بطريرك الروم الأرثوذكس بسوريا: الشهادة لا تعني رخص الحياة!

الأربعاء 06/مايو/2015 - 03:10 م
طباعة بطريرك الروم الأرثوذكس
 
تقدر بعض المؤسسات الحقوقية عدد الشهداء الذين سقطوا في سوريا منذ ما سمي بثورات الربيع العربي في 2011 بـ 128329 شهيدًا في 49 شهرًا. بحيث أصبح الدم المراق يغطي قلوب كل السوريين وآلام الفراق لا تغطيها الدموع، وفي إطار تكريم الشهداء استضافت الكاتدرائية المريمية في دمشق أمسية تراتيل لتكريم الشهدا، حضرها البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك أنطاكية (سوريا) للروم الأرثوذكس، والمطران ماريو زيناري، سفير الفاتيكان في دمشق، وعدد من الشخصيات الدينية والعامة، وحشد من المواطنين. 
وقال البطريرك اليازجي في كلمته خلال الأمسية: "التراب الذي شرب دم الشهداء لم يسأل إذا كان هذا الدم مسيحيًّا أو مسلمًا. الدم واحد هو دم الحقيقة. وعندما نتمكن ونحن نفعل ذلك أن نسكب دماءنا رخيصة على تربة الوطن فلا بد أن تنبُت دماؤنا شجرة يانعة قوية تتحدى عواصف البطل ليبقى صوت الحق في الدنيا". وأضاف: "إن فهمنا للشهادة لا يعني استرخاصاً للكرامة البشرية وازدراء بقدسية الحياة الأرضية، فنحن قوم نحب العيش، ومن حقنا العيش بسلام، لكن إذا ما اضطررنا أن نقول كلمة في وجه الباطل فسنقولها غير هيابين الموت".
وتابع: "نحن أبناء هذه الأرض، لم نخلق على هامش البشر. ومن هنا فليسمع العالم كله، دماؤنا نحن المشرقيين ليست أرخص من دماء أحد. وقطرة دم إنسان بريء يقتل تزن براميل النفط وأسواق المصالح". وأضاف: "لم تخلق ديارنا لتكون مرتع أيديولوجيات متطرفة. هذه الأرض خلقت لتكون مرتع النور.. ومن هنا ننطلق لنؤكد على ضرورة تعميد الخطاب الديني، مسيحيًّا كان أو مسلمًا، في جرن الخطاب الوطني والمرجعية للوطن وفي بوتقة العيش الواحد بين سائر الأطياف".
وأكد بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس أن "الشهيد هو شاهد على شيء عشقه ومات في سبيله".

شارك