بعد إصابة البغدادي.. هل ينجح "العفري" في قيادة "داعش"؟

السبت 02/مايو/2015 - 11:37 ص
طباعة بعد إصابة البغدادي..
 
في خطوة غير متوقعة، قد تقلب كل الموازين التي كان يخطط لها تنظيم الدولة الإسلامية الذي توسع بصورة ملحوظة في العراق وبلاد الشام، "داعش" بقيادة أبو بكر البغدادي، الذى كان يخطط ويوجه وفقًا لرؤيته الخاصة، أصيب الأخير حسبما ذكرت مصادر مقربة من التنظيم في عموده الفقري بعد غارة جوية أمريكية قبل أكثر من شهرين في شمال غرب العراق، ما يؤثر على قيادته للتنظيم والاستعانة بشخصية أخري للزعامة.
بعد إصابة البغدادي..
من المعروف أن البغدادي كان يقود التنظيم وفقا لاستراتيجية موجهه جعلته ينتشر في كافة الدول العربية، ويواجه التحالف الدولي برؤية خاصة أثرت نوعًا ما على خطة التحالف في القضاء على التنظيم في أسرع وقت ممكن.
وسعى البغدادي للحصول على الشرعية كخليفة من خلال استغلال نسب عائلته الذي يعود إلى النبي محمد على حد زعامته، وشهادته في الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية، ومع ذلك، ينظر إليه داخل داعش على أنه أكثر من مجرد رمز، وكمساهم في القرارات الاستراتيجية التي تتخذها المنظمة.
كما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس الجمعة 1 مايو 2015 أن البغدادي، يخضع للعلاج من جانب طبيبين يتوجهان إليه من الموصل معقل تنظيم داعش إلى مخبئه.
وأكدت الصحيفة نقلا عن مصادر قريبة من "داعش" أن الجراح التي أصيب بها البغدادي، بغارة جوية في 18 مارس الماضي،  لن تسمح له بقيادة التنظيم مستقبلا.
وكان وقع الهجوم في منطقة تبعد 80 ميلا 120 كيلومترا غرب الموصل، حيث أسفر عن مقتل 3 رجال كانوا يرافقون البغدادي.
وأشارت "الجارديان" إلى أن أبو علاء العفري، الذي عين نائبا لزعيم التنظيم عندما قتل سلفه في غارة جوية في أواخر العام الماضي، هو الذي يقود التنظيم الآن.
و في تقرير لصحيفة "التليجراف" البريطانية، نشرت الخبر تحت عنوان "البغدادي المصاب قد لا يقود الدولة الاسلامية مرة أخري"، مشيرة إلي أن الأخبار التي نقلتها صحيفة الجارديان عن إصابة زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة جوية أمريكية على موكب من 3 سيارات قرب الحدود السورية العراقية منتصف مارس الماضي أدى لإصابة البغدادي في العمود الفقري فأصبح مقعدا.
بعد إصابة البغدادي..
لفتت التلجراف إلي أن البغدادي قام بالفعل بنقل سلطاته لنائبه حيث عقد اجتماع عاجل فور الإصابة التي تهدد حياته وناقش المجتمعون كيفية إدارة "الدولة" وهوية خليفة البغدادي"، موضحة أن "أبو علاء العفري تولى قيادة التنظيم وجميع عملياته بشكل عاجل وهو في الأساس أستاذ في الفيزياء وقضى فترة طويلة في قيادات التنظيم الاولى حيث صعده البغدادي ليصبح نائبه إثر مقتل النائب السابق في غارة أميركية أيضا نهاية العام الماضي".
وأضافت التليجراف أن العفري كان يلعب دور حلقة الوصل بين البغدادي والحلقة المقربة من مستشاريه وإمراء المدن والمقاطعات عبر المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا"، مؤكدة نقلا عن مستشار رئيس الوزراء العراقي الخاص في ملف "الدولة الإسلامية" هشام الهاشمي أن العفري هو أكثر الشخصيات قوة في التنظيم بعد البغدادي نفسه.
وأشار الهاشمي إلي أن العمليات التي يخوضها التنظيم لم تتأثر بعد إصابة البغدادي لكن قد تقع خلافات كبيرة بين أمراء التنظيم العراقيين من جانب والأجانب من جانب أخر، موضحا أن العفري معروف بين القيادات العليا في التنظيم بأنه أكثر ميلا للمصالحة مع جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا والتي قادت عدة فصائل أخرى لتحقيق مكاسب مدهشة في الأسابيع الأخيرة ضد النظام السوري".
بعد إصابة البغدادي..
كان الهاشمي، أكد في إحدى تصريحاته أن  العفري يتمتع بشخصية شديدة الذكاء، وبعلاقات أفضل وأعمق من علاقات البغدادي، كما أنه مفوه وصاحب كاريزما قوية، ويمتلك الكثير من الحكمة وقدرة جيدة على القيادة والإدارة، كما عرف عنه صرامته في تطبيق الأحكام الشرعية.
وبسبب علاقته القوية بتنظيم القاعدة، فيتحدث البعض عن ميل العفري إلى التصالح مع تنظيم القاعدة التي تعتبر منافسة للتنظيم، وخاصة جبهة النصرة في سوريا وكان يفضل أن يكون هناك تنسيق أكبر بين التنظيم والنصرة.
ويتوقع مراقبون أن تؤثر عملية التغيير على تنظيم الدولة الاسلامية في عمليات القتال، بالإضافة إلي أن العفري أقل قوة من البغدادي وقد يدفع ذلك قوات التحالف الدولي إلي القضاء على التنظيم في أقل من المدة التي حددتها منذ شنها الهجمات.
كما يري متابعون، إلي أن هناك انشقاقات بدأت وسط أمراء داعش، لرفض زعامة العفري، رغم أنه الأقرب إلي البغدادي في التخطيطات والاستراتيجية، مشيرين إلي أن ذلك قد يؤدى إلي صراعات قد تقود إلي مصير مجهول و انهيار التنظيم بالكامل.
بعد إصابة البغدادي..
"عبد الرحمن مصطفى " المعروف بـ"أبو العلاء العفري"، هو عراقي الأصل، يتجذر من منطقة الحضر، جنوب الموصل، سافر إلى أفغانستان في العام 1998، قبل أن يصبح قيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة، بعد تنصيب زعيمها أبو مصعب الزرقاوي آنذاك، وتعهده بالولاء لتنظيم القاعدة عام 2004.
ورشح العفري من قبل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد مقتل أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري ليكون أمير تنظيم القاعدة في العراق” في العام 2010.
وتدرج العفري بمناصبه في صفوف تنظيم داعش منها رئيس مجلس الشورى"، و"نائب الخليفة"،  ليصبح أكثر بروزاً في التنظيم وحتى أكثر أهمية من البغدادي نفسه، حتى الكشف عن تسلمه قيادة التنظيم.
لمعرفة تفاصيل عن حياة أبو العلاء العفري اضغط هنا 

شارك