سوريا: البراميل المتفجرة تفاقم الأزمة.. وتكهنات بصعوبة الحلول السياسية

الثلاثاء 05/مايو/2015 - 09:27 م
طباعة سوريا: البراميل المتفجرة
 
تتصاعد الاشتباكات بين الفصائل الإرهابية وقوات النظام السوري من جانب، وبين المعارضة السورية وقوات النظام من جانب آخر، وسقوط مزيد من القتلى وخاصة من المدنيين، بالرغم من بدء جلسات الحوار في جنيف السويسرية تثير اهتمام الأوساط الدولية والحقوقية، واتهام نظام بشار الأسد بارتكاب جرائم غير إنسانية، وهو ما عبرت عنه منظمة العفو الدولية باتهام قوات الحكومة السورية باستهداف المدنيين في حلب بهجمات البراميل المتفجرة التي أجبرت مستشفيات ومدارس على العمل تحت الأرض ووصفت الهجمات بأنها "جرائم ضد الإنسانية".
اعتبرت المنظمة في تقرير لها أن البراميل المتفجرة وهي براميل محشوة بالمتفجرات والشظايا المعدنية تلقيها طائرات الهليكوبتر قتلت نحو 3000 مدني العام الماضي في محافظة حلب الواقعة في شمال البلاد بينما أوقعت أكثر من 11 ألف قتيل في سوريا منذ 2012، والإشارة إلى أن الشوارع مغطاة بالدماء، والأشخاص الذين قتلوا ليسوا هم الأشخاص الذين كانوا يقاتلون، وأصبحت المدينة دائرة الجحيم".

سوريا: البراميل المتفجرة
ويري مراقبون أن استخدام البراميل المتفجرة كان محل انتقادات واسعة من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، وسبق أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا أوائل العام الماضي يدين استخدامها في المناطق الآهلة بالسكان مهددا بإجراءات أخرى ضد دمشق إذا لم توقف استعمالها، في الوقت الذى نفي فيه الرئيس السوري بشار الأسد في فبراير الماضي استخدام القوات الجوية السورية البراميل المتفجرة لكن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين قالوا إن ما قاله الأسد غير صحيح.
أشارت العفو الدولية في تقريرها إلى أن أجواء الرعب والهلع والمعاناة التي تفوق كل احتمال اضطرت الكثيرين من المدنيين في حلب لتحمل شظف العيش تحت الأرض فرارا بأرواحهم من ويلات القصف الجوي الذي تشنه القوات الحكومية بلا هوادة، كما أن الهجمات الحكومية باستخدام البراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة غير الدقيقة استهدفت أماكن مكتظة بينها أسواق ومحطات ركوب ومساجد ومستشفيات ومدارس، والاشارة إلى أن جماعات المعارضة المسلحة ارتكبت أيضا جرائم حرب باستعمال أسلحة غير دقيقة مثل مدافع الهاون وصواريخ محلية الصنع مزودة بأسطوانات غاز تسمى "مدافع جهنم" في هجمات قتلت ما لا يقل عن 600 مدني في 2014، كما نقلت عن شهود عيان مقيمين في حلب لهجمات جماعات المعارضة المسلحة بأنها عشوائية في أحيان كثيرة، والمواطنين لا يشعرون أبدا بالأمان أو السلامة. 

سوريا: البراميل المتفجرة
من ناحية أخرى اشتبك مقاتلون من جماعة حزب الله ومسلحون من جناح تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة في المنطقة الشرقية من لبنان على الحدود السورية، بحسب ما ذكرته محطة المنار ومصدر عسكري في الجماعة، وقال المصدر إن مقاتلي الحزب نصبوا كمينا لمسلحي النصرة في "مواقع متقدمة" في ضواحي بلدتي طفيل وبريتال الجبليتين، كما ظل مسلحو جبهة النصرة نشطين بانتظام في مناطق قريبة من الحدود السورية، وكانوا يستهدفون مواقع لحزب الله والجيش اللبناني في الماضي..
وقال تليفزيون المنار إن مقاتلي حزب الله دمروا خمس معدات عسكرية لجبهة النصرة، وقتلوا منهم 12 مسلحًا على الأقل.
سوريا: البراميل المتفجرة
وفى إطار المحاولات الدولية لطرح حلول سياسية أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن دعوة ممثلين عن المعارضة السورية المسلحة للمشاركة في مشاورات جنيف، مطالبا بمضاعفة جهود الحل في سوريا وإعطاء فرصة لوقف العمليات العسكرية.
أكد ميستورا  أن الوضع على الأرض لم يتغير منذ جنيف واحد، وظهرت عوامل جديدة منها ما يعرف بتنظيم داعش، كما لم تنجح خطة تجميد القتال في حلب أو مناطق أخرى من سوريا، وعليه جاء التشديد على أهمية مضاعفة الجهود لدفع العملية السياسية، موضحا مشاركة أربعون طرفا من المعارضة السورية من بينها ممثلون عن فصائل مسلحة والمجتمع المدني والمرأة، إلى جانب الحكومة وعشرين طرفا دوليا وإقليميا، مع التأكيد أن الأمم المتحدة لن تتحدث إلى جبهة النصرة وداعش.

شارك