"قطر" تواصل تبني الجماعات الإرهابية.. وتستضيف مؤتمرًا لحركة "طالبان"

الأحد 03/مايو/2015 - 12:45 م
طباعة قطر تواصل تبني الجماعات
 
رغم المحاولات التي تقوم بها دولة قطر في إبعاد الشبهات عن نفسها، فيما يتردد بشأن دعمها وإيوائها للجماعات الإرهابية، فإن جميع تصرفاتها تؤكد أنها تدعي البراءة والسلم.. يأتي ذلك في ظل تبني الدوحة العديد والعديد من الاجتماعات السرية للجماعات الإرهابية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، ومساعدة التنظيم الدولي للإخوان في عقد الاجتماعات الخاصة للترويج ونشر الفكر الإرهابي.
قطر تواصل تبني الجماعات
شهدت قطر على مدار الفترة السابقة تجمعات لمختلف قوى التكفير والإرهاب، كان آخر دليل على أنها ما زالت تأوي الفكر الإرهابي، هو قرار استضافتها حوار بين مسئولين أفغان وممثلين عن حركة طالبان بشأن زعمها إنهاء الحرب المستمرة منذ فترة طويلة في البلاد.
ويعتبر هذا المنهج الذي تتبعه قطر في تصدير الفكر الإرهابي والتكفيري إلى مختلف البلدان، وإثارة التوترات المذهبية والطائفية فيها، يشكل خطورة بالغة عليها، مثلما حدث مع أمريكا في دعم طالبان والقاعدة، وتلقت حينها الضربة القاضية في 11 سبتمبر 2001 في هجوم بالطائرات استهدف مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك، التي هزت أمريكا ودفعتها إلى تبني نهج مختلف في عملية التعاطي مع قوى التكفير والإرهاب.
يذكر أن قطر أول من تبني بشكل رسمي تدشين أول مكتب سياسي لحركة طالبان في الدوحة يوم الثلاثاء 18 يونيو 2013، كخطوة لمفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، وآنذاك تأكدت جميع الشكوك في إيواء قطر للحركات التكفيرية.
وكانت اقترحت عدة دول لاستضافة المكتب السياسي لحركة طالبان، مثل: تركيا والمملكة العربية السعودية وغيرهما، إلا أن حركة طالبان رفضت إيجاد مكتب سياسي لها في تركيا والسعودية.
ومن أهم أسباب اختيار الدوحة لاستضافة المكتب السياسي هو رغبة حركة طالبان والإدارة الأمريكية معًا في تقليص الدور الباكستاني في القضية، فصانع القرار الأمريكي يشعر بأن باكستان تستغل الظروف الأمنية لتواجد القوات الأمريكية في أفغانستان في ابتزازها ماليًّا بحجة التعاون في الحرب على الإرهاب، عن طريق استبقاء ورقة طالبان بيدها لإيجاد مزيد من الضغط عليها للحصول على مزيد من المكاسب.
قطر تواصل تبني الجماعات
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن وزارة الخارجية قولها: إن "قطر ستستضيف وعلى مدى يومي 2-3 مايو حوارا وطنيا يجمع ممثلين عن حركة طالبان وبعض الشخصيات الأفغانية الفاعلة على الساحة الأفغانية".
وحسبما ذكرت الخارجية القطرية، سوف يكون الحوار من خلال نقاشات مفتوحة بشأن المصالحة الأفغانية بين كافة الأطراف في البلاد.
وفي خطوة لإبعاد الشبهات عنها، زعمت قطر أنها طلبت من حركة طالبان أن تنأى بنفسها عن تنظيم "القاعدة"، وتلتزم بمحادثات السلام، قبل أن تتمكن من فتح مكتب سياسي لها في الدوحة.
وقالت صحيفة "الجاريان" البريطانية: "إن الحكومة القطرية وضعت شروطها بدعم من أفغانستان والولايات المتحدة، وأن تملي على حركة طالبان إصدار إعلان لا لبس فيه عن قطع روابطها بالجهاد العالمي، والتعهد باستخدام مكتبها في العاصمة الدوحة كمنطلق للمفاوضات مع الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، وليس كمقر لحكومتها في المنفى أو لجمع التبرعات".
وأضافت أن اجتماعا ثلاثيا انعقد خارج العاصمة البلجيكية بروكسل حضره وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وقائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني، وطلب خلاله كيري من الأخير إظهار دعمه المعلن لإجراء محادثات سلام عن طريق الضغط على حركة طالبان الباكستانية لإصدار إعلان بهذا الشأن.
قطر تواصل تبني الجماعات
كان المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن في وقت سابق، أكد أن شخصيات بارزة في حركة طالبان مستعدة للانفصال عن تنظيم "القاعدة"، والتفاوض على وقف إطلاق النار وحتى قبول وجود أمريكي عسكري طويل الأمد في أفغانستان كجزء من اتفاق سلام شامل، لكنها تعارض بشدة الدستور الذي تعتبره دعامة لحكومة الرئيس حامد كرزاي.
وحسب المتحدث الرسمي باسم طالبان فإن الحركة تستعد لإرسال وفد مكون من 8 أعضاء للمشاركة في مؤتمر بالدوحة ينظمه مجلس "باجواش" وهو منظمة تروج للحوار لحل الصراعات.
من جهة أخرى، قال قائد في حركة طالبان إنه تقرر عقد اجتماعات مباشرة على هامش المؤتمر، موضحا أن مشاركتها "لا تعني إجراء مفاوضات سلام".
وتطرح حركة طالبان عدة شروط قبل الموافقة على بدء مفاوضات سلام، بينها رحيل كل القوات الأجنبية من أفغانستان.
وفشلت عدة مبادرات سرية خلال الحرب المستمرة منذ 13 عاما، وبدأت طالبان في الآونة الأخيرة هجوما جديدا أعاد مقاتليها إلى مواقع كانت الحركة انسحبت منها في السابق.
ولم تحقق الجهود السابقة أي تقدم لفتح قنوات اتصال رغم فتح مكتب سياسي لطالبان في قطر، وكان قائد الجيش الباكستاني أبلغ الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني في فبراير الماضي أن شخصيات بارزة في طالبان لا تمانع في إجراء محادثات مع حكومة كابل مما أنعش الآمال بشأن الحل السياسي.
قطر تواصل تبني الجماعات
رغم أن برناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، نفت وقوع الجولة الأولى من هذه الجلسات التفاوضية، فإنها قالت أن بلادها تدعم "عملية المصالحة بقيادة الأفغان" مؤكدة وجود محادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية تهدف إلى "إيجاد تسوية للصراع في أفغانستان" من خلال الحلول السياسية عوضا عن الحلول العسكرية.
ومع نفي البيت الأبيض للمحادثات التي يفترض أنها عقدت في العاصمة القطرية فبراير الماضي، شهد الموقف الأمريكي من حركة طالبان الأفغانية تطورا إيجابيا، فبعد أن كانت الإدارة الأمريكية تشيطن الحركة طيلة العقد الماضي، تحاشى الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض الأمريكي "جوش إرنست" مؤخرا وصف حركة طالبان بالتنظيم الإرهابي، مطالبا التمييز بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وكان عطاء الله لودين نائب رئيس المجلس الأعلى للسلام قال إنه ذاهب إلى قطر ضمن وفد أفغاني مكون من 20 عضوا؛ لإجراء مناقشات مفتوحة مع طالبان وزعماء دوليين آخرين.
ومن بين العراقيل التي تواجه المحادثات وجود انقسام بين قيادة طالبان بشأن الحوار، ويقال: إن أكبر زعيم سياسي لطالبان يؤيد إجراء المحادثات، في حين أن القائد الميداني يعارضها.
ومنذ عدة أسابيع، يكثف القادة الأفغان جهودهم الدبلوماسية مع القوى الإقليمية مثل باكستان والهند أو السعودية والصين في محاولة للتوصل إلى توافق، ويأتي هذا الإعلان في أعقاب اشتداد المعارك في أفغانستان؛ حيث دارت اشتباكات عنيفة في الأيام الماضية في محيط قندوز بشمال البلاد.

شارك