بعد التصدّع الداخلي وتقدم المعارضة في سوريا.. هل يتهاوى نظام الأسد؟!

الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 09:06 م
طباعة بعد التصدّع الداخلي
 
حرب الميلشيات
حرب الميلشيات
تصاعد المعارك في سوريا، ودعم الجماعات المتطرفة بالسلاح تزيد سخونة الأزمة السورية، وتعقيد المشهد الراهن، وتغليب لغة السلاح على حساب الحلول السياسية التي تسعى إليها الأمم المتحدة بوساطة روسية ومشاركة إيرانية محتملة في الحوار السوري في مايو المقبل. 
من جانبه اتهم النظام السوري  تركيا بتقديم إسناد ناري ودعم لوجستي الى "تنظيمات ارهابية" هاجمت مدينة إدلب وبلدة جسر الشغور السوريتين، والإشارة إلى أن هجمات التنظيمات الإرهابية المسلحة على جسر الشغور واشتبرق وقبلهما مدن إدلب وكسب وحلب نفذت بدعم لوجستي واسناد ناري كثيف من الجيش التركي، ووصف التليفزيون السوري هذه المساعدات بأنها " عدوان تركي مباشر على سوريا.
وفي هذا السياق اعتبرت "واشنطن بوست" الأمريكية إن قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على السلطة بدأت تهتز نتيجة  التقدم الذي تحرزه قوات المعارضة شمالاً وجنوباً، وهو ما يضع احتمالات عدة حول صلابة نظام الأسد الذي يبدو الآن في مأزق أكثر من أي وقت مضى خلال سنوات الصراع السوري، مشيرة إلى أن ما حققته المعارضة من تقدم سيطرتها على مدينة "جسر الشغور" الاستراتيجية في محافظة إدلب التي سبق أن انتقلت إلى قبضة المعارضة وجبهة النصرة قبل أسابيع قليلة.
الدمار يلحق بسوريا
الدمار يلحق بسوريا
وتمت الاشارة إلى أن قوات النظام السوري تعرضت لأزمة كبيرة مركز إدلب الشهر الماضي في "جسر الشغور" بعد أيام معدودات فقط من القتال، ما يؤشر أكثر إلى تنامي ضعف قوات النظام مقابل استعادة المعارضة لقوتها على الأرض.
من جانبها اعتبرت إيميلي هوكايم الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن بقاء الأسد ونظامه إلى أجل غير مسمى، باتت موضع شك، وأن الضغط المتزايد على قوات الأسد وموارده بات واضحاً للغاية، وحجم خسائره الآن كبير جدا، بحيث لم يعد بالإمكان إخفاؤها
يأتي ذلك في الوقت الذى  يرى مراقبون أن احتمال سقوط النظام في دمشق مازال بعيدا، في وقت تبقى فيه العاصمة شديدة التحصين، فيما تأتي مكاسب المعارضة في الغالب من محيطها، حيث خطوط إمداد النظام.
وبدأت المعارضة بعد السيطرة على إدلب بالضغط جنوباً في اتجاه المناطق التي يسيطر عليها النظام في كل من حماة وحمص، وبات مقاتلو الفصائل المعارضة يهددون معقل عائلة الأسد على ساحل مدينة اللاذقية، في الوقت الذي بدأت فيه المعارضة الأكثر اعتدالاً بالتقدم السريع جنوب البلاد، وتهديد سيطرة النظام على محافظة درعا الاستراتيجية، بينما تتقدم شمالا باتجاه دمشق.
واعتبرت الواشنطن بوست أن هذا التراجع لقوات النظام الذي بدأ مطلع العام الحالي بعد خسائره الكبيرة في معارك حلب، يكشف أنه حتى لو كان بإمكانه الإبقاء على سيطرته في دمشق، فإن فرص استعادته لبقية مناطق سوريا تعد ضئيلة جداً.
على الجانب الآخر يرى  السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد أنه لا يمكن استبعاد حدوث انهيار في النظام السوري، فالانشقاقات والنكسات المتتالية في ساحة المعركة، فضلا عن نقص القوات تشكل جميعها علامات ضعف، موضحا أن ما تشهده الساحة السورية الآن علامات بداية النهاية للنظام السوري".
رحلة الفرار
رحلة الفرار
من جانبها اعتبرت لاستريا الإسبانية، إنه بعد الشرارة الأولى من الحرب الأهلية في سوريا التي حظيت باهتمام عالمي كبير بدأ الآن أن العالم ينسى، وغالبا أصبحت سوريا تؤكد أن الحروب في الدول العربية تستمر لعقود دون أي حل واضح، وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع السوري انتشر إلى الدول المجاورة ولا أحد يعرف كيف ومتى تنتهى هذه الحروب في سوريا وأي بلدان أخرى في ليبيا واليمن والعراق، فإن هناك مئات من الفصائل التي تسعى إلى الحصول على الأراضي وتتحرك للحدود وتدعى مجالات جديدة بغض النظر عن الزمن الذى يستغرقه لكسر الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ومع الزمن تظهر صراعات أكثر وتنفجر صراعات جديدة.
نوهت الصحيفة في تقرير لها عن الأزمة السورية، انه بالرغم من أن الحرب الأهلية في سوريا أصبحت تتجاوز الـ210000 ضحية ومعظمهم من المدنيين، بعد أن أصدرت الأمم المتحدة تقرير أن 3.7 مليون من السوريين فروا من بلادهم في حين أن عدد سكان سوريا في بداية الحرب 23 مليون نسمة، ولذلك فإن الحرب في سوريا تعتبر من أكبر المآسي الإنسانية التي يهددها النسيان.
أشارت إلى الوضع السيئ في سوريا مكث 4 عقود كاملة، ولا يزال مستمرا على يد عائلة الأسد التي أعطت المصالح للدول الغربية، ولذلك فلابد من اعتبار روسيا والصين أطرافا مؤثرة في الصراع العربي.

شارك