القبض على "أبو هاجر" يكشف ما خفي عن "داعش"
الثلاثاء 17/يونيو/2014 - 11:32 ص
طباعة
قبل يومين من سقوط الموصل بيد متمردين من الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" استطاع الجيش العراقي القبض على رجل داعش الأكثر تطرفا "أبو هاجر" رئيس المجلس العسكري بالتنظيم.
"أنتم لا تعرفون ماذا تفعلون" قال "أبو هاجر" مضيفا: "الموصل ستتحول إلى جحيم هذا الأسبوع" كما نقل عنه مسئول في المخابرات.
بعد ساعات عدة من القبض على "أبو هاجر" استطاعت القوات العراقية أن تعثر في منزله على 160 ذاكرة ومضية ( فلاش ميموري) تحتوي أكثر المعلومات التفصيلية التي عرفت عن "داعش" حتى اليوم، من أهمها أسماء المقاتلين والأسماء الحركية لهم وللمقاتلين الأجانب وقادة الصف الأول، ومصادر داخل الوزارات، وموارد وحسابات هذا التنظيم.
" تفاجأنا جميعا وتفاجأ المسئولون الأمريكيون" قال ضابط مخابرات كبير للغارديان مضيفا: "لا أحد منا يعرف هذه المعلومات".
كان المسئولون بمن فيهم ضباط وكالة المخابرات المركزية لا يزالون يفككون ويحللون تشفير الفلاشات عندما تحقق ما قاله "أبو هاجر"، فاحتل "داعش" جزءا كبيرا من شمال ووسط العراق، وفرض سيطرته على الموصل وتكريت وكركوك، حيث ترك الجيش العراقي بزاته العسكرية وهرب.
" بحلول نهاية الأسبوع، كان لا بد من إعادة النظر في مجموع حسابات تنظيم داعش" قال أحد المسئولين باستخفاف، مضيفا: "قبل الموصل كان إجمالي أصول أموالهم 875 مليون دولار ليزيد 1.5 مليار دولار، إذا ما ضفنا الأموال التي سرقوها من البنوك وقيمة اللوازم العسكرية التي نهبوها.
تم اختيار قادة تنظيم "داعش" بدقة، العديد من أولئك هم من قدامى المحاربين المتمرسين على القتال ضد القوات الأمريكية منذ ما يقارب عقدا من الزمن، لا يعرفون أسماء زملائهم، إستراتيجيتهم تقوم على الفصل بكل شيء حتى بالتفاصيل.
خلال الأعوام الماضية كان مسئولو مخابرات أجنبية يعرفون أن تأمين التدفقات النقدية الضخمة لداعش تأتي من حقول النفط شرق سوريا، التي كان التنظيم سيطر عليها أواخر عام 2012، بالإضافة إلى الاستفادة من الحقول التي عاد التنظيم وباعها إلى النظام السوري، هذا فضلا عن المكاسب التي جناها هذا التنظيم من تهريب جميع أنواع المواد الخام من سوريا، والآثار التي لا تقدر بثمن، لقد أخذوا 36 مليون دولار من منطقة النبك وحدها.
قال مسئول في الاستخبارات: "قبل اليوم كان المسئولون الغربيون يطلبون منا معلومات عن مصدر تمويل "داعش"، والآن هم يعرفون ونحن نعرف، لقد فعل التنظيم ذلك وحده، لم تكن هناك أي دولة، داعش لا يحتاج إلى دولة ".
كان من بين الذين اقتحموا الموصل جهاديون أجانب، ومنهم أوروبيون، معظم أسمائهم كانت معروفة بالفعل لأجهزة المخابرات التي حاولت تتبع تحركاتهم بعد أن وصلوا إلى تركيا، ولكن استخدام الأسماء الحركية منعت الأمر، أما اليوم بات المسئولون يعرفون تفاصيل عن الأقرباء وأرقام الهواتف والبريد الإلكتروني.
"اليوم وأكثر من أي وقت مضى بات معروفا كيف وصل "داعش"، وما حصل في العراق كان درسا آخر عن قدرات وطموحات هذا التنظيم، اليوم علينا محاولة مجاراتهم" يقول مسئول الاستخبارات.