في خطوة ليست بجديدة، على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فضت الشرطة التابعة للحركة في قطاع غزة، تظاهرة نظمها تجمع شبابي اليوم (الأربعاء)، للمطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني، بين حركتي "فتح" و"حماس"، والعمل على إعمار القطاع الذي دمرته آلة الاحتلال العسكرية، في وقت دعت فيه إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي يُعزز من كونها تريد الاستمرار في السيطرة على القطاع مع استمرار حالة الانقسام.  

ويبدو أن الحركة باتت راضية بالأمر الواقع، الذي تسببت فيه منذ انقلابها على السلطة الشرعية في قطاع غزة 2006، ما أضر بالقضية الفلسطينية، حيث سجلت تقارير إعلامية بأن الجماعة قامت بقمع عدد من الوقفات الاحتجاجية التي تنادي بإنهاء الانقسام، فالشرطة الخاصة بحركة حماس عرف عنها الشدة والقمع في التعامل مع المتظاهرين، ففي الوقت الذي جرت فيه التظاهرة في حي الشجاعية المُدمر شرق مدينة غزة، قامت عناصر الحركة باعتقال عدد منهم، واعتدت بالضرب على آخرين، بحسب شهود عيان ومنظمي الوقفة.

شهود عيان قالوا إن نحو 400 شاب وشابة تجمعوا وسط الحي ورددوا هتافات تدعو إلى إنهاء الانقسام وإعادة إعمار قطاع غزة المُدمر بعد الحرب الإسرائيلية الصيف الماضي، فاندلعت مواجهات بين أفراد من الشرطة الذين كانوا يرتدون لباسا مدنيا والمتظاهرين، كما اعتقلت الشرطة سبعة شبان على الأقل.

وفي حين، قال أحد المنظمين إن عناصر الأمن الداخلي التابعة لحركة حماس "اعتدوا على عشرات من الشبان المشاركين في الحراك بالهراوات ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الشبان، لم تؤكد الشرطة في غزة عدد المعتقلين بينما قالت نقابة الصحافيين إن من بين المعتقلين صحافيًا.

المتحدث باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إياد البزم، قال عبر صفحته على موقع (فيسبوك) إن وزارته "قدمت كافة التسهيلات اللازمة لنجاح الفعالية، حيث قدم القائمون عليها طلبا مسبقا للداخلية" مشيرًا إلى أن الفعالية سارت على ما يرام حتى انتهائها، مضيفاً: "يعد انتهاء الفعالية انقسم المشاركين مجموعات وجرت مشادات فيما بينهم ما دفع الشرطة للتدخل خشية تطور الأمر وحفاظا على حياة المشاركين والأمن العام".

في السياق، وفي دعوة، تؤكد حرص الحركة على الانفراد بحكم القطاع دعت حركة "حماس" مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى التحرك العاجل لإنهاء الحصار الإسرائيلي بكل أشكاله وإدانة جرائم الاحتلال.

وقالت الحركة في بيان صحفي اليوم الأربعاء :"إن وصول مبعوث الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى قطاع غزة خطوة في الاتجاه الصحيح، نأمل أن يتم خلالها الاطلاع عن كثب على جرائم الاحتلال بحق شعبنا ونتائج الحصار الظالم لأهلنا في قطاع غزة".

ودعت نيكولاي "إلى التحرك العاجل لإنهاء الحصار بكل أشكاله وإدانة جرائم الاحتلال، والتدخل لفتح المعابر والإسراع بخطوات إعادة الإعمار وإدخال احتياجات القطاع وخاصة مواد البناء".

ووصل إلى غزة صباح اليوم الأربعاء منسق الأمم المتحدة الجديد لعملية السلام نيكولاي ملادينوف في أول زيارة للقطاع منذ توليه مهام منصبه خلفا لروبرت سيري.