معركة النفط تتجدد بين "داعش" والحكومة العراقية

الخميس 30/أبريل/2015 - 02:14 م
طباعة معركة النفط تتجدد
 
يدافع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" عن مصدره الرئيسي في جني الأرباح والمكاسب وهو النفط العراقي بشتى السبل؛ ولذلك يخوض حاليا معركته الكبرى حول حقول مصفاة بيجي الواقعة في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد، بإلإضافة إلى حقل "الدجيل" الذي سقط بأيدي التنظيم الدموي "داعش" في يونيو 2014م +للتكامل بهما مناطق نفطية اخرى على جانبي الحدود السورية العراقية. 
معركة النفط تتجدد
 ويخوض التنظيم من أجل ذلك معركة كبيرة داخل مصفاة بيجي مع قوات الأمن العراقية التي يبلغ عددها 200 عنصر من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع (سوات) وهم محاصرون عند البوابة الجنوبية للمصفاة، المنطقة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة قوات الأمن العراقية ووجهوا نداء استغاثة للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، وقائد عمليات صلاح الدين بسرعة إرسال تعزيزات إلى المصفى لنجدتهم وفك الحصار عنهم.
 وبذلك يكون مقاتلو التنظيم ق سيطروا على أكثر من 90% من مصفاة بيجي التي تبلغ مساحتها 22 كم وتأتي هذه السيطرة بعد هجمات شنها تنظيم الدولة، وسيطر بموجبها على معظم المصفاة، وهو ما سعى تنظيم الدولة إلى تحقيقه من خلال الهجوم على المواقع الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية أكثر من 18 مرة خلال شهر أبريل 2015م. 
معركة النفط تتجدد
وتتمثل أهمية مصفاة "بيجي" فيما يلي: 
1- تُغذي ثلث العراق بالمشتقات النفطية. 
2- تعد أكبر مصفاة للنفط شمالي العراق.
3- تعد مصدر تمويل هام لداعش في شمال العراق. 
هذا الأمر خلق حالة ترقب لدى زبائن النفط العراقي في انتظار نتائج المعركة بين الحكومة العراقية و"داعش" حول مصفاة "بيجي"، على أمل الحصول على حصصهم، بعدما اتجهت الحكومة إلى اعتماد حقول النفط في الجنوب.
وحاولت الحكومة العراقية التغلب على الأمر فاتجهت إلى الاعتماد على حقول البترول في البصرة، جنوب البلاد، بعدما توقف إنتاج حقول الشمال نسبيا، بسبب الحرب مع "داعش"، التي يسيطر مقاتلوها على الموصل ومحافظات شمالية عدة.
معركة النفط تتجدد
وكشف عادل عبد المهدي وزير النفط العراقي على أنه من المتوقع أن تسجل صادرات بلاده النفطية مستوى قياسيا مرتفعا عند حوالي 3.1 مليون برميل يوميا؛ بسبب بقاء الإنتاج من الحقول الجنوبية قويا، وقد يصل متوسط الصادرات للشهر بكامله عند ذلك المستوى، لكن هذا الأمر مرهون بالأمن وعدم حدوث أي طارئ غير متوقع وأن العراق لديه بالفعل "طابور من الزبائن لخام البصرة، جنوب البلاد". 
وحاول عبد المهدي خلق حالة من الاطمئنان حول نفط شمال العراق ومصفاة بيجي، بقوله: "الحكومة العراقية ما زالت تسيطر على الجزء الرئيسي من مصفاة بيجي، أكبر مصفاة نفطية في البلاد وتقع شمال العراق، رغم وجود مئات من "متشددي داعش" في أجزاء منها.
معركة النفط تتجدد
 ويمثل النفط أهمية خاصة لتنظيم داعش خاصة في العراق؛ حيث يقوم ببيع النفط العراقي في السوق السوداء عبر تركيا ليضمن بها واردات مالية تسهل له عتادا لوجستيا لهجمات جديدة ضد الحكومة العراقية والسورية وهو ما أكده عمدة مدينة طوزخورماتو العراقية بقوله: "إن مقاتلي داعش يبيعون النفط لكل من يريد شراءه؛ لأنهم يحتاجون المال لشراء السلاح والذخيرة" فيما أكدت تقارير أخرى أن تنظيم داعش يجني ما يقارب مليون دولار يوميا من بيع النفط الخام من آبار النفط لرجال الأعمال الأكراد، من خلال تهريب النفط من الحقول العراقية إلى تركيا وإيران؛ حيث يتم بيع البرميل الواحد بـ25 دولارا. 
ليبقى النفط العراقي هو عنوان المعركة الدائم بين التنظيمات الإرهابية الطامعة في المال والسلطة وبين حكومة تدير دولة تتحكم في مواردها النعرات الطائفية. 

شارك