على خطى "داعش".. حزب الله يجند الأطفال للدفاع عن الأسد

الخميس 30/أبريل/2015 - 05:33 م
طباعة على خطى داعش.. حزب
 
فيما يبدو أن الأطفال أصبحوا هم الذراع الأقوى التي تستغله جميع الحركات والتنظيمات سواء كانت شيعية أم جهادية، فعقب استغلال تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام للأطفال وتدريبهم على القتال في الآونة الأخيرة، صار على نفس النهج حزب الله اللبناني، وبدأ في تشييع الأطفال صغار السن حيث شيع الحزب الطفل مشهور فهد شمس الدين، صاحب الـ 15 عاماً، بعد مقتله في سوريا، أثناء قيامه بواجبه الجهادي، وفق ما أدعت قناة المنار التابعة للحزب.
على خطى داعش.. حزب
توسعت حملة تجنيد الأطفال عقب عاصفة الحزم مباشرة، والتي شنتها عدد من دول الخليج على جماعة الحوثي وهم فرع من فروع حزب الله اللبناني في اليمن.
وكانت كشفت معلومات أن مكاتب حزب الله الرئيسية في حارة حريك بالضاحية بدأت تقوم بحملات تجنيد معظم عناصرها من القاصرين، وبدأت الحملات عبر المساجد والحوزات الدينية الشيعية لتشجيع الفتيان على الالتحاق بالواجب الشرعي والمحاربة إلى جانب الحوثيين في اليمن.
اعتبر متابعون أن إعلان حزب الله تشييع أحد مقاتليه الأطفال في سوريا، خبراً مفجعاً لذويه وللوطن على حد سواء مع بلوغ الحزب في غيه حد إغواء غير الراشدين من أتباعه للزج بهم في الحرب السورية والتضحية بحياتهم على مذبح الدفاع عن النظام السوري.
ويعاني الحزب من أزمة في التجنيد بسبب حالة من التململ التي بدأت دائرتها في التوسع في بيئته الحاضنة.
كانت أكدت مصادر شعبية في لبنان أن جمعية الإمداد الخيرية التابعة لحزب الله تقوم بتشييع الاطفال السوريين المشردين أو الذين لم يعد لهم أي معيل بعد وفاة أهلهم.
وحسب احصائية فإن عدد الأطفال الذين قامت هذه الجمعية بتشييعهم حتي اليوم يتراوح بين 200 و300 طفل سورى.
وتستغل الجمعية عملها في رعاية الايتام فتلتقط أطفال سوريين مشردين في سوريه ولبنان وتقوم بتبنيهم عبر إيوائهم وتسجيلهم في المدارس التابعة لحزب الله، ثم البدء بإعطائهم دروس دينية عن المذهب الشيعي.
على خطى داعش.. حزب
فيما أنشئت كشافة المهدي، وهي جمعية كشفية تابعة لـ"حزب الله"، في العام 1985، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة الأمنية"، والتي تضم عشرات آلاف الأعضاء، وتوجد لها فروع في المناطق، في بيروت وضاحيتها الجنوبية والبقاع اللبناني وجنوب لبنان.
 وقد حصلت هذه الجمعية على إذن بالعمل من وزارة الداخليّة اللبنانية في العام 1992، أي بعد سبع سنوات من إنشائها. وهي ورثت "كشافة الرسالة الإسلامية" التابعة لحركة أمل في البيئة الشيعية بعد أن صار عمل الأخيرة مقتصرا على العمل الكشفي المدني فقط، بينما تجري عمليات تعبئة دينية عقائدية حماسية في أفواج كشافة المهدي كي تعدّ "الفتيان" للعمل الجهادي المسلّح عندما يكبرون.
وتضم الحركة الكشفية التابعة نحو 500 ألف منتسب ومنتسبة تقريبا، بين عمر 8 سنوات وحتى 18 عاما، يتوزّعون على أكثر من 500 فوج.
والهدف من الحركة الكشفية كما جاء صراحة في التقرير السنوي للحركة عام 2006، هو إنشاء جيل إسلامي وفق التصور الخاص بـ"ولاية الفقيه"، أي الالتزام بتعاليم المرجع الديني في إيران المرشد السيد علي خامنئي، وبذلك تصبح الطائفة هي الوطن بنظرهم ورئيسها المرشد الديني والسياسي الإيراني المتمتع بهالة من القداسة كونه نائب الإمام المهدي المنتظر، فتجعله في نظرهم المخلّص الديني والدنيوي والقائد الالهي الملهم الذي لا يمكن أن يساويه مخلوق في العالم.
وحسبما ذكرت إحدى الصحف العالمية في دراسة فإن إقامة حركة كشافة الإمام المهدي من قبل حزب الله يهدف إلى اجتذاب الأولاد وأبناء الشبيبة من أبناء الطائفة الشيعية، والتأثير على بلورة وعيهم وإعداد أجيال جديدة من أبناء الشبيبة النوعيين المعبئين بالإيمان الإسلامي، الشيعي، الراديكالي الذي يرعى فكرة عودة المهدي كقيمة إيمانية مركزية في حزب الله.
كانت ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن تنظيم حزب الله الجنوب لبناني ينوي استخدام الأطفال في القتال داخل سوريا لمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على محاربة معارضيه.
على خطى داعش.. حزب
وبحسب التقرير العبري بأن هذا يأتي بعد أن شيع حزب الله الشهيد المجاهد مشهور فهد شمس الدين الذي استشهد في حادث مؤسف أثناء قيامه بواجبه الجهادي، مشيرة إلى أن الطفل مشهور لم يتجاوز الـ 15 عاما من عمره، وعلى ما يبدو أنه أن يقوم بعملية خارج الحدود اللبنانية في الداخل السوري ضد معارضي الأسد.
ولفت التقرير إلى أن المواقع الإخبارية اللبنانية تكهنت بأن حادث مقتل الصبي جاء إما في إحدى هجمات الجيش السوري في منطقة القلمون القريبة من دمشق، وإما قتل أثناء قيامه بهجمات ضد إسرائيل بحسب وصف الموقع العبري.
ورصدت تقارير إعلامية في لبنان فإن  العشرات من عناصر حزب الله الذين سقطوا خلال الأيام الأخيرة بين قتيل وجريح في منطقة القلمون السورية معظمهم ما دون 18 سنة، أتى خبر تشييع الحزب عصر الثلاثاء في الضاحية الطفل ذي الـ15 ربيعاً مشهور شمس الدين من بلدة مجدل سلم الجنوبية ليؤكد هذه المعلومات وليعطي بعداً دراماتيكياً للمدى الدموي الذي بلغه حزب الله في توريط اللبنانيين في الحرب الإيرانية الدائرة على الأراضي السورية.
على خطى داعش.. حزب
ويري وزير العدل اللبنانى أشرف ريفي إن تشييع الحزب أطفالاً قاتلوا وقضوا في صفوفه في سوريا إنما هو مشهد يذكّره "بآخر أيام هتلر"، موضحاً أن هتلر في بداية حروبه وفي عز انتصاراته كان يستعين بالجنود البالغين الأشداء، لكن حينما بدأ مشروعه ينهار أصبح يستعين في نهاية حقبته بالأطفال للقتال عنه وسرعان ما شكل ذلك إفلاساً عسكرياً أدى في نهاية المطاف إلى خسارته الحرب، ويتزامن هجوم الوزير ريفي على حزب الله في وقت تشير فيه تقارير إعلامية إلى ما يعانيه الحزب من نقص في عدد مقاتليه مع استمرار مشاركته في الحرب السورية إلى جانب نظام الأسد منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وذكر موقع "لبنان الجديد" عن لجوء الحزب إلى فتح باب الانتساب أمام 600 عنصر جديد تحت عنوان التعاقد في منطقة البقاع وحدها، إلا أن المفاجأة كانت عدم استجابة أكثر من 150 عنصراً جديداً، رغم أن منطقة البقاع تعد الخزان البشري للحزب.
فيما شكل الحزب لجنة تحقيق للوقوف على أسباب تمرد وامتناع المؤيدين وأفراد التعبئة عن الانضمام إلى تشكيلات الحزب القتالية، رغم البدلات المالية العالية التي يدفعها الحزب للمقاتلين.
ويعتبر لجوء الحزب للأطفال، أشبه بما تقوم به داعش، عن طريق إغراء القصر بطرق عدة وضمهم إلي صفوفها، حتي تحقق أهدافها في مواجهة التحالف الدولي، كذلك حزب الله يواجه عاصفة الحزم عن طريق هؤلاء الصغار.

شارك