تفاقم الأزمة السورية وتصاعد الاشتباكات يقوّض فُرص نجاح الحوار السوري

الأحد 03/مايو/2015 - 07:11 م
طباعة تفاقم الأزمة السورية
 
استمرار الأزمة السورية وتصاعد الاشتباكات المسلحة بين قوات النظام السوري والجماعات الإرهابية تعقد من المشهد الراهن، وتعمل على سقوط مزيد من القتلى بين المدنيين، وإرباك المحاولات المستمرة لطرح حلول سياسية للأزمة السورية، خاصة مع قرب  جولة جديدة من الحوار التي تقودها الأمم المتحدة وبمشاركة روسيا وايران، والتي من المقرر أن تعقد في جينيف غدًا الاثنين .
من جانبه قال نائب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جيف راثك إن إقامة مناطق عازلة أو حظر طيران فوق سوريا ستنجم عنه تحديات كبيرة عسكرية وإنسانية ومالية، وأن هذا الأمر يتطلب إعادة نظر في إطار السياسة الأمريكية حيال سوريا.
شدد على أن تدريب أفراد ما أسماها بـ"المعارضة السورية المعتدلة" سيبدأ قريبا جدا، وأن استكمال الاستعدادات النهائية لبدء برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية جار حاليا، مؤكدا أن بلاده مستمرة في التزامها بدعم المعارضة السورية المعتدلة كي تتمكن من التصدي للجماعات المتطرفة في سوريا وللنظام.
تفاقم الأزمة السورية
تأتى هذه الدعوة بعد أن طلب  رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة طالب واشنطن بالمساعدة في إقامة ما أسماها "مناطق آمنة" داخل سوريا.
شدد خوجة  بقوله " الولايات المتحدة تبذل جهودًا في سبيل توفير آلية لإقامة مناطق آمنة في سوريا، لمسنا تحركا من قبل الإدارة الأمريكية من أجل المساعدة على إيجاد هذه المناطق، وتفاصيل الآليات لا نعرفها، لكن حصلنا على جواب قوامه أن هناك عملا جاريا على آلية تساعد على إيجاد المناطق الآمنة بمعنى وقف عربدة طيران النظام.
تأتى هذه المحاولات، في الوقت الذى ارتفع فيه عدد الضحايا المدنيين جراء غارة لقوات التحالف الدولي، خاصة وأن حالات من الاختناق بين مدنيين ظهرت في بلدة سراقب بشمال غرب سوريا بعد أن هاجمتها قوات النظام ببراميل مليئة بغاز الكلور.

تفاقم الأزمة السورية
من جانبه أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 40 مدنيا، بينهم أطفال، أصيبوا بحالات اختناق بعد هجوم بغاز الكلور شنته قوات النظام السوري على بلدة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد ،وأظهرت أفلام فيديو بثها ناشطون، عددا من المتطوعين الطبيين وهم يقومون في بلدة سراقب بغسل أطفال، بينهم رضع في حالة صدمة، بعضهم يسعل وآخرون يضعون أقنعة، والاشارة إلى أن الغاز المستخدم هو غاز الكلور". كما قتل رضيع في بلدة النيرب المجاورة، بحسب المرصد الذي لم يكن بمقدوره الإشارة فيما إذا كان سبب الوفاة ناجما عن تأثير رمي البرميل أم عن غاز الكلور.
وعلى صعيد استمرار الغارات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة،  ذكرت تقارير من شمالي سوريا أن أكثر من 50 مدنيا قتلوا في غارة جوية شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وأن قرية بمحافظة حلب قصفت في الغارة، كما أن بعض الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض.
في الوقت الذى لم يكشف التحالف الدولي عن صحة هذه التقارير لكن من المعروف أن الطائرات التابعة له أخذت تستهدف مؤخرا مواقع ومسلحي تنظيم "داعش" في سوريا.
ويري شهود عيان أن الغارة قد أصابت بطريق الخطأ مدنيين في قرية تقع على الجانب الشرقي من نهر الفرات في محافظة حلب بدل أن تصيب مواقع للجهاديين، خاصة وأن عوائل بأسرها سقطت بين قتيل وجريح.
تفاقم الأزمة السورية
وتشير تقارير حقوقية إلى أن الغارات التي يشنها التحالف قتلت 66 مدنيا على الأقل في سوريا منذ سبتمبر الماضي، كما قتلت هذه الغارات نحو 2000 من مسلحي تنظيم "داعش"، بينما أكدت الولايات المتحدة في الماضي إنها تأخذ كل التقارير التي تتحدث عن وقوع خسائر في صفوف المدنيين جراء الغارات التي يشنها طيران التحالف مأخذ الجد، وان ثمة نظام متبع للتحقيق في كل من هذه الحوادث.
على الجانب الاخر قالت مصادر حكومية سورية وأخرى معارضة، إن اشتباكات عنيفة شهدها الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، فيما نفذ الطيران غارات على مواقع للمعارضين في ريف اللاذقية الشمالي وكبدهم خسائر بشرية ومادية، وفق مصادر حكومية، كما نفذ الطيران عدة غارات على مدينة جسر الشغور، بالتزامن مع وقوع اشتباكات بين جبهة النصرة وأفراد من القوات النظامية المتحصنين في مشفى عند الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة في إدلب.
ومع تزايد حدة الاشتباكات، وسقوط مزيد من القتلى، تظل جولة الحوار في جينيف محل اهتمام المتابعين، بشأن نتائج هذا الحوار السوري على  مستقبل الأزمة التي اندلعت في مارس 2011.  

شارك