"داعش" يواصل إرهاب الإعلاميين بذبح 5 صحافيين في ليبيا

الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 02:39 م
طباعة داعش يواصل إرهاب
 
رغم احتلال الإعلام مكانة كبرى في المساحة الفكرية لتنظيم "داعش" إلا أنه ما زال يتمادى في مقتل الصحفيين والإعلاميين بلا رحمة، واليوم تم العثور على جثث خمسة صحفيين في ليبيا من بينهم مصري، حيث صرح البر عصي قائد في الجيش الليبي أن عناصر لتنظيم "داعش" ذبحوا خمسة صحافيين يعملون لحساب محطة تلفزيون ليبية أحدهم مصري في شرق البلاد.
وكان الصحفيون الخمسة مفقودين منذ أغسطس 2014 حين غادروا مدينة طبرق الشرقية بعد نقل أحداث افتتاح البرلمان المنتخب للبلاد للسفر إلى بنغازي. وأخذتهم رحلتهم عبر درنة وهي معقل للإسلاميين المتشددين. وقال فرج البرعصي- وهو قائد بالجيش في شرق ليبيا- إن داعش مسئولة عن قتل الصحافيين الذين عثر على جثثهم خارج مدينة البيضاء الشرقية.
وقال البرعصي لرويترز: "عثر اليوم على جثث خمسة أشخاص وقد ذبحوا في غابات الجبل الأخضر"، وهي إشارة إلى منطقة قليلة السكان إلى الشرق من بنغازي. ولم يشر إلى الوقت الذي يعتقد أن الصحافيين الخمسة قتلوا فيه.
وقال صحافيون آخرون: إن الصحافيين- وهم أربعة ليبيين ومصري- يعملون لحساب تليفزيون برقة، وهي محطة تليفزيون شرقية تساند إقامة نظام اتحادي لشرق ليبيا.
وقال الاتحاد الدولي للصحافيين ومقره بروكسل الذي يساند حرية الصحافة: إن الصحافيين خطفوا عند حاجز تفتيش "داعش"، وقتلوا "في الآونة الأخيرة".
وقال رئيس الاتحاد جيم بوملحة: "لقد صدمنا صدمة عميقة بهذا الذبح الوحشي. ويهدف داعش إلى التخويف، لكن ليس بوسعنا إلا أن نشعر بشديد الأسف ومزيد من الإصرار على رؤية القتلة وهم يحاسبون عن جرائمهم".
وكان متشددون موالون لـ"داعش" استغلوا الفراغ الأمني في ليبيا حيث تتصارع حكومتان وبرلمانان متنافسان بدعم من جماعات مسلحة بعد مرور أربعة أعوام على الإطاحة بمعمر القذافي.
وكان التنظيم الذي استولى على أجزاء من سوريا والعراق قد أعلن مسئوليته عن قتل 30 مسيحيا إثيوبيا و21 مسيحيا مصريا، وعن هجوم على فندق في طرابلس وسفارات وحقول نفط.
وقال فضل الحاسي أحد قادة الجيش: إن شخصين قتلا وأصيب سبعة في بنغازي حينما أصابت صواريخ مباني سكنية.
وتقاتل قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليا مقاتلين إسلاميين منذ نحو عام في ثاني أكبر مدينة في ليبيا. وقال الحاسي: إن مقاتلين إسلاميين أطلقوا الصواريخ لمنع قوات الجيش التي تدعمها طائرات من الاقتراب من قواعدهم.
هذا وأحرج مقتل الصحفي الأمريكي جيمز فولاي ثمّ زميله ستيفن سوتلوف الغربَ. كما ندّدت وسائل الإعلام باغتيال الناشطين البريطانيين دايفد هينز وألان هينين. ولم يكن الأمر مستبعدا باعتبار أن الاغتيالات كانت مدبّرة ومصوّرة بنية بثّ الرعب في النفوس؛ إلا أن الغرب ليسوا وحدهم ضحايا تنظيم داعش.
منظمة "مراسلون بلا حدود" أحصت في تقرير لها صدر يوم الخميس 23 أكتوبر 2014 مقتل صحفيين غربيين وثمانية صحفيين سوريين وصحفيين عراقيين على يد الجماعة الجهادية. بالإضافة إلى أخذ صحفي أجنبي كرهينة وخطف تسعة صحفيين عراقيين من قبل الدولة الإسلامية ونحو 20 صحفيّا سوريّا اختفوا أو اختطفوا من مختلف الجماعات المسلحة، من بينهم تنظيم داعش في سوريا.
ضحايا داعش من الصحفيين 
ومن بين الضحايا، رعد العزاوي، مصور عمره 37 عاما يعمل في القناة المحلية سما صلاح الدين. اغتيل على الملأ يوم 11 أكتوبر مع أخيه واثنين آخرين في سمرة شرق تكريت، وفقا لأحد أفراد عائلته.
ثم يوم 13 أكتوبر، قتل المذيع السابق في قناة الموصلية مهند العكيدي بعد اختطافه قبل شهرين من داعش، وبعد يوم من اغتياله تضاربت الأنباء حول مقتله في وسائل الإعلام المحلية ووسط عائلة الصحفي حسب "مراسلون بلا حدود" الّتي أكّدت على أنّ هذا المثال يسلّط الضوء على "الفوضى التي تعم المشهد الإعلامي في المنطقة، وانعدام المصادر الموثوقة في مدينة الموصل وغيرها من المناطق".
كما أكّد مصدر طلب عدم الكشف عن هويّته لـ "مراسلون بلا حدود"، أنّ "ما لا يقل عن 60% إلى 70% من صحفيي الموصل هجروا المدينة، فيما يبقى الآخرون في منازلهم". ورجّحت المنظمة تلقيهم تهديدات بالقتل من قبل داعش في حال تغطيتهم للأحداث.
وتستند "مراسلون بلا حدود" أساسا على مرصد الحريات الصحفية وعلى شهادات متنوّعة، إلا أنّها ترى المناطق الخاضعة لداعش بمثابة "ثقوب سوداء"؛ ممّا يجعل مهمّة الحصول على المعلومات شاقّة وغير مضمونة.
وفي حديث للمنظّمة، قال صالح حركي، مراسل قناة كي.إن.إن الكردية: "نحن نعلم أن الصحفيين يواجهون خطر الإعدام ذبحا على يد داعش، ولتجنب الوقوع في ذلك، فإننا نغطي الحرب على مسافة كيلومترين".
ووفقا لموقع  Syria Deeply، فإن تنظيم الدولة الإسلامية قام بوضع 11 قاعدة غير قابلة للنقاش للصحفيين الّذين يرغبون في تغطية نشاطاته في محافظة دير الزور في سوريا. كما طلب منهم التنظيم مبايعة الخليفة أبي بكر البغدادي، وعدم نشر أي شيء قبل موافقة المكتب الإعلامي للتنظيم. وفيما يخصّ الصور والفيديوهات، يمنع تصوير الأماكن أو الأحداث السريّة. وكلّ من لا يحترم هذه القوانين يكون عرضة للملاحقة والقتل. وقد تمّ صلب الشاب عبد الله البوشي، 17 عاما، على الملأ لثلاثة أيام لتصويره مقرّ الجماعة الجهادية في حي الباب في حلب في سوريا، حسب "مراسلون بلا حدود"، واتّهم بالردّة من قبل المنظمة الإرهابية لتصويره فيديوهات وبيعها.

شارك