول المزاعم الأرمينية"، وهم جالسين في عواصمهم أن يقدموا كشف حساب بخصوص الأبخاز والشركس والشيشانيين وأتراك الأهيسكا والجورجيين، الذين لجأوا إلى الأناضول بعد تعرضهم للتهجير والإبادة العرقية في القوقاز.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن داود أوغلو قوله إن المسؤولين الأتراك قالوا دائما إنهم مستعدون لمواجهة التاريخ وفتح الأرشيف التركي وللحديث مع من يرغب في النقاش معهم طالما سيحدثهم ندا لند ولن يتعامل معهم بتعال.
وأكد أنه لابد من تقديم كشف حساب بخصوص ملايين السوريين الذين أجبروا على ترك بلادهم ، مذكرا بأن الشعب التركي فتح قلبه أمام القادمين من البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى والعراق والصومال وسوريا.
كان البابا فرانسيس بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بالفاتيكان، قد وصف أحداث 1915 بأنها كانت "أول إبادة عرقية في القرن العشرين وقعت على الأرمن"، على حد تعبيره، وذلك خلال ترأسه قداسا خاصا في كاتدرائية القديس بطرس بمشاركة الرئيس الأرميني سيرج ساركسيان في الثالث عشر من أبريل الجاري.
وتعتبر مذابح الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكوست، وتشير إلى عمليات القتل الممنهج للأرمن، والترحيل القسري لعشرات الآف خلال تلك الفترة.
الاعتراف الدولي بمذابح
حسبما ذكرت مصادر تاريخية فإن الإبادة المنظمة للأرمن بدأت في نهاية القرن الـ19، حيث يُتهم السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، بأنه أول من بدأ تنفيذ تلك المجازر بحق الأرمن، ففي عهده أثار القبائل الكردية للهجوم على الأرمن، و نفذت بالفعل المجازر الحميدية والتي قتل فيها الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين، ففي عهده 1894-1895 وضع حجر الأساس لإبادة الأرمن، بهدف تقليص عددهم والقضاء عليهم في المستقبل.
وفي الـ14 من أبريل لعام المذابح 1915، جمع العثمانيون المئات من الأرمن، وأعدموهم في ساحات مدينة إزمير، وأجبروا جميع الأسر الأرمينية بالأناضول على ترك المدينة، والانضمام إلى مئات الألاف للسير في طرق صحراوية وجبلية، ونتيجة للظروف القاسية مات ما يقرب من 75% من هؤلاء.
وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن المجازر التي راح ضحيتها 1.5 مليون قتيل، بحسب الأرمن، كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، كما ترفض وصفها بـ"الإبادة."
وتؤكد تركيا أن عدد الأرمن الذي قضوا في تلك الفترة يقارب نصف مليون، وأنهم قضوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا، عدوة السلطنة العثمانية، في الحرب العالمية الأولى.
ويؤكد مراقبون أن تركيا حال اعترفها بأنها ارتكبت مذابح سيكون لزاما عليها صرف "تعويضات بالأراضي" في شرق تركيا للأرمن، إلى جانب التعويضات المادية، ومن الممكن في هذه الحالة أن يكون هناك تواصل بين حدود أرمينيا وبعض الأراضي التركية في الشمال الشرقي وفي الشرق، وهذا بالطبع سيهدد وحدة الأراضي التركية".

شارك