معارك طاحنة في جنوب سوريا.. ودعوات لتأهيل العائدين من "داعش"

الأربعاء 29/أبريل/2015 - 11:08 م
طباعة المعارك مستمرة المعارك مستمرة
 
عناصر تابعة للنصرة
عناصر تابعة للنصرة
شهدت جنوب سوريا اليوم معارك طاحنة بين جبهة النصرة وفصائل مقاتلة إلى جانبها من جهة، وفصائل أخرى مؤيدة لتنظيم داعش من جهة ثانية، وترتب على ذلك مقتل 38 فردًا، في ظل الدعم الذى تحظى به  جبهة النصرة من حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وبعض مقاتلي "الجبهة الجنوبية" الجيش الحر في هذه المنطقة، ما يعرف بـ"جيش الجهاد"، وهو مجموعة نشأت مؤخراً من فصائل عدة، وتجاهر بمواقف مؤيدة لداعش، وتمكنت جبهة النصرة وحلفاؤها من أسر 15 مقاتلاً من الطرف الآخر
ويرى مراقبون أن هذه المعارك هي المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه المعارك في هذه المنطقة القريبة من المواقع العسكرية الإسرائيلية.
داعش
داعش
من جانبه قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن هذه الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي فصائل إسلامية وحركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة من طرف ومقاتلي سرايا الجهاد الذين أعلنوا ولاءهم للدولة الإسلامية في منطقة القحطانية بريف القنيطرة القريبة من الحدود مع الجولان السوري المحتل تسببت في سقوط عشرات القتلى، وتأجيج الصراع بين هذه الجماعات.
يأتي ذلك في الوقت الذي شن فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة 21 غارة ضد أهداف لتنظيم داعش)، وقال الجيش الأمريكي إن التحالف شن 5 غارات على أهداف لداعش في سوريا و16 على أهداف للتنظيم في العراق في هذه الفترة.
ففي سوريا، استهدف طيران التحالف مواقع قرب بلدة عين العرب باربع غارات، فيما استهدفت الغارة الخامسة موقعا قرب الحسكة، وفي العراق، شن طيران التحالف 5 غارات على اهداف قرب بيجي، اضافة الى مواقع لداعش قرب الأسد والحويجة والفلوجة والموصل وتلعفر.
جيل دو كيرشوف
جيل دو كيرشوف
من ناحية أخرى أكد منسق الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف أنه يتعين على الدول الأوروبية أن تقوم بتصنيف "المقاتلين الأجانب" العائدين من سوريا والعراق لتحديد من يشكلون خطرا أكبر والقيام بإعادة تأهيل الآخرين، مشيرا إلى أن من يثبت عليه التطرف بحيث من الممكن أن ينتقل إلى مرحلة التحرك في الأراضي الأوروبية، يجب محاكمته وإدانته من دون أي تردد، لكن سيتعين إيجاد وسائل لتخفيف تطرف الملتزمين بشكل أقل.
نوه إلى انه من بين المقاتلين الأجانب المتوجهين إلى سوريا والعراق أعداد لا يستهان بها من الأوروبيين، أكثر من أربعة آلاف حتما، وبالتالي، فمراقبة كل الناس تتخطى إمكانيات جميع الدول. فقبل سوريا، كان هناك عشرات يخضعون للمراقبة، أما الآن فالأعداد أصبحت بالآلاف، ويشكل هذا تحديا من حيث الكم".
الجولان
الجولان
شدد بقوله "هناك متطرفون يعودون من سوريا لن يكون بحوزتنا تجاههم أدلة كافية لينالوا أحكاما قاسية، وأحيانا لا توجد أدلة على الإطلاق، وجمع الأدلة يشكل تحديا حقيقيا، فلا وجود لنا في سوريا ولا نتعامل مع نظام بشار الأسد، بالتالي، ليس أمرًا سهلًا إثبات أن شابًا أوروبيا التحق بتنظيم داعش أو جبهة النصرة بدلًا من الجيش السوري الحر، باستثناء تقفي الأثر الإلكتروني وهذا ليس من اليسير إثباته أيضا، إنها عملية تحد بالنسبة للقضاة".
أوضح كيرشوف  بقوله" سيكون خطأ كبيراً إرسال كل من يعود من سوريا والعراق إلى السجن لأن السجون عامل مساعد في تغذية التطرف، بالتالي عندما لا تكون أيدي أحدهم ملطخة بالدماء فسيكون من الأفضل، إذا وافق على ذلك، وضعه ضمن سياق إعادة تأهيل والقيام بما يلزم لكي لا يتجه نحو العنف، فمن أصل مئات المسلحين العائدين يجب التوصل إلى معرفة من يشكل منهم خطرا ، ويجب إجراء تقييم لكل حالة على حدة،إنه أمر صعب خصوصا أن بعضهم تعلم فن الخداع. هذا ليس علما لكن تبدو لي أنها الطريقة الأفضل للتصرف، كما يجب التوصل إلى تقليل عدد المشتبه بهم عبر الرهان على برنامج إعادة التأهيل أو تقديم مساعدة نفسية أو اجتماعية لأولئك الذين لا يشكلون خطرا".
ركز على أن المراقبة ليست فقط لمن يتوجهون إلى سوريا ويعودون منها أو عناصر الشبكات القديمة، هناك أيضا من يتأثرون بالإنترنت، فالقضاء على أحد ما أصبح متطرفا أكثر فأكثر ومنزويا ، ثم قرر الانتقال إلى مرحلة التحرك، يتجاوز إمكانيات أي جهاز استخبارات.
وتأتى هذه التطورات، في الوقت الذى يتم فيه الاعداد لجولة جديدة من الحوار السوري تحت رعاية أممية خلال الأسبوع الأول من مايو المقبل. 

شارك