ليبيا.. الأزمة تتفاقم والغرب مكتوف الأيدي

السبت 02/مايو/2015 - 02:50 م
طباعة ليبيا.. الأزمة تتفاقم
 
جميع المحاولات التي تسعي لها عدد من الدول لحل الازمة الليبية باءت بالفشل، بل وتفاقمت حدة الصراعات بين طرفي النزاع.
ليبيا.. الأزمة تتفاقم
من جانبها تسعي الأمم المتحدة لحل الأزمة، عن طريق المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردليون، على الرغم من محاولاته المتكررة لجمع أطراف النزاع على طاولة واحدة والوصول إلي حل يرضى الجميع، فإن كافة الحوارات التي عقدها في عده دول كان أخرها الجزائر لم تؤتي بثمارها.
على الرغم من أن هناك تضارب في أن طرفي الصراع توصلا ضمنيًا إلى اتفاق مبدئي بشأن تشكيل حكومة جديدة في البلاد يكون رئيسها غير محسوب على مجلس النواب المنتخب أو المؤتمر الوطني العام البرلمان السابق والمنتهية ولايته، على أن يتم اختيار نائبين لرئيس الوزراء الجديد من كلا الطرفين، فإن الاطراف مازالت مختلفة على التشكيل ولم تستقر حتي الآن على قرار موحد.
في كل الأحوال هناك طرف يريد إفشال المفاوضات واستمرار البلاد في حالة الفوضى التي تعيشها الآن، فالحكومة المعترف بها دوليا بقيادة عبدالله الثني أبدت تأييدها لما وصلت إليه أخر مفاوضات في الجزائر وتشكيل حكومة انقاذ، فيما رفضت الحكومة الموازية بقيادة عمر الحاسي هذا التشكيل وأبدت اصرارها علي الانضمام في التشكيل الجديد وهو ما رفضته الحكومة المعترف بها د وليا
يشار إلى أن المؤتمر الوطني العام، المنتهية ولايته، رفض مسودة الاتفاق النهائي التي تقدم بها ليون إلى الأطراف المشاركة في الحوار.
وكان برناردينو ليون أعلن أن بعثته تعمل على مسودة اتفاق جديدة لحل النزاع في هذا البلد، بعدما واجهت المسودة السابقة اعتراضات من طرفي الأزمة، وقال: ستكون هناك مسودة اتفاق رابعة بعد ثلاث مسودات سابقة، آخرها المسودة التي عرضت أمام مجلس الأمن، مضيفًا: سنعمل على مسودة اتفاق تكون مقبولة من قبل الأحزاب والمجموعات ومختلف الانتماءات الليبية.
ليبيا.. الأزمة تتفاقم
تأتي الأزمة في عدم التوافق بين الأطراف، ما يشرذم الأمر يومًا عن الأخر ويعرقل المفاوضات، التي بدأت منذ سبتمبر 2014، ولكن في جميع الأحوال تقف الدول الغربية مكتوفة الأيدي أمام الأزمة الراهنة، فلا تستطيع انقاذ ما يمكن انقاذه ولا أيضا تستطيع التدخل لحل الأزمة.
في هذا السياق، اعتبر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن الغرب يعول على معجزة لحل الأزمة في ليبيا، لافتا إلى أن توقيع اتفاق سياسي للتسوية لن يضمن وقف الحرب في هذا البلد.
وأشار تشوركين في جلسة مغلقة لمجلس الأمن بشأن ليبيا أول أمس الخميس 30 أبريل إلى وجود مسارين منفصلين في ليبيا، الأول تفاوضي سياسي والثاني ميداني حيث تتقاتل مجموعات تتلقى دعما ماليا من الخارج وتتحصل على أموال من صادرات النفط التي يقسمها المصرف المركزي بين المجموعات المختلفة.
وأكد المندوب الروسي في المنتظم الأممي أن عقوبات الأمم المتحدة بما في ذلك تجميد الأرصدة وفرض قيود على السفر لن تتمكن من إعادة المقاتلين الذين يقوضون العملية السياسية في ليبيا إلى الصواب، مضيفا في تصريح لوكالة أنباء تاس أن لا تأثير لأي نوع من العقوبات على هؤلاء المقاتلين، متسائلا: هل سيمنعون من السفر إلى واشنطن أو ماذا؟
وشدد تشوركين على أن الغرب يأمل عمليا في حدوث معجزة في ليبيا تحل أزماتها، لافتا إلى أن الغرب يريد من المبعوث الدولي برناردينو ليون أن يلعب دور التوازن الذي كان يؤديه القذافي بأدواته الخاصة وأمواله الضخمة، لكنه لا يدعم ليون بأي أدوات لتأدية هذا الدور، مشيرًا إلى أن يؤيد الرأي القائل بأن الجهود المبذولة لإخراج ليبيا من الفوضى الناجمة عن تدخل قوات الناتو غير مثمرة حتى الآن.
ليبيا.. الأزمة تتفاقم
واختتم تصريحاته قائلا: "إن المجموعات المتقاتلة ليس لديها حافز لوقف الحرب، لافتا إلى وجود وضع مقلق في ليبيا نتيجة غياب سلطة القانون هناك منذ أربع سنوات".
في المقابل، حذر ليون، من عقوبات أممية ضد الأطراف التي تعرقل دخول البلاد في مرحلة انتقالية، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية، أن محمد المقريف رئيس البرلمان السابق قد انضم إلى قائمة المرشحين لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا الدائم السابق في الأمم المتحدة أثناء حكم معمر القذافي قبل انهياره ومقتله العام 2011.
على الرغم من أن البرلمان الليبي السابق الموجود في العاصمة طرابلس أعلن رفضه المقترحات الأخيرة التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها برناردينو ليون إلى طرفي الصراع على السلطة في ليبيا، فإن الناطق باسمه عمر حميدان أبلغ في المقابل، وفق ما أوردت الشرق الأوسط، أن المؤتمر الوطني لن يقاطع جولة الحوار الجديدة.
ويوضح المشهد الحالي، أن الوضع الراهن بين أطراف النزاع يتأزم يوما عن الأخر، فمع كل بادرة أمل، تظهر عقبة تعرقل المسيرة مجددًا، والجميع مكتوف الأيدي أمام الأطراف المتناحرة، فالغرب لا يستطيع التدخل، ومجلس الأمن لا يستطيع السيطرة باتخاذ قرار رادع ضد معرقلي الحوار، وكذلك الدول العربية فضلت عدم التدخل، وفي ظل هذا وذاك تنتشر الميلشيات المسلحة داخل الأراضي الليبية.

شارك